تكبّدت قوات النظام السوري، مساء أمس الثلاثاء، خسائر بالأرواح والعتاد جراء هجمات متفرقة شنّها تنظيم "داعش" في باديتي دير الزور وحمص وسط سورية، في وقت جدّدت فيه قوات النظام خرق اتفاق وقف إطلاق النار في شمال غرب البلاد، موقعةً ضحايا من المدنيين.
وقال الناشط أبو محمد الجزراوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ خلايا من تنظيم "داعش" شنّت هجوماً على مواقع قوات النظام والمليشيات الإيرانية في محور مطار الحمدان قرب مدينة البوكمال،
وبيّن أنّ الهجمات طاولت مواقع لـ"لواء فاطميون" والفوج السابع والأربعين و"الدفاع الوطني" في بادية السيال، ومع فرار عناصر تلك المواقع بعد تكبّدها خسائر بالأرواح وصلت المجموعات المهاجمة إلى أطراف مطار الحمدان العسكري جنوب البوكمال.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ خلايا التنظيم انسحبت بعد الهجوم إلى بادية الرصافة الواقعة جنوب شرق دير الزور على الحدود الإدارية مع الرقة، كذلك انسحبت مجموعات أخرى إلى محور بادية السخنة في ريف حمص حيث وقع هجوم آخر على موقع لقوات النظام.
وأوضحت المصادر أنّ التنظيم شنّ هجماته في مواقع عدّة من أجل منع النظام من إرسال تعزيزات، وكان اللافت في أثناء الهجوم أنّ الطيران الروسي وطيران النظام لم يشنّا أي غارة، وكان التنظيم في تلك الأثناء ينقل السلاح من المواقع التي تمكن من دخولها.
وذكرت المصادر أن النظام استنفر قواته في مدينة البوكمال والميادين تخوفاً من وقوع هجوم أوسع من التنظيم، ولم يُرسِل تعزيزات إلى المناطق التي تعرضت للهجوم رغم الخسائر البشرية الفادحة.
وقالت المصادر إنّ سبب عدم استخدام الطيران هو اشتباك التنظيم مع النظام والمليشيات ضمن نقاطها وعدم تمركزه في مكان واضح، مضيفة أن الهجمات التي يشنّها التنظيم تُعَدّ مصدر دعم له بالسلاح والغذاء.
وبحسب المصادر، فقد شنّ الطيران الحربي الروسي أكثر من 25 غارة بعد انتهاء الهجوم وانسحاب المهاجمين، حيث كانت الغارات في مناطق متفرقة من بادية دير الزور وبادية حمص وأطراف بادية الرقة وبادية حماة.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أنّ القوات الروسية في دير الزور كلفت المدعو فراس العراقية، قائد مليشيات "الدفاع الوطني"، مهمة تمشيط منطقة جبل البشري في البادية الجنوبية الغربية لدير الزور والبادية الشامية التي تُعَدّ مصدر الهجمات على قوات النظام في دير الزور.
وكانت القوات الروسية قد بدأت حملات تمشيط في المنطقة الواقعة بين مدينة دير الزور وبادية معدان في ريف الرقة الشرقي، وصولاً إلى جبل البشري جنوباً، إلا أن تلك العملية لم توقف الهجمات المتكررة على قوات النظام.
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أمس الثلاثاء، أنّ مجهولين، يرجَّح أنهم تابعون لتنظيم "داعش"، هاجموا موقعاً لقوات النظام السوري في منطقة هريبشة جنوب مدينة دير الزور، ما أوقع قتلى وجرحى من النظام والمليشيات الإيرانية.
من جانب آخر، قالت مصادر إن قوات النظام انسحبت من مواقع لها على نهر الفرات في بلدة القورية، أمس الثلاثاء، وذلك تخوفاً من تكرار الغارات الجوية من طيران التحالف بعد اشتباكها مجدداً مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).
وكان طيران التحالف الدولي ضد "داعش" قد شنّ غارات عدّة على مواقع لمليشيات تتبع لـ"الحرس الثوري الإيراني" في القورية بعد إطلاق نار من قبل المليشيات على نقطة لـ"قسد" متموضعة في الضفة المقابلة للقورية في بلدة الطيانة على مجرى نهر الفرات.
وكانت المواقع التابعة لتلك المليشيات قد تعرضت سابقاً لعدة غارات من طيران التحالف الدولي والطيران الإسرائيلي، أوقعت خسائر بشرية ومادية في صفوفها.
إلى ذلك، جدّدت قوات النظام السوري، ليل أمس الثلاثاء، عمليات القصف على ريف إدلب في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين روسيا وتركيا في المنطقة.
وقال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ القصف المدفعي والصاروخي من قوات النظام طاول الحيّ الشمالي من مدينة أريحا ومناطق متفرقة في جبل الزاوية جنوبي إدلب، وذلك مع استمرار تحليق طيران الاستطلاع فوق المنطقة، مشيراً إلى أن القصف أوقع أضراراً مادية.
وكانت المعارضة السورية المسلحة قد كثّفت من قصفها، أمس الثلاثاء، على مواقع النظام، رداً على استمرار خرق وقف إطلاق النار، موقعة قتلى وجرحى في صفوفه.
وقالت مصادر محلية إن قوات النظام قصفت مناطق مدنية أيضاً في ريف حلب الغربي، ما أدى إلى مقتل رجل وامرأة وإصابة امرأة وطفل ورجل بجروح متفاوتة في بلدة تيديل.
ويذكر أن قوات النظام المدعومة من روسيا وإيران تخرق وقف إطلاق النار يومياً، وكان الاتفاق قد وُقِّع في موسكو بين روسيا وتركيا، في مارس/ آذار الماضي.