خلاف بين واشنطن وموسكو حول جدوى وتأثير العقوبات الأممية

08 فبراير 2022
انتقدت روسيا العقوبات الأحادية التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها (Getty)
+ الخط -

نشب خلاف حاد بين الولايات المتحدة، وحلفائها من جانب، وروسيا والصين من جانب آخر، في مجلس الأمن، حول فائدة وتأثير عقوبات المجلس المفروضة حالياً على عدة دول مثل كوريا الشمالية، واليمن، والكونغو، وكذلك تنظيمات كـ"القاعدة"، و"داعش"، والجماعات التابعة لهما، وأنصارهما.

وروسيا، التي تتولى رئاسة المجلس في هذا الاجتماع، واختارت موضوعه، وهو "منع التبعات الإنسانية وغير المقصودة للعقوبات"، انتقدت العقوبات الأحادية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول وجهات أخرى.

واعتبر نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، والذي ترأس الاجتماع، أن العديد من أنظمة العقوبات تتداخل مع خطط البناء والتنمية الاقتصادية للدول، ضارباً المثل بدولتي جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان.

ووصف بوليانسكي الإجراءات التي اتخذها مجلس الأمن بحق غينيا بيساو بأنه "عفا عليها الزمن"، لافتاً إلى أنه "يجب على مجلس الأمن الاهتمام بشكل أكبر بما تعتقده سلطات الدول الخاضعة للعقوبات. يجب أن تكون العقوبات أكثر واقعية في وضع معايير من أجل التأكد من عدم تحولها إلى مهمة مستحيلة".

بدورها، قالت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو، إن هناك أربعة عشر نظاماً لعقوبات الأمم المتحدة، موضحة: "على سبيل المثال، تدعم المنظمة حل النزاعات في ليبيا، ومالي، وجنوب السودان، واليمن. وفي غينيا بيساو، تهدف لردع التغييرات غير الدستورية للحكومات. أما في جمهورية أفريقيا الوسطى، والكونغو، والصومال، فتحدّ الأمم المتحدة من الاستغلال غير المشروع للموارد الطبيعية التي تموّل الجماعات المسلحة، بالإضافة لتقييد التهديدات الإرهابية لتنظيمي الدولة الإسلامية، والقاعدة".

وذكرت روزماري أن عقوبات الأمم المتحدة لم تعد "الأداة الفظة التي كانت موجودة من قبل". وأفادت بأن العقوبات خضعت لتغييرات منذ تسعينيات القرن الماضي، من أجل تقليل العواقب السلبية المحتملة على المدنيين، ودول العالم الثالث، وأن مجلس الأمن أدرج استثناءات إنسانية في معظم أنظمة العقوبات.

إلى ذلك، رأت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، أن العقوبات "أداة قوية" تصعب على الإرهابيين جمع الأموال عبر الأنظمة المالية الدولية، وتعمل على إبطاء تطوير "قدرات معينة" في برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية. وأضافت: "العقوبات تقيّد أيضاً موارد الذين قد يفسدون عمليات السلام، ويهددون قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ويرتكبون فظائع، ويعرقلون وصول المساعدات الإنسانية".

أما نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة جيمس كاريوكي، فقال إن أهمية وتأثير عقوبات الأمم المتحدة ظهرا في أنغولا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون، لافتاً إلى أن "العقوبات ساعدت في إنهاء صراعات، ودعم الانتقال إلى السلام، والديمقراطية، ثم تم رفعها".

(أسوشييتد برس)

المساهمون