أصدر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن عيدروس الزبيدي، قراراً أقال فيه نائب قائد قوات الحزام الأمني مختار النوبي وعيّن العميد جلال الربيعي بدلاً عنه، وذلك بعد ما يقارب ثلاثة أشهر من تعيين النوبي في هذا المنصب إلى جانب مناصبه الأخرى كقائد محور أبين وقائد اللواء الخامس (دعم وإسناد).
وجاءت إقالة النوبي من منصبه كنائب لقائد قوات الحزام الأمني على خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة كريتر بين إمام النوبي (شقيق مختار) وقوات المجلس الانتقالي، حيث تمكن إمام النوبي من مغادرة عدن مع عدد من مسلحيه بعد هزيمته، وسط اتهامات لشقيقه مختار بتسهيل خروجه ودعمه في أحداث كريتر.
ولأول مرة خرجت الخلافات في عدن داخل المجلس الانتقالي الجنوبي للعلن بعد الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة كريتر بين قوات تابعة للمجلس الانتقالي، وأخرى تمردت عليه بسبب خلافات أجنحة عسكرية وأمنية داخل المجلس، والتي انتهت بهزيمة القيادي إمام النوبي.
وحاولت قيادات داخل المجلس الانتقالي الجنوبي خلال اليومين تغطية الخلافات ومحاولة سد الفجوة الجارية، والظهور في صور متعددة مع مختار النوبي، إلا أن الخلافات زادت بعد تبادل الاتهامات داخل أجنحة المجلس العسكرية والأمنية، إذ إن هناك جناحًا يتهم مختار النوبي بدعم شقيقه وتمكينه من الهرب إلى خارج عدن، فيما يقول الجناح الذي ينتمي إليه النوبي إن الأحداث في كريتر كان سببها مصالح شخصية لقيادات عسكرية وأمنية داخل المجلس، وتتعلق بالأراضي والأموال والإيرادات، حيث يستغلها الجناح المدعوم من قيادة الانتقالي بطريقة مناطقية لتكوين لوبيات ومراكز نفوذ وفساد اقتصادي.
وواصلت قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي تنفيذ مداهمات واقتحامات لعدد من منازل كريتر واعتقال العديد من الأشخاص، وسط اتهامات من الأهالي والناشطين الحقوقيين بممارسة حملات إخفاء قسرية تمارس، حيث لا يعرف مصير المعتقلين حتى اللحظة.
وبحسب ما أفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فإن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي داهمت منازل أشخاص وعناصر مرافقين للقيادي إمام النوبي، فضلاً عن مداهمة منازل حراسات تابعة للقيادي مختار النوبي بينهم الحارس الذي يطلق عليه النوفي.
وقالت مصادر مقربة من أسرة إمام مسجد الهدى الشيخ وهيب عبد الجليل لـ"العربي الجديد"، إن قوات تابعة للمجلس الانتقالي اعتقلت الشيخ وأولاده من منزلهم في حي الطويلة بمدينة كريتر، مؤكدة عدم معرفة مصيرهم حتى اللحظة، مشيرة إلى أن مراكز ومعسكرات المجلس الانتقالي تنفي اعتقال أو تواجد النشطاء فيها.