دعا رئيس الوزراء التركي السابق ورئيس "حزب المستقبل" المعارض أحمد داود أوغلو، اليوم الثلاثاء، المعارضة التركية إلى تغيير اسم تحالفها والاستعداد للانتخابات بأي لحظة، والعمل من أجل جذب مؤيدي الرئيس رجب طيب أردوغان.
كلام داود أوغلو جاء في حديث صحافي لقناة "خبر تورك"، تطرق فيه للقاءاته مع قادة المعارضة التركية في الأيام السابقة، وخصوصاً لقاءه الثلاثي الذي جمعه مع زعيم حزب "الشعب" الجمهوري كمال كلجدار أوغلو، وزعيمة "الحزب الجيد" ميرال أكشينار، ولقاءاته اللاحقة في الأيام المقبلة.
واعتبر داود أوغلو أنه "منذ عام 1950 في البلاد، كانت نقاط التحول الكبرى عندما يتمكن أي حزب سياسي من إقناع الكتلة المحافظة الواسعة، ويجب على هذه الكتلة أن تغير من رأيها من الحكم الموجود في البلاد، عبر إعطائها تطمينات وضمانات لتغيير رأيها". وأضاف "ندخل الآن في مرحلة جديدة تتطلب مسؤوليات كبيرة ضمن المعارضة وتحالفها، ولا يكفي أن يكون التحالف فقط تحالفاً انتخابياً، بل تحالفاً قادراً على التحول إلى بنية تستطيع إنشاء تركيا، فإذا فقدت الحكومة الانتخابات ولم تستطع المعارضة إدارة البلاد، فإن ذلك يؤدي لفوضى وفراغ ووضع خطر أكثر، وبالتالي لا يمكن بث الأمل مجدداً في البلاد".
وحول لقاءاته المكثفة أخيراً، قال داود أوغلو "المعارضة بحاجة إلى لقاءات شاملة أكثر، ومن المهم أنه في حال استفقنا على أن قراراً اتخذ لإجراء انتخابات مبكرة، لا يجوز البدء عندها بالحديث عن التحالف بطريقة تبعث على الارتباك دون تحضير، وعلينا من الآن الحديث في التفاصيل، وعلى المعارضة تقييم ما لديها من فرص بيديها حالياً مهما كانت، والبدء بعمل مشترك".
وشدد على أنه "لا يجوز فقط الاكتفاء بالمعارضة، بل يجب وضع إرادة بنّاءة، ولا شك في أن تحالف الشعب كان له أداء وجهد في الانتخابات السابقة، ولكن نحن في إطار الدخول بمرحلة جديدة تتطلب مسؤوليات كبيرة والعمل متراصفاً، وهو ما يتطلب تحالفاً نوعياً يمكن أن يتحول إلى بنية جديد"، قاصداً تحوّله لحكومة. وأفاد بأن "المطروح في الطاولة بنية وهوية واسم تحالف المعارضة، وتم الحديث في كل شيء مع أكشينار وكلجدار أوغلو، وكان رد فعلهما إيجابياً، ولكن يتطلب الأمر بداية ثقة الأطراف ببعضها البعض خلال مسيرتها بالطريق نفسه".
وأكد أن "أردوغان تحدث باسم شريحة واسعة من الشعب، تماماً كما حصل مع زعماء سياسيين سابقين، فحقق نجاحاً بخطاب المحافظين وقيادة تطورهم في الوقت المعاصر، وهناك أنصار الدول القومية من التيارات الأخرى، وإن كانت المعارضة تمثل الطرفين في نقاط تلاقيهما، فيجب ألا تشعر أي كتلة بأنها تدخل الانتخابات بنفسية الخاسر فيها".
ورداً على سؤال حول تأثيرات السياسة الخارجية على الناخبين ونجاح أردوغان فيها، قال داود أوغلو "إن كان هناك إنسان وطني فهو أنا، حيث عملت على إنشاء سياسة خارجية تركية مستقلة وفق رؤيتها السياسية، والكل يعلم بذلك، وهذا أمر لست متواضعاً فيه". وتابع: "كانت لي جهود داعمة في كثير من المجالات ببدئها أو استمرارها، مثل الصناعات الدفاعية وكثير من الأمور، فلا يمكن لأحد الحديث عن الوطنية مثلي. تطوّر العلاقات مع روسيا وتأسيس المجلس الاستراتيجي المشترك كانا في فترة ولايتي في وزارة الخارجية، وبعد عام 2016 (خروجه من الحكومة) وصلت رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصفت (أردوغان) بالأحمق (2018)، وبقي واقفاً أمام باب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دقائق".
ولفت إلى أن "السياسة الخارجة تعرّضت بعده في 5 سنوات إلى الترهل والابتعاد عن الوطنية، وكان لا يمكن أن تصل في فترته رسالة تصف الرئيس بالأحمق، عندها كانت ردود فعله ستكون واصلة لمرحلة طرد السفير الأميركي، فالوطنية ليست بالكلام والحماسة، الحكومة الحالية خرّبت الخط الذي رسمته، ووصلت إلى هذا المستوى".
وأوضح داود أوغلو أن "الاقتصاد والسياسة الخارجية من المواضيع التي يُعتقد أن المعارضة ستتوافق عليها، وهناك بعض الخلافات تتعلق بوجهات النظر حول سورية، وهذه يمكن تجاوزها".
وتكثف المعارضة من رصّ صفوفها منذ أكثر من عام، بلقاءات بين الأحزاب السياسية، ووضع مسودة دستور ومخطط اقتصادي لتجاوز أزمات البلاد، وتطالب بنفس الوقت بالذهاب إلى الانتخابات المبكرة، وهو ما ترفضه الحكومة وتؤكد أنها ستجرى في موعدها.
ومن المقرّر أن تجرى الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية في صيف العام المقبل، ولا تستطيع المعارضة الدفع بها لتكون مبكرة، لافتقادها الأغلبية البرلمانية، فيما يؤكد الرئيس أردوغان وحلفاؤه أنها ستكون في موعدها، حيث تحاول المعارضة النيل من الحكومة بما تعتقد أنه فشلها في الاقتصاد، والحفاظ على استقرار سعر صرف الليرة التركية، وزيادة نسبة التضخم، وعدم القدرة على السيطرة على الأسعار، فيما تعد الحكومة بازدهار اقتصادي الصيف المقبل.