تكشف مصادر محلية وقبلية عراقية وعناصر مسلّحة سورية لـ "العربي الجديد"، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) نفّذ أوسع حملة إعدامات داخلية في صفوفه خلال الأسبوعين الماضيين، طالت أكثر من 30 قيادياً وعنصراً بارزاً في التنظيم، فضلاً عن عملية نقل كبيرة للولاة وقيادات الصف الأول فيه وسط تضارب الروايات حول سبب ذلك.
ويقول الزعيم القبلي البارز في مدينة الموصل، الشيخ صالح عبد العزيز الحمداني، لـ "العربي الجديد"، إن المحكمة الشرعية التابعة لـ "داعش" في ولاية نينوى نفذت حكم الإعدام بحق 19 شخصاً من التنظيم، بينهم قيادي وعناصر بارزة من جنسيات عراقية وسورية وسعودية وأردنية، وجرى ذلك بين الثاني عشر والعشرين من الشهر الحالي بعد أيام من اعتقالهم.
ويوضح الحمداني أن "التنظيم نفّذ أحكام الإعدام بحق عناصره في منطقة الغابات، فقتل بعضهم بقطع الرأس وآخرين رمياً بالرصاص"، مشيراً إلى أن "المعلومات المتوافرة حول سبب إعدام التنظيم عناصره هو ما يتردد عن وجود مؤامرة وخيانة لصالح استخبارات صليبية كما وصفها أحد قيادات التنظيم الذي ألقى خطبة في ساحة الإعدام، قال في مقدمتها الخيانة لا تزدهر بيننا والعميل بيننا يُكشف"، كاشفاً عن "اعتقال عشرات آخرين والذين ما زال التحقيق جارياً معهم".
مصدر محلي آخر كان شاهداً على عملية إعدام العناصر، يقول لـ "العربي الجديد" إن "النائب الجديد لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عقب مقتل أبو مسلم الخراساني، والملقب أبو أحمد السوري، هو من أشرف على تنفيذ الحكم، وتم إبلاغ باقي فروع التنظيم في العراق بذلك"، مشيراً إلى أن "الحديث يدور حول وجود خيانة واكتشاف أجهزة اتصال ووثائق بحوزة المتهمين، ضبطها ديوان الأمن الداخلي في التنظيم".
ويلفت المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى "إعدام آخرين في الأنبار وصلاح الدين كانوا فروا من الموصل وتم الإمساك بهم هناك"، موضحاً أن "المعلومات تشير إلى مؤامرة أو خيانة داخلية كشف عنها التنظيم".
كما تكشف مصادر محلية مسلّحة في فصائل سورية معارضة لـ "داعش" في مدينة دير الزور، لـ "العربي الجديد"، أن التنظيم نفّذ عمليات إعدام مماثلة في دير الزور والرقة بالتزامن مع إعدامات الموصل.
ويقول عنصر في تلك الفصائل إن 12 مسلحاً من "داعش" تم إعدامهم، والسبب "هو التولي يوم الزحف" أي الفرار خلال المواجهات العسكرية بين التنظيم وخصومه.
ويوضح المسلّح الذي عرّف عن نفسه بـ "بركات أبو آيات"، لـ "العربي الجديد"، أن "ما بلغنا هو أن تلك العناصر، والتي من بينها قائد خليّة مسلّحة، فرّت من المعركة، كما سمعنا أيضاً عن موضوع الخيانة الذي تزامن مع إجراء التنظيم عملية نقل لقياداته بين المدن، فضلاً عن تغيير مقراته وتحركات قياداته اليومية وأرقام الهواتف الخاصة بهم، وهو ما عزز شكوك المواطنين والمراقبين بحدوث عملية خيانة لصالح استخبارات أجنبية، قد تكون وراء مقتل قيادات داعش البارزين أخيراً".