خسائر للنظام السوري و"قسد" في هجمات للمعارضة واغتيالات جديدة في درعا

11 ديسمبر 2021
النظام قصف محاور التماس في جبل الزاوية (عارف وتد/فرانس برس)
+ الخط -

تكبدت قوات النظام السوري و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، اليوم السبت، خسائر بشرية على يد فصائل المعارضة في شمالي وشمال غرب سورية، فيما شنت الطائرات الحربية الروسية المزيد من الغارات على مواقع مفترضة لتنظيم "داعش" في البادية السورية.

وذكر الناشط حسان محمد، لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام السوري قصفت، صباح اليوم، محاور التماس مع فصائل المعارضة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، فيما أعلنت الفصائل قتل عنصرين من قوات النظام الليلة الماضية قنصاً على جبهات ريف حلب الغربي.

وذكرت غرفة عمليات "الفتح المبين"، أنها قتلت عنصرين من قوات النظام على جبهتي بسرطون وبيوت الضبعة في ريف حلب الغربي، بعد رصدهم من جانب سرية القنص التابعة للغرفة، مشيرة إلى أن عملية القنص تأتي في إطار الرد على خروقات قوات النظام واستهداف المدنيين في الشمال السوري.

وعملت فصائل المعارضة السورية خلال فترة التهدئة الجزئية بعد اتفاق الخامس من مارس/آذار على إعداد مجموعات مختصة بالقنص الليلي والنهاري، مهمتهم التمركز بالقرب من خطوط التماس التي تشهد نشاطات عسكرية من قبل قوات النظام والمليشيات المساندة لها، وهو ما يتجلى بتصاعد عمليات القنص من جانب الفصائل في الآونة الأخيرة.

إلى ذلك، شهدت منطقة إدلب ومحيطها تحليقاً ملحوظاً لطيران استطلاع يرجح أنه تابع للتحالف الدولي، يحلق في أجواء الدانا وسرمدا بريف إدلب الشمالي عند الحدود مع تركيا، فيما يعتقد أنه يرصد هدفاً يتبع للتنظيمات الجهادية العاملة في المنطقة. 

مساعدات إلى إدلب 

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن قافلة مساعدات إنسانية ثانية، تابعة للأمم المتحدة، قامت بإيصال المواد الغذائية وإمدادات الطوارئ من مناطق سيطرة نظام الأسد إلى منطقة إدلب.

ووفق بيان للوزارة، نقلته وكالة "تاس" الروسية، فإنه تم إرسال القافلة الثانية، أول أمس الخميس، وتحمل شحنة إنسانية من برنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الصحة العالمية و"اليونيسيف" وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وتضم 17 شاحنة محملة بالمواد الغذائية ومستلزمات أخرى انطلقت من حلب إلى قرية سرمدا عبر خطوط التماس، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يبدأ توزيع المساعدات الإنسانية على المحتاجين نهاية الشهر الحالي.

وأضاف أن هذه العملية "تمت ضمن الجهود الدولية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2585، الخاص بتحسين الإمدادات الإنسانية إلى مختلف مناطق سورية من دمشق عبر خطوط التماس"، متوقعاً أن يتم خلال الفترة المقبلة إرسال قافلة إنسانية مشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إدلب.

والأربعاء الماضي، دخلت قافلة مساعدات إنسانية من برنامج الأمن الغذائي العالمي التابع للأمم المتحدة إلى مناطق شمال غربي سورية، قادمة عبر مناطق سيطرة نظام الأسد، وذلك في إطار المساعي التي يبذلها النظام وروسيا لإقناع المجتمع الدولي بقدرة النظام على توزيع المساعدات الدولية على جميع المناطق السورية بما فيها الخارجة عن سيطرته، وذلك تمهيدا للمطالبة بحصر تلقي المساعدات الخارجية بالنظام الذي تشكو مناطق سورية عدة تحت سيطرته بحرمانها من المساعدات التي يستولي عليها النظام ويوزعها على أنصاره. 

 

قتلى من "قسد"

إلى ذلك، قتل عنصران من قوات "قسد"، اليوم السبت، جراء استهدافهم من قبل طائرة مسيرة تركية شمالي محافظة الحسكة. وذكر موقع "الخابور" المحلي، أن طائرة مسيرة تركية استهدفت نقطة عسكرية لقسد بالقرب من قرية تل شنان بريف تل نمر شمال الحسكة، ما تسبب بمقتل عنصرين وإصابة آخرين.


كما لقي عنصر من قسد مصرعه، وأصيب آخرون بجروح جراء قصف لـ"الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا.
وذكر الناشط محمد الشمالي، لـ"العربي الجديد"، أن قصفاً مدفعياً للجيش الوطني استهدف منصات صواريخ لقسد في محيط قرية تل شنان بريف بلدة تل تمر شمالي الحسكة، ما أدى إلى مقتل عنصر من المليشيا وإصابة ثلاثة آخرين. 

كما هاجم مسلحون مجهولون الليلة الماضية مقراً عسكرياً لقسد في مدينة البصيرة شرقي دير الزور لتندلع عقب ذلك اشتباكات عنيفة، تسببت بمقتل مدني من أبناء المنطقة.

وذكرت شبكة "فرات بوست" المحلية، أن مسلحين مجهولين هاجموا بالرشاشات والقذائف الصاروخية، مقر القيادة العسكرية التابعة لقسد بمدينة البصيرة، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بين المهاجمين، وعناصر "قسد" في مدينة البصيرة، وأطراف قرية الزر، شرقي دير الزور، سُمعت خلالها أصوات 4 انفجارات، بالتزامن مع تحليق لطائرات مروحية تابعة لقوات التحالف الدولي في سماء المنطقة.

ورجّحت الشبكة أن تكون خلايا تنظيم "داعش" تقف وراء الهجوم. 

 في غضون ذلك، شنت الطائرات الحربية الروسية نحو 36 غارة على مواقع في جبال البشري وبادية الرصافة وسط تحليق طائرات استطلاع عملاقة في أجواء المنطقة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضح المرصد أن الغارات تأتي بعد أيام من وصول تعزيزات عسكرية جديدة لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، إلى محيط باديتي دير الزور الغربي والجنوبية، وبادية الرقة الجنوبية الغربية، بهدف القيام بحملات تمشيط بحثا عن خلايا التنظيم في تلك المناطق.

النظام يعلن تسوية أوضاع 3 آلاف شخص في البوكمال

من جهة أخرى، ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام، أنه تمت تسوية أوضاع أكثر من 3 آلاف شخص في مركز مدينة البوكمال بريف دير الزور الجنوبي الشرقي "في إطار التسوية الشاملة الخاصة بأبناء المحافظة".

وأضافت أن مركز البوكمال يواصل استقبال الراغبين بالانضمام إلى هذه التسوية التي بدأت في 14 الشهر الفائت قبل الانتقال إلى باقي مدن وبلدات المحافظة، وسط تشكيك من قبل جهات محلية بالأرقام التي يعلن عنها النظام.

اغتيالات في درعا

وفي جنوب البلاد، قتل الشاب سعيد الرحيل من مدينة إنخل في الريف الشمالي من محافظة درعا، برصاص مجهولين، ليكون الضحية الثامنة في المحافظة خلال الساعات الـ24 الماضية. 

وذكر موقع "درعا 24" المحلي أن الشاب قتل بعد إطلاق النار عليه على أحد الطرق الزراعية جنوب مدينة جاسم، مشيراً إلى أنه يحمل بطاقة تسوية ومصالحة منذ منتصف العام 2018 بعد أن عمل قبل ذلك ضمن فصائل محلية في المنطقة، ولم ينخرط بعدها في أي جهة عسكرية أو أمنية.


 من جهة أخرى، أصيب 3 أطفال بجروح نتيجة انفجار ذخائر غير منفجرة من مخلفات الحرب ضمن سهول زراعية في بلدة كفر شمس في الريف الشمالي من محافظة درعا، وفق شبكات محلية.

كما ذكرت وكالة "سانا"، أن طفلاً قتل وأصيب اثنان آخران أحدهما إصابته خطيرة نتيجة انفجار لغم أرضي من مخلفات تنظيم "داعش" في بلدة مراط بريف دير الزور الشمالي.