خلافات "فتح" الداخلية في القدس تكشف ضعف التنظيم قبيل الانتخابات

19 فبراير 2021
تنذر الخلافات بانشقاقات في صفوف الحركة (Getty)
+ الخط -

أكثر فأكثر يتعقد المشهد التنظيمي لحركة "فتح" في القدس، بعدما بدا أنه بداية انشقاق داخل إقليم الحركة في المدينة المقدسة على ضوء الاحتجاجات المستمرة التي يقوم بها العشرات من كوادر الحركة، والتي بدأت بالتظاهر أمام مقر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أشهر، مطالبة بإلغاء انتخابات الإقليم التي تمت بالتزكية، في وقت جرى فيه تجاهل المطلب الأساس لهذا الحراك التنظيمي الذي ما زال يصر على الاستجابة لمطلبه. لكن هذه التجاذبات بين أبناء الحركة، التي تظهر قبيل الانتخابات الفلسطينية العامة، والتي تسعى فيها الحركة حاليًا لتشكيل قائمة موحدة، قد تكون عقبة بارزة في وصول الحركة إلى مبتغاها.

وفيما يبدو ذلك مقدمة لانشقاق محتمل، أعلن الحراك الفتحاوي هذا تكليف قيادته العمل على تشكيل لجنة قيادة عليا للحركة في القدس تمثل كافة المناطق التنظيمية، على أن يتم الإعلان عن أسماء لجنة القيادة لاحقاً وافتتاح مقر لها، كما قرروا العمل والتواصل مع أعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح" المكلفين بملف الوسط وليس مع أحد سواهم، والتواصل مع كافة قواعد الحركة وقطاعاتها على مستوى الساحة المقدسية لتفعيل دور الحركة ونشاطها في القدس.

وفي حديث لـ"العربي الجديد"، يقول القيادي في حركة "فتح" سعيد يقين: "نرجو ألا نكون قد وصلنا إلى طريق مسدود رغم قسوة بعض أعضاء اللجنة المركزية، ورغم انحياز بعض المتنفذين إلى الطرف التنظيمي الآخر الذي قبل بمنطق الإملاء القسري على قاعدة الحركة في القدس، وهذا كان منذ اللحظات الأولى غير مقبول وفق كل القيم الأخوية الفتحاوية، الآن يتوجه الحراك نحو دعم مشروع الانتخابات، لكن خيار عقد مؤتمر فتح في إقليم في القدس لا يمكن التنازل عنه تحت كل الظروف في المستقبل القريب، بعد الانتخابات العامة".

ويوضح قيادي آخر من حركة فتح شمال غرب القدس، وهو فايز حماد، لـ"العربي الجديد"، قائلًا: "نطالب بتطبيق النظام الداخلي لحركة فتح، وأن يكون هنالك مؤتمر ديمقراطي حسب الأسس والمعايير والمنظومة الفتحاوية التي تربينا عليها، وتعلمنا في مدرسة الياسر (الرئيس الراحل ياسر عرفات) أن فتح للكل ويحق لكل أبناء فتح الذين تتوفر بهم المعايير المشاركة في القرار الانتخابي، ليكون مؤتمرًا يليق بالقدس، وأن تكون مخرجات الإقليم كادرًا منتخبًا من القاعدة الفتحاوية المقدسية الأصيلة الوفية الحرة".

في سياق متصل، وصف عضو في المجلس الثوري لحركة فتح (تحفظ على ذكر اسمه)، في حديث لـ"العربي الجديد"، الوضع التنظيمي في القدس بأنه "خطر جدًا ويهدد وحدة الحركة وتماسكها".

ويشير هذا المسؤول الفتحاوي إلى أن الأمر يتعلق بموقف موحد لست عشرة منطقة تنظيمية في شمال غرب القدس التي يقطنها أكثر من 70 ألف نسمة، وتتمتع فيها حركة "فتح" بحضور قوي، و"ستكون لهذه التطورات انعكاسات خطيرة على وحدة فتح وأبنائها وكوادرها الميدانية الذين يعتبرون ما يجري صراعاً بين كبار لا يلتفتون إلى مصالح حركة فتح، بل إلى مصالحهم".

بينما تؤكد قيادات فتحاوية، مثلما يقول عادل أبو زنيد مدير المكتب التنفيذي لحركة "فتح" إقليم القدس لـ"العربي الجديد"، أن "فتح" بحاجة للعمل هذه الفترة، خاصة مع السير باتجاه مرحلة الانتخابات.

وينتقد أبو زنيد عقد مثل هذه الاجتماعات قائلًا: "كان الأولى بهم الانخراط بالعمل وليس عقد اجتماعات من أجل منصب، كان الأولى بهم عقد الاجتماع من أجل رفع نسبة المشاركين في الانتخابات، وليس الإعلان عن تشكيل جسم آخر، وكان الأولى توحيد الجهود، خاصة أن هذا الموضوع يباشر لحله عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب".

وتظهر نقاط الخلاف الفتحاوية الفتحاوية بالقدس حول شرعية إقليم القدس الحالي الذي انتخب بالتزكية، ويقول أبو زنيد في هذا الشأن: "الإقليم شرعي، وقد اكتسب شرعيته من خلال التزكية، وقد أقر هذا الفوز مفوض التعبئة والتنظيم بحركة فتح جمال محيسن، لقد تحاورنا معهم، لكنهم لا يريدون التنازل عن مطلبهم بالحصول على 15 عضوًا في الإقليم ليصبح مكوناً من 30 عضوا".

ويتابع أبو زنيد "في اعتقادي، الموضوع ليس خدمة للقدس، بل سعي نحو رتب وكراسٍ، عدا عن أنهم يرفضون بقاء شادي مطور، أمين سر إقليم فتح في القدس الحالي، في موقعه، وهذا أمر مرفوض بالنسبة لنا".

يشار إلى أن "العربي الجديد" حاول الحصول على تعقيب من المتحدثين باسم حركة فتح، إلا أن رئيس المكتب الإعلامي لمفوضية التعبئة والتنظيم في الحركة منير الجاغوب اعتذر عن التعليق على الموضوع، كما رفض المتحدث باسم الحركة أسامة القواسمي التعقيب كذلك.

المساهمون