أحرزت المجموعات المحلية المسنودة من "اللواء الثامن" تقدماً كبيراً في حي طريق السد بمحافظة درعا، جنوبي سورية، على حساب المجموعات المتهمة بالانتماء لتنظيم داعش، بعد أن تمكّنت من السيطرة على عدد من الأبنية، فيما اغتال مسلحون رئيس بلدية في المحافظة.
وذكر أيمن أبو محمود، الناطق باسم "تجمع أحرار حوران" لـ "العربي الجديد" أن الاشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة في منطقة الحمادين، أسفرت عن مقتل عنصرين من المجموعات المحلية هما أسامة الصلخدي وأحمد إبراهيم العبود من بلدة النعيمة شرق درعا. وقُتل قبل ذلك الشاب محمد أحمد تركي البردان أثناء هذه الاشتباكات.
في المقابل، قُتل عنصر من المجموعات المتّهَمة بالانتماء لتنظيم داعش بعد محاولة تفجير نفسه في نقاط الاشتباكات، بالقرب من حديقة الملجأ في حي طريق السد. وأوضح أبو محمود أن القتيل من تنظيم داعش، يُدعى أبو البراء النصر، وينحدر من قرية سملين في ريف درعا الشمالي، وحاول تفجير نفسه بمجموعة تتبع للفصائل المحلية.
وذكر مصدر محلي مطلع لـ"العربي الجديد" أن المعركة لم تحسم بعد، وما زال قادة الجماعات المطلوبون متوارين عن الأنظار ولا يعرف ما إذا كانوا مختبئين في أحد الأبنية، أم تمكّنوا من الفرار خارج المنطقة.
وأعرب المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، عن خشيته بأن تعقد "صفقة" ما بين المهاجمين والمطلوبين عبر وسطاء محليين، يجري بموجبها السماح لأبرز المطلوبين، وهما محمد المسالمة الملقب بـ "هفو" ومؤيد حرفوش الملقب بـ "أبو طعجة"، بمغادرة المنطقة إلى جهة "مجهولة" مقابل وقف العملية العسكرية.
ويرتفع بذلك عدد القتلى منذ بدء العملية العسكرية مطلع الشهر الجاري، إلى 19 شخصاً، هم خمسة مدنيين، بينهم طفلان وناشط إعلامي ورجل مسن، و8 من المتهمين بالانتماء لتنظيم "داعش"، وخمسة من عناصر الفصائل المحلية، بينهم قيادي وعنصر من اللواء الثامن، وفق إحصائيات "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
وفي السياق، بثت شبكة أخبار "درعا 24" شريطاً مصوراً للقيادي السابق في الجيش الحر محمد شلاش والمعروف بـ"أبو شلاش"، اتهم فيه المدعو مؤيد الحرفوش بأنه مجرد قاتل مأجور، ولم يكن له أية مشاركة في الثورة السورية قبل عام 2018.
وأضاف أن الحرفوش يقيم طيلة هذه الفترة في منطقة المزيريب التي لم تكن تشهد أية أعمال قتالية، وحضر إلى درعا البلد بعد عام 2018 بمهمة واحدة، وهي تصفية "الشرفاء" مقابل مبالغ مالية، مشيراً إلى أنه أخرج الحرفوش ومجموعته من مخيم درعا، بعد اشتباكات عنيفة خلّفت قتلى وجرحى، وذلك أواخر عام 2021.
وكانت المجموعات المحلية، بمشاركة من اللواء الثامن، قد بدأت عملية عسكرية ضد مجموعات يقدر عددها بين 50 و100 شخص تتهمهم بالانضمام إلى تنظيم داعش في منطقة حي طريق السد.
واللواء الثامن هو فصيل محلي معارض سابقاً، كان باسم "شباب السنة"، يتمركز شرقي المحافظة، ودعمته روسيا بعد عام 2018، ثم تخلت عنه، ويتبع إدارياً اليوم شعبة الأمن العسكري التابعة للنظام السوري.
وتأتي هذه العملية العسكرية ضد مجموعات متهمة بالانتماء لتنظيم "داعش"، يقودها كل من "هفو" و"أبو طعجة"، وذلك بعد تفجير انتحاري داخل منزل القيادي السابق في الجيش الحر غسان أكرم أبازيد في درعا البلد، أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 5 آخرين. وتتهم المجموعات المحلية هذين الشخصين بإيواء قادة وعناصر من تنظيم داعش، الذين جرى تجنيدهم من قبل أجهزة أمن النظام السوري، وهو ما ينفيه هذان الشخصان، ويتهمان بالمقابل المجموعات المهاجمة بالتبعية للأمن العسكري.
وفي سياق متصل، ذكرت شبكات محلية أن المجموعات المحلية التابعة للواء الثامن، فرضت حظر تجول في حي العالية بمدينة جاسم شمال درعا، بحثاً عن فلول عناصر داعش في المنطقة، مشيرة إلى انتشار عناصر تلك المجموعات في المنطقة مع سماع إطلاق نار بين الحين والآخر.
حريق في معمل الكبريت
وتزامناً مع هذه الاشتباكات، اندلع حريق في مستودع للكبريت الزراعي في حي الحمادين قرب حي طريق السد.
وذكرت وسائل إعلام النظام السوري أن الحريق في منطقة طريق السد، حي الحمادين، نشب فجر اليوم السبت، ووصلت إلى المكان سيارة إطفاء، وتمكنت من السيطرة عليه بشكل كامل بعد أكثر من ساعتين، دون حدوث إصابات بشرية.
وأضافت أن الحرق تسببت به عبوة زرعتها "العصابة المجرمة"، مشيرة إلى إصابة عنصرين من فوج الإطفاء خلال عملهم في إطفاء الحريق، نُقلا للمستشفى لتلقي العلاج.
اغتيال رئيس بلدية علما في ريف درعا
إلى ذلك، قُتل رئيس بلدية علما بريف درعا الشرقي، جراء إطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين.
ونقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام، عن مصدر في قيادة شرطة المحافظة، قوله إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار بشكل مباشر على رئيس مجلس بلدية علما نبيل قاسم الحريري أمام مخبز البلدة، وجرى إسعافه إلى الهيئة العامة لمستشفى درعا، لكنه فارق الحياة قبل وصوله.
وذكر مدير المستشفى الدكتور يحيى كيوان أن الحريري وصل مفارقاً الحياة، جراء إصابته بطلق ناري بالرأس.
وسجل "مكتب توثيق الانتهاكات" في "تجمع أحرار حوران" منذ مطلع العام الجاري، مقتل 5 رؤساء مجالس بلدية في محافظة درعا، جميعهم قتلوا عبر إطلاق نار. وقُتل في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي رئيس المجلس البلدي في المسيفرة شرقي درعا عبد القادر أحمد الزعبي، ويعتبر رئيس المجلس الثاني الذي يجري اغتياله، إذ سبق وقتل رئيس المجلس البلدي في البلدة عبد الإله الزعبي برصاص مجهولين مطلع عام 2019.
كما قُتل رئيس البلدية ومختار بلدة النعيمة عوض العبود برفقته أمين فرقة حزب البعث فؤاد العبود، برصاص مسلحين مجهولين في بلدة النعيمة بريف درعا الشرقي، في 18 مايو/ أيار الفائت، فيما قُتل في 24 مارس/ آذار محمود محمد العتمة رئيس المجلس البلدي في مدينة الصنمين، وسبق ذلك بأيام مقتل تيسير حمدي العقلة رئيس المجلس البلدي في مدينة جاسم، وهو عقيد متقاعد قبيل انطلاق الثورة السورية، وتسلّم رئاسة المجلس البلدي، عقب اغتيال الرئيس السابق راضي كريم أسعد الجلم مطلع العام الماضي.