خطة التحالف ضد "داعش" في العراق

07 سبتمبر 2014
عمليات جوية مكثّفة لاستهداف "داعش" (محمد وسام/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

تُظهر كل المؤشرات أن الولايات المتحدة الأميركية التي أعلنت عن تحالف دولي لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، باتت جاهزة ميدانياً لتحرك كهذا من دون أن تضمّنه إرسال قوات برية إلى العراق. ويدخل في هذا السياق ما كشفه مصدر عسكري عراقي رفيع المستوى في غرفة التنسيق المشترك العراقية الأميركية المعروفة باسم الـ"GCC" عن تفاصيل سُرّبت إلى بغداد من ضباط أميركيين حول الخطوط العريضة لخطة غربية بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم "داعش" في العراق.

ويأتي تسريب المعلومات عقب يوم واحد من انتهاء أعمال قمة دول حلف شمال الأطلسي في بريطانيا التي ناقشت تهديدات تنظيم "داعش" وتشكيل جبهة عالمية لمواجهته.

ويكشف المصدر العسكري في حديث لـ"العربي الجديد" خلال لقاء في مكتبه وسط المنطقة الخضراء في بغداد، أن "الخطة المسرّبة إلينا لا توحي بالاتفاق على حل سريع في العراق بل على العكس من ذلك، إذ يُتوقع أن يكون أمدها بين ثمانية أشهر وعام كامل".

ويضيف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب وصفها بالأمنية، أن "الخطة الغربية العسكرية لمواجهة تنظيم "داعش" والتي تم تسريب خطوطها العريضة، لا تشمل أي مشاركة في حرب برية فعلية في العراق من قبل الولايات المتحدة أو أي من الدول الغربية الأخرى الداعمة للخطة، لكن ستكون هناك مشاركة على الأرض لفرق خاصة لا تتجاوز بضع مئات من الجنود يقدّمون الدعم والخبرة للقوات العراقية التي تَقرر أن تكون في خط المواجهة الأول مع هذا التنظيم".

وفي التفاصيل الإضافية المتوفرة عن هذه الخطة، يكشف المصدر نفسه أنها "تقوم على عمليات جوية مكثفة تستهدف جميع مناطق تواجد التنظيم المتطرف سواء كان ذلك في المباني الذي يتخذها مقرات له أو خطوط مقاتليه الأمامية التي يقيمها حالياً حول المدن والبلدات التي يسيطر عليها، كما سيتم استهداف حقول الألغام التي زرعها التنظيم، جواً بتقنيات خاصة، مع تزويد الجيش العراقي بالمعدات اللازمة في المواجهة مثل الدبابات والدروع والأسلحة الحديثة".

وتسعى الولايات المتحدة لتأمين دعم من دول سنّية لخطتها، كما كان قد أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل يومين، ويؤكد المصدر العسكري في هذا الإطار أن "الولايات المتحدة ستتكفّل على عاتقها بموضوع حشد الرأي العام في الشارع السنّي وعزله عن "داعش" قبل البدء بتنفيذ تلك الخطة"، مشيراً إلى أن الدول الكبرى اتفقت أيضاً على توجيه دعوات رسمية لعدد من الدول العربية إلى المشاركة في عملية التخلص من "داعش"، وترددت أسماء أربع دول هي مصر والأردن والسعودية والإمارات، وبدا أن تلك الدول قد أعطت ضوءاً أخضر للمشاركة في أي عمل يستهدف مقاتلي "داعش".

وحول مواقع التنظيم في سورية، يوضح المصدر الذي يُعدّ أحد أعضاء الفريق العراقي والبالغ عددهم 40 ضابطاً عسكرياً، ضمن غرفة التنسيق المشترك مع فريق البنتاغون العامل حالياً في بغداد، أن "التحرك باتجاه سورية سيكون بعد تنفيذ الخطة في العراق أو متزامناً معها عبر الضربات الجوية على المناطق الحدودية لمنع وصول الإمدادات الى مقاتلي "داعش" في العراق من الجناح السوري للتنظيم، وسيكون هناك تنسيق مع الجيش الحر لا مع النظام السوري".

وفي السياق نفسه، قال عقيد في الجيش العراقي إن طائرات أميركية ألقت، صباح أمس السبت، منشورات في سماء مدينة الموصل تطالب السكان بالابتعاد عن أماكن تواجد المسلحين، وهي المرة الثانية التي تُلقي فيها طائرات منشورات ورقية تدعو الأهالي إلى تجنب التواجد في أماكن تضم مسلحين أو مقرات لهم. وأوضح العقيد سعد فياض من الفرقة الثامنة في الجيش العراقي لـ"العربي الجديد" أن الطائرات ألقت آلاف المنشورات في سماء الموصل وضواحيها تحوي على نصائح للمدنيين بتجنب تواجدهم في المناطق القريبة من مقار "داعش" كما تدعوهم فيها إلى التعاون بالاتصال عبر خطوط هاتفية محلية حددتها في تلك المنشورات، مشيراً إلى أن المنشورات تُعتبر تحذيرية من غارات متوقعة في قلب مدينة الموصل.

المساهمون