كشفت صحيفة حرييت التركية، اليوم الأربعاء، أن الرئيس رجب طيب أردوغان حدد استراتيجيته الجديدة في الفترة المقبلة، بالتركيز على الفوز بالانتخابات المحلية المقبلة واستعادة كبرى المدن التركية، إسطنبول والعاصمة أنقرة، من المعارضة.
وقالت الصحيفة إن أردوغان أعطى تعليماته خلال اجتماعه مع قيادات حزبه قبل يومين، لأركان الحزب بالبدء الفوري للاستعداد للانتخابات المحلية العام المقبل بأقوى شكل.
وأضافت أن الرئيس أردوغان يرغب في الاستفادة من فترة تتبادل فيها المعارضة إلقاء التهم فيما بينها، لاستعادة إسطنبول وأنقرة، مشيرة إلى أنه متفائل إزاء ذلك، خاصة أن التحالف الجمهوري الحاكم لديه الأغلبية في مجلسي البلديتين.
وكان الرئيس أردوغان قد وضع هدفا للانتخابات المحلية منذ ليلة فوزه بجولة الانتخابات الرئاسية الثانية في 28 مايو/أيار الماضي، خلال خطاب النصر الذي ألقاه في أنقرة، في وقت تمر فيه المعارضة بمرحلة المحاكمة والتغييرات والمؤتمرات العامة.
وبحسب الصحيفة، فإن أردوغان طالب قيادات حزبه بالاستفادة من عطلة عيد الأضحى البالغة 9 أيام، والبدء بمرحلة العمل للانتخابات المحلية، كما دعا النواب والمسؤولين والقيادات إلى التواجد في الميادين والشوارع والانطلاق بشكل مباشر للانتخابات.
وختمت الصحيفة بالقول إنه "بناء على تعليمات الرئيس أردوغان صدرت التعليمات للمركز العام والولايات والمناطق من أجل وضع الخطط والنزول إلى الميادين"، كما أوضحت أن "الرئيس أردوغان عازم على أن يشهد حزب العدالة والتنمية تغييرات أيضا قبيل الذهاب إلى الانتخابات المحلية المقبلة".
ومن الواضح أن أجندة السياسة التركية ستكون في الفترة المقبلة هي الانتخابات المحلية، بعد أن أتمت البلاد مرحلة الانتخابات البرلمانية والرئاسية الشهر الماضي، وتمكن التحالف الجمهوري من حسم الانتخابات مرة جديدة، فيما تلقت المعارضة خسارة أخرى أمام الرئيس أردوغان وتحالفه.
وحققت المعارضة فوزا نادرا أمام حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ عام 2002 في الانتخابات المحلية التي جرت في عام 2019، والفوز بكبرى المدن التركية، ومنها مدينة إسطنبول والعاصمة أنقرة، ومدن أنطاليا، وأضنة، وإزمير.
أردوغان يوجه انتقادات حادة لكلجدار أوغلو
وفي سياق السياسة التركية، وجّه الرئيس رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، انتقادات حادة لزعيم المعارضة كمال كلجدار أوغلو الذي لا يزال متمسكا بزعامة حزب الشعب الجمهوري.
وكان كلجدار أوغلو قد قال خلال اجتماع كتلة الحزب البرلمانية، أمس الثلاثاء: "لا يتوجب على أي عضو في الحزب أن يشعر باليأس.. لدينا مهمة تاريخية لإنقاذ تركيا. أقولها بوضوح إن كان الأمر يتطلب تأسيس 16 طاولة فسأعمل على ذلك".
وقال أردوغان في كلمة له أمام كتلة حزبه النيابية وهو أول اجتماع بعد الانتخابات: "كان كلجدار أوغلو يقول طاولة سداسية، واليوم يقول طاولة من 16 طرفا. هذا لا يكفي، ويجب عليه أن يزيد، ولكن زيادة الشركاء في الطاولة لا يعطي نتيجة، الشعب يريد إرادة وإنجازات وخدمات، ولا يريد أكاذيب وحيل".
وأضاف: "سنرى مع الوقت كيف تمكنت تركيا من تجنب الوقوع في ورطة كبيرة، وعند النظر إلى المعارضة يمكن إدراك ذلك، حيث أسسوا طاولة قبل عام ونصف، وجمعوا كل من هو موجود ولم يقدموا أي مشروع للشعب، وحددوا 7 نواب للرئيس وفرضوا نظاما عجيبا لا أخلاق له على الشعب".
وأكد: "لا يوجد طريق سوى عمل ما هو مطلوب من قبل المعارضة، وعلى رأسهم حزب الشعب الجمهوري، وقراءة الرسائل الصادرة من صناديق الاقتراع بشكل صحيح.. ليست طاولة من 16 طرفا، حتى وإن كانت من 160 طرفا فلن يهربوا من صفعة الشعب في صناديق الاقتراع".
وجدد أردوغان دعوته للمعارضة إلى التعاون في مسألة التعديلات الدستورية قائلا: "إن كنتم صادقين في حل مسألة الحجاب دستوريا فتعالوا لنناقش الموضوع ونصدره. إن كنت صادقا لحل مسألة الحجاب (قاصدا كلجدار أوغلو)، فلنضمن هذا الحق دستوريا".
وكانت مسألة التعديلات الدستورية قد طرحت قبل الانتخابات بأشهر من قبل التحالف الجمهوري، عقب إثارة كلجدار أوغلو الموضوع للتقرب من الكتلة المحافظة، إلا أن زلازل 6 فبراير/شباط جنوب البلاد، دفع التحالف الجمهوري إلى تأجيل طرحها على البرلمان.
وعقب اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية، زار الرئيس أردوغان زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي في منزله، ضمن سلسلة لقاءات تجري بين الزعيمين في الفترات السابقة للتنسيق في مسائل الانتخابات البرلمانية والرئاسية وترتيبات التحالف الجمهوري.
ولم يصدر أي تصريح من الطرفين حول الاجتماع، فيما اكتفى الزعيمان بتحية الصحافيين لدى الاستقبال والوداع. واستغرق اللقاء قرابة 45 دقيقة.
حزب الشعب الجمهوري يجري مشاورات حول مسار المؤتمر العام
وفي سياق مماثل، عقد رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا، كمال كلجدار أوغلو، اليوم الأربعاء، اجتماعا مع رؤساء فروع الحزب في عموم تركيا، وذلك في المقر العام بالعاصمة أنقرة، لتناول مسار ذهاب الحزب إلى عقد مؤتمره القُطري العام خلال الأشهر المقبلة.
وألقى كلجدار أوغلو كلمة في اجتماع مغلق، بحسب قناة خبر تورك، التي أوضحت أن أجندة الاجتماع تتمحور حول دعوات التغيير في الحزب، وبرنامج المؤتمر العام، وتقييم مرحلة ما بعد الانتخابات.
وقبل الاجتماع، قال رئيس فرع الحزب في ولاية قره بوك وداد يشار للصحافيين، إن "دعوة رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو للتغيير على مستوى رئيس الحزب هو رأي شخصي، وإن التغيير يكون في المؤتمر العام عبر المندوبين الذين يقررون".
وينتظر أن يعقد الحزب مؤتمره العام في الخريف المقبل، بعد دعوات من قبل بعض قيادات الحزب لكلجدار أوغلو للاستقالة عقب فشله أمام الرئيس أردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الماضية.