"داعش" يسيطر على مناطق في البادية السورية و"قسد" تقتل وتعتقل مدنيين

16 أكتوبر 2021
تصاعد عمليات الاغتيال في محافظة درعا (فرانس برس)
+ الخط -

عزز تنظيم "داعش" الإرهابي سيطرته في ريف الرقة الجنوبية، بينما تواصل "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شن حملات مداهمة مدعومة بقوات التحالف الدولي على منازل في ريف دير الزور الشرقي، والتي تخللها سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين.

وفي جنوب البلاد، تصاعدت عمليات الاغتيال في محافظة درعا، بالتوازي مع تواصل عمليات التسوية التي تجريها قوات النظام.

وقال الناشط أبو عمر البوكمالي لـ"العربي الجديد" إن تنظيم "داعش" تمكن من السيطرة على مساحات واسعة في بادية الرصافة بريف الرقة الجنوبي، بعد معارك مع النظام السوري والمليشيات الإيرانية. 

وأشار إلى أن التنظيم شن هجوماً مباغتاً على مواقع قوات النظام وسيطر على معظم منطقة البادية، موقعاً قتلى وجرحى في صفوف عناصر النظام والمليشيات الإيرانية، ما دفع المليشيات إلى استدعاء تعزيزات عسكرية كبيرة تضم عشرات الآليات من مطار التيفور بريف حمص الشرقي، ومن ريف حلب الشرقي، بهدف استعادة المواقع التي خسرتها.

من جهتها، استنفرت قوات "قسد" في ريف الرقة، وعززت مواقعها في المنطقة خشية تقدم عناصر "داعش" إلى مناطق سيطرتها، كما دفعت بتعزيزات إلى مطار الطبقة وجبل البشري.

ويشن التنظيم بين الحين والآخر هجمات ضد مواقع قوات النظام والمليشيات الموالية لإيران و"قسد" في منطقة البادية، مستغلاً المساحات الصحراوية الواسعة والعوامل الجغرافية.

في الأثناء، قُتل شخص، واعتُقل نحو 7 آخرين، خلال حملة مداهمات ضخمة شنتها قوات "قسد" مدعومة بقوات التحالف الدولي فجر اليوم السبت على منازل في قرية الزر بريف دير الزور الشرقي.

وذكرت شبكة "نهر ميديا" المحلية أن الحملة استمرت إلى صباح اليوم، وأسفرت عن مقتل عبد الله عياد الخاطر من أهالي قرية الزر، بعد أن أطلق عناصر "قسد" النار عليه أثناء محاولته الهروب من المنزل، واعتقلت نحو 7 أشخاص بتهمة الانتماء لتنظيم "داعش" والتعامل والتنسيق مع خلاياه. وتزامنت المداهمة مع تحليق مكثف للطيران المروحي التابع للتحالف الدولي.

كما شنت "قسد" عبر دورياتها حملة على المعابر النهرية بمدينة البصيرة شرقي دير الزور، بالتزامن مع صوت إطلاق رصاص كثيف يسمع في المدينة.

وكانت "قسد" قد فرقت مظاهرة شعبية في مدينة الرقة أمس الجمعة، واعتقلت خمسة من المشاركين فيها. وذكرت شبكات محلية أن المظاهرة خرجت في شارع تل أبيض للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وتنديداً بحملات الاعتقال التي شنتها "قسد" مؤخراً.

وتشير المصادر إلى أن حصيلة الاعتقالات التي قامت بها "قسد" خلال الأيام القليلة الماضية في محافظة الرقة زادت عن المائة شخص، إذ جرى نقل بعض المعتقلين إلى سجن الأحداث الواقع قرب مطحنة الرشيد، والتي تعتبر مقراً لقيادات حزب العمال الكردستاني، فيما نُقل البعض الآخر إلى سجن عايد الذي يشبهه أهالي الرقة بفرع فلسطين التابع للنظام السوري لشدة التعذيب الذي يتعرض له المحتجزون داخله.

مكافحة الفساد بالجيش الوطني

وفي شمال غربي البلاد، قصفت قوات النظام السوري بالمدفعية بلدة البارة في جبل الزاوية جنوبي إدلب، فيما أعلنت "الجبهة السورية للتحرير"، أحد مكونات الجيش الوطني السوري، إطلاق حملة لمكافحة الفساد في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي.

وقال نائب قائد الجبهة سيف أبو بكر، في تغريدة على "تويتر"، إن الحملة الأمنية الواسعة التي تم إطلاقها أمس الجمعة، هدفها تنفيذ أحكام القضاء العسكري بحق كل من أساء للمدنيين و"خان دماء الشهداء"، على حد قوله.

وقال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد" إن العملية تستهدف "القبض على المطلوبين للقضاء العسكري، والخارجين عن القانون والمفسدين المتسترين بعباءة الجيش الوطني، بهدف تطهير وحماية المؤسسة وردع كل من تسول له نفسه التعرض للمدنيين".

براءة شاب توفي تحت التعذيب

وفي سياق متصل، وخلافاً لادعاءات بعض فصائل "الجيش الوطني" المنتشرة في أرياف الحسكة والرقة وحلب، ظهرت براءة شاب قتل ظلماً في سجن تابع لإحدى فصائل هذا الجيش في ظل غياب أي سلطة محاسبة مستقلة أو قضاء نزيه.

وكان الشاب حكمت خليل الدعار (30 عاماً) قد توفي تحت التعذيب في سجون فصيل "صقور الشمال" التابع للجيش الوطني بمنطقة رأس العين في ريف الحسكة قبل أسابيع بتهمة التعامل والتخابر مع "قسد" والمسؤولية عن التفجيرات المتكررة في المنطقة بدعوى أنه متزعم خلية إرهابية.

لكن اللجنة المكلفة من طرفي القضية فصيل صقور الشمال وعشيرة القرعان المنحدر منها القتيل، بمتابعة مقتل الشاب حكمت، أكدت زيف الاتهامات الموجهة للقتيل الذي اعتقل وتوفي بموجبها.

وقالت اللجنة، في بيان نشرته القبيلة في صفحتها على "فيسبوك": "بعد النظر والتحري وسماع أقوال الأطراف في القضية المنظورة بحق المقتول ومدى ارتباطه بالجرم المنسوب إليه والذي تم إلقاء القبض عليه بسببه، تبين أن ما نسب إليه من قبل "أمنية" صقور الشمال إنما كان تحت الضغط الشديد، ما اضطر إلى إعطائهم أسماء لا علاقة لهم بالتهمة المنسوبة إليهم والاعتراف بما لم يفعلوا، ولم تتوفر أي قرينة أو بيّنة تثبت تورط المغدور بما نسب إليه، وعليه قررنا تبرئة المغدور حكمت خليل الدعار مما نسب له من تهم".

اغتيالات في درعا

وفي جنوبي البلاد، قُتل شخص في ريف درعا الشرقي وأُصيب آخر، جراء إطلاق النار عليهما في بلدة صيدا، والقتيل كان مقاتلاً سابقاً لدى الفصائل وعقب سيطرة النظام على محافظة درعا أجرى "تسوية" وانضم بعدها الى الفيلق الخامس المدعوم من روسيا.

وكان مجهولون قد استهدفوا مساء أمس الجمعة غسان المحاميد أمام منزله في حي طريق السد بدرعا البلد، ما أدى إلى إصابته بجروح نقل على إثرها إلى مشفى درعا الوطني.

وعمل المحاميد سابقاً في هيئة الإصلاح في حوران والتي عملت قبل دخول النظام إلى درعا وسيطرته عليها في صيف عام 2018، وعمل قبل الثورة السورية رئيسا لغرفة التجارة في درعا.

والمعروف عن المحاميد أنه مقرب من قيادة اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس، كما يعتبر من المقربين لرئيس الهيئة العليا للتفاوض السابق ورئيس منصة موسكو والذي يعتبر عراب المصالحات في درعا والتي أفضت إلى سيطرة قوات النظام على درعا.

وعثر أهالي بلدة المزيريب غربي درعا على جثة شخص ملقاة بالقرب من معصرة الشمري على الطريق الواصل بين بلدتي المزيريب ومساكن جلين بريف درعا الغربي، وكان قد جرى اختطافه من منطقة العلان قرب سحم الجولان منذ ثلاثة أيام.

المساهمون