خطوة نحو التهدئة مع دخول مساعدات إنسانية إلى إقليم ناغورنو كاراباخ

18 سبتمبر 2023
ممر لاتشين الذي يربط ناغورنو كاراباخ بأرمينيا (كارين ميناسي/فرانس برس)
+ الخط -

تراجعت التوترات في إقليم ناغورنو كاراباخ، اليوم الاثنين، مع استئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى الجيب الانفصالي، بعدما اتفق انفصاليون أرمن مع الحكومة في باكو على استخدام الطرق التي تربط الجيب بأرمينيا وأذربيجان.

واتّهمت أرمينيا أذربيجان بتأجيج أزمة إنسانية في الإقليم بعدما أغلقت باكو العام الماضي ممر لاتشين، وهو الطريق الوحيد الذي يربط المنطقة بأرمينيا، وحيث توجد قوات حفظ سلام روسية. ونفت أذربيجان الاتهامات، قائلة إنه يمكن لناغورنو كاراباخ تلقي كل الإمدادات اللازمة عبر أذربيجان.

وقالت باكو إن السلطات الانفصالية رفضت اقتراحها بإعادة فتح ممرّ لاتشين وطريق أغدام بشكل متزامن.

والأحد، أعلن الانفصاليون الأرمن في كاراباخ موافقتهم على مرور شحنات المساعدات الإنسانية عبر الأراضي التي تسيطر عليها باكو، في أول خطوة نحو تهدئة التوتر في المنطقة المضطربة.

واليوم الاثنين، قال مستشار السياسة الخارجية لرئيس أذربيجان حكمت حاجييف على شبكات التواصل الاجتماعي "تمّ ضمان المرور المتزامن لسيارات الصليب الأحمر" عبر ممر لاتشين الذي يربط الجيب الانفصالي بأرمينيا، وعبر طريق أغدام الذي يربطه ببقية أذربيجان.

وأضاف "المجتمع الدولي بأسره شهد مجدداً أنه ليس هناك ما يسمّى بالحصار، بل حصار ذاتي متعمّد واستغلال للقضايا الإنسانية وتسييسها".

"إغاثة مستدامة"

وأكّدت السلطات الانفصالية أن 23 طنّاً من دقيق القمح من أرمينيا وإمدادات طبية أُرسلت إلى الإقليم "بفضل الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين فرع الصليب الأحمر في ستيباناكرت، وقوات حفظ السلام الروسية". وأضافت "من المقرّر أن تسلّم مركبات الصليب الأحمر شحنات من مدينة روستوف الروسية خلال عدة أيام عبر الطرقات نفسها".

ورأى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أخيراً أن قوات حفظ السلام الروسية "إما عاجزة عن السيطرة على ممر لاتشين أو أنها لا تريد ذلك".

وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم، أنه بفضل "إجماع إنساني بين صانعي القرار، توفر اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم شحنات من دقيق القمح ومواد طبية أساسية إلى الناس الذين يحتاجون إليها عبر ممر لاتشين وطريق أغدام".

وشددت المديرة الإقليمية للصليب الأحمر في أوروبا وآسيا الوسطى آريان باور، على أن سكان ناغورنو كاراباخ "يحتاجون بشدة إلى إغاثة مستدامة عبر شحنات إنسانية دورية. أتاح هذا الإجماع لفرقنا استئناف العمل لإنقاذ أرواح".

وكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة دعوا إلى إعادة فتح لاتشين وأغدام لإيصال المساعدات الإنسانية، فيما تعاني منطقة ناغورنو كاراباخ نقصاً في الغذاء والدواء.

وتصاعدت التوترات بين أرمينيا وأذربيجان مطلع يوليو/ تموز، بعدما أغلقت باكو بذرائع مختلفة ممر لاتشين، ما تسبب في نقص كبير في الإمدادات.

وأثار ذلك مخاوف من تجدد المعارك بين البلدين، خصوصاً في ظل تعزيز أذربيجان انتشارها العسكري عند الحدود.

وخاض البلدان حربين للسيطرة على ناغورنو كاراباخ، آخرهما في عام 2020، ونتجت عنها هزيمة أرمينية وتحقيق أذربيجان مكاسب ميدانية، وانتهت بوقف هش لإطلاق النار.

دارت الحرب الأولى حول مصير الإقليم عند انهيار الاتحاد السوفييتي في التسعينيات، وقد أودت بحياة 30 ألف شخص، فيما خلّفت الحرب الأخيرة في عام 2020 نحو 6500 قتيل من الجانبين.