تشهد محافظة إدلب الواقعة شمال غربي سورية لليوم الثاني على التوالي قصفاً جوياً روسياً، استهدف مناطق سكنية وأسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة آخرين، ما يشير لوجود خلاف روسي - تركي في عدة ملفات، تتم تصفيتها على الأراضي السورية، بحسب باحث سوري.
وقصفت الطائرات الروسية اليوم الجمعة منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وخاصة محيط قريتي إبلين ومشون، إضافة إلى أطراف بلدة كفرديان شمالي إدلب والجديدة غرباً ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين.
ويوم أمس الخميس طاول القصف منطقة جبل الشيخ بركات قرب مدينة دارة عزة غربي حلب، ومزرعة لتربية الدجاج على أطراف قرية كفردريان شمالي إدلب، ولم يسفر القصف عن أضرار بشرية، في تصعيد يعتبر الأعنف منذ مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت.
وقال الباحث في "المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام" النقيب رشيد حوراني لـ"العربي الجديد" إن "عودة القصف الروسي على إدلب وريف حلب الغربي لها عدة أسباب أهمها الحديث عن تقارب أميركي - تركي شمالي سورية والتوفيق بين المناطق الشمالية الغربية الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني المدعوم من تركيا والشمالية الشرقية الخاضعة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المدعومة من أميركا".
وتابع قائلا "وهذا ما يشكّل خطراً على الوجود الروسي في المنطقة، إضافة إلى صفقة بيع الطائرات التركية لأوكرانيا، وكل هذه العوامل لا ترضي روسيا لذا تحاول الضغط على تركيا وإحراجها في إدلب".
أما العامل الآخر بحسب حوراني فهو "سعي روسيا للضغط من أجل إغلاق معبر باب الهوى الذي يعتبر المتنفس الوحيد لسكان الشمال السوري، لذا ركّزت في قصفها على استهداف العديد من المنشآت الحيوية، بهدف توجيه الأنظار إلى فتح الطريقين الدوليين "أم 4" و"أم 5" وتحويل جميع طرق التجارة والمساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام".
وقال الدفاع المدني السوري في بيان إن الغارات الجوية الروسية طاولت مناطق جديدة في عمق شمال غربي سورية واستهدفت بشكل ممنهج البنية التحتية والمنشآت الحيوية التي تساعد المدنيين على البقاء، بهدف زيادة معاناتهم ومنعهم من الاستقرار ما سيفاقم مأساة النزوح، في ظل أوضاع اقتصادية متردية.
وتركز القصف في الآونة الأخيرة على مزارع تربية الدواجن بشكل كبير حيث شهدت أطراف مدينة دارة عزة خلال الأيام الماضية قصفاً استهدف تلك المزارع بمحيط المدينة، كما استهدفت الغارات الروسية مزارع مشابهة في منطقة الشيخ بحر ومعرة مصرين شمالي إدلب، وفي قرى جبل الزاوية جنوبي إدلب.
وأشار الدفاع المدني السوري إلى أن فرقه استجابت خلال عام 2021 لأكثر من 1300 هجوم من قبل النظام وروسيا قُتِل على إثرها 227 شخصاً من بينهم 65 طفلاً و38 امرأة، فيما تمكنت الفرق من إنقاذ 618 شخصاً أصيبوا نتيجة لتلك الهجمات، من بينهم 151 طفلاً.