خسائر للنظام السوري بريف حلب وإنزال جوي للتحالف في الحسكة

20 ديسمبر 2022
قتلى وجرحى بين عناصر قوات النظام إثر إفشال محاولة تسلل لهم (محمد أبازيد/فرانس برس)
+ الخط -

قُتل وجُرح عناصر من قوات النظام السوري في اشتباكات مع "هيئة تحرير الشام" وفصائل المعارضة بريف حلب الغربي، فيما نفذ التحالف الدولي عملية أمنية في مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) استهدفت مطلوبا يرجح أنه من تنظيم "داعش".

وقالت مصادر عسكرية من المعارضة لـ"العربي الجديد"، إن فصائل المعارضة و"هيئة تحرير الشام" اشتبكت مع قوات النظام السوري على محور بسرطون بريف حلب الغربي، بعد محاولة تسلل من عناصر النظام بغطاء مدفعي، مضيفة أن الاشتباكات أسفرت عن قتلى وجرحى بين عناصر قوات النظام، وإجبارهم على التراجع نحو نقاطهم.

وجاءت محاولة التسلل، بحسب المصادر، بعد تنفيذ "هيئة تحرير الشام" خلال اليومين الماضيين 4 عمليات ضد مواقع للنظام في ريف حلب الغربي، وريف إدلب الجنوبي الشرقي، وريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وكبدته خسائر بالأرواح والعتاد.

وأضافت المصادر أن العمليات نفذها عناصر من "هيئة تحرير الشام" تطلق عليهم الهيئة اسم "انغماسيين"، وهم مجموعة من العناصر المدربة على الاقتحام في مواقع معادية، وغالبا ما تنتهي العملية بتفجير المقتحم نفسه بعناصر النظام بواسطة حزام ناسف.

وشهدت محاور المنطقة في شمال غربي سورية، أمس، تحليقا من الطيران الروسي دون تنفيذ غارات، كما شهدت صباح اليوم تحليقا مكثفا من طائرات الاستطلاع، خصوصا في ريف حلب الغربي، وفوق منطقة جبل الأربعين جنوبي إدلب.

جرحى بقصف على مدينة الباب

في غضون ذلك، جرح ثلاثة أشخاص، بينهم شخص مجهول الهوية اليوم، جراء قصف يرجح أنه من التحالف على منزل في مدينة الباب الخاضعة للمعارضة السورية في ريف حلب.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن قصفا مجهول المصدر يرجح أنه من طائرة مسيرة طال منزلا في مدينة الباب ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح.

وبحسب المصادر، جاء القصف بعيد اشتباكات وقصف متبادل بين قوات النظام وفصائل "الجيش الوطني السوري" على محور بلدة تادف لم تتبين حجم الخسائر الناتجة عنه.

وفي هذا الشأن قال الدفاع المدني السوري إن شخصا مجهول الهوية أصيب بجروح جراء قصف صاروخي من طائرة مسيرة مجهولة الهوية، استهدف منزلاً في مدينة الباب اليوم الثلاثاء.

وأضاف "الدفاع"، في بيان له، أن الحصيلة غير نهائية حيث تقوم فرقة بعمليات البحث والإنقاذ في المنزل الذي تعرّض للدمار، بالبحث عن ضحايا أو ناجين تحت الأنقاض.

وقال مصدر من الباب لـ"العربي الجديد" إن القصف مصدره قوات التحالف الدولي، وفي الغالب مصدر القصف طائرة أميركية مسيرة، مشيرا إلى أنه جرى العثور على بقايا الصاروخ بين أنقاض المنزل المستهدف، وتبين أنه صاروخ من نوع "أي جي أم-114 هيل فاير".

ونقل المصدر أنباء تتحدث عن أن المنزل المستهدف يقطنه شخص يمني الجنسية وإصابته خطيرة، بينما الشخصان الآخران هما من سكان المنطقة، وجراحهم طفيفة.

ويرجح أن الشخص المستهدف من عناصر أو قياديي تنظيم "داعش"، وكان التحالف قد نفذ سابقا عمليات جوية طالت قياديين في مناطق سيطرة المعارضة و"هيئة تحرير الشام" شمال غربي سورية.

إنزال جوي للتحالف في دير الزور والحسكة

إلى ذلك، تحدثت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد" عن تنفيذ التحالف الدولي إنزالا جويا، فجر اليوم، على أحد المنازل في المنطقة، بجانب مدرسة البيروني، بمدينة الشدادي، جنوب محافظة الحسكة، وأضافت المصادر أن العملية كانت تستهدف شخصا متهما بالانضمام لتنظيم "داعش".

وأوضحت المصادر، التي فضلت عدم كشف هويتها، أن العملية رافقها تحليق من طيران مروحي في محيط المدينة، إضافة لتحليق طيران مسيّر، وسمع دوي انفجار عنيف في المنطقة بعد انتهاء العملية، ولم يلاحظ وقوع اشتباك، ولم تعرف هوية الشخص المستهدف أيضا.

وفي السياق، قالت شبكة فرات بوست المحلية إن التحالف نفذ فجر اليوم عملية إنزال جوي أخرى في ناحية الصور بريف دير الزور الشرقي، جرى خلالها اعتقال شخص يدعى هدوش اليحيى.

وفي الشأن ذاته، قالت شبكة نداء الفرات المحلية إن الشخص المعتقل يعمل بتجارة الأسلحة، مضيفة أنه جرى اعتقاله مع شخصين من جيرانه.

وأضافت أيضا أن من بين المعتقلين أحد عناصر "قسد" الذين يعملون ضمن شرطة المرور، مشيرة إلى أنه جرى العثور على أسلحة في المنزل المداهم.

وفي وقت لاحق، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، اليوم الثلاثاء، في بيانٍ لها، أن "القيادة المركزية الأميركية نفذت خلال الـ 48 ساعة الماضية، ثلاث غارات بطائرات هليكوبتر في شرق سورية.

وأكدت أن "الغارات الثلاث أسفرت عن اعتقال ستة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بمن فيهم الزبيدي، وهو مسؤول رفيع في تنظيم الدولة الإسلامية في سورية متورط في التخطيط والتسهيلات لهجمات التنظيم".

وأشارت إلى أنه "جرى التخطيط المكثف لهذه العمليات لضمان تنفيذها بنجاح"، موضحةً أن "التقييمات الأولية تُشير إلى عدم مقتل أو إصابة مدنيين في العمليات".

وتنفذ قوات التحالف بشكل دوري عمليات مشابهة تستهدف مطلوبين لها من عناصر وقياديي تنظيم "داعش".

إلى ذلك، قُتل عنصران من قوات النظام السوري، اليوم، إثر انفجار لغم من مخلفات الحرب في بادية حماة وسط سورية. وأكدت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن عنصرين من قوات النظام قُتلا اليوم الثلاثاء، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب بدراجة نارية كانا يستقلانها على طريق أثريا - الطبقة بريف حماة الشرقي، وسط البلاد.

المساهمون