خسائر بشرية ومادية في تصعيد واسع بين الحوثيين والتحالف السعودي

31 اغسطس 2021
شن الحوثيون هجومين على مطار أبها اليوم (فايز نور الدين/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن "التحالف العربي" بقيادة السعودية، مساء اليوم الثلاثاء، استهداف منصة متحركة لإطلاق الطائرات المسيرة المفخخة من العاصمة صنعاء، وذلك بعد ساعات من الكشف عن هجوم شنته جماعة الحوثيين على مطار أبها أسفر عن إصابة 8 أشخاص وتضرر طائرة مدنية. يأتي ذلك بينما تواصلت الاشتباكات على جبهات عدة في محافظة مأرب.

وذكر التحالف، في بيان نشرته وكالة "واس" السعودية، أن عملية الاستهداف "نُفذت أثناء التجهيز لعملية عدائية وشيكة بطائرة مسيرة مفخخة، وشملت القضاء على العناصر الإرهابية المسؤولة عن عملية الإطلاق". وأشار البيان إلى أن "المنصة الحوثية التي تم تدميرها، كانت قد استخدمت في المحاولتين العدائيتين لاستهداف مطار أبها الدولي"، واللتين أعلن التحالف في وقت سابق اليوم الثلاثاء، "إحباطهما أثناء محاولتهما استهداف المدنيين". وكشف التحالف أنه ونتيجة اعتراض الهجوم الثاني، فقد تناثرت بعض شظايا الطائرة المسيّرة داخل الحرم الداخلي للمطار، ما أسفر عن وقوع 8 إصابات في صفوف عاملين بإحدى الشركات العاملة بالمطار.
وذكر المتحدث الرسمي باسم التحالف تركي المالكي أن من بين الإصابات حالة حرجة لمقيم بنغلادشي الجنسية، فيما توزعت باقي الإصابات بين متوسطة وخفيفة، وجميعها لمقيمين من الجنسية الآسيوية باستثناء واحدة لمواطن سعودي الجنسية. كما أسفر الاعتراض عن تضرر إحدى الطائرات المدنية من طراز 320 وتهشم زجاج بعض الواجهات، وكذلك تضرر بعض معدات المساندة الأرضية بساحة المطار، وفقاً للمتحدث باسم التحالف. 

واعتبر المالكي أن "المحاولة العدائية الوحشية لاستهداف مطار أبها الدولي والمدنيين المسافرين من مختلف الجنسيات، بطريقة ممنهجة ومتعمدة، تؤكد نهج المليشيا العدائي وانتهاكها للقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، باعتبار مطار أبها الدولي أحد الأعيان المدنية والمحمي بموجب القانون الدولي الإنساني". وأكد المالكي أن "قيادة قوات التحالف ستستمر في تنفيذ الإجراءات العملياتية لتحييد مصادر التهديد لحالات الدفاع عن النفس والهجوم الوشيك، بما يكفل حماية الأعيان المدنية والمدنيين، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية".

لم تعلن جماعة الحوثيين مسؤوليتها رسمياً عن الهجمات الأخيرة

ولم تعلن جماعة الحوثيين مسؤوليتها رسمياً عن الهجمات الأخيرة التي استأنفتها أمس الاثنين في العمق السعودي، بالتزامن مع تصعيد بري على تخوم محافظة مأرب النفطية، شرقي اليمن. كما لم تعلن تعرض العاصمة صنعاء لأي غارات جوية مساء اليوم الثلاثاء. واكتفت قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين بالإشارة إلى مقتل مدني في محافظة صعدة، وذلك جراء قصف صاروخي ومدفعي سعودي طاول مديرية شد الواقعة على الحدود اليمنية السعودية.
وتهدف الهجمات الحوثية في العمق السعودي إلى تحييد الطيران الحربي عن إسناد القوات الحكومية في الدفاع عن مأرب، حيث شنت مقاتلات التحالف، منذ بداية الهجوم الحوثي صباح أمس الاثنين، أكثر من 40 غارة جوية في مديريتي صرواح ورحبة، وفقا لمصدر عسكري في القوات الحكومية تحدث لـ"العربي الجديد".

الجيش اليمني يعلن استعادة السيطرة على مواقع عدة في جبهة الكسارة

ميدانياً، تمكنت قوات الجيش اليمني، اليوم، من استعادة بعض المواقع التي كانت قد خسرتها غربي مأرب في معارك أمس الاثنين، وذلك بعد هجمات مضادة بمساندة رجال القبائل وطيران التحالف. وقال الجيش الوطني، في بيان، إن قواته استعادت السيطرة على مواقع عدة في جبهة الكسارة، فيما تم تدمير 7 عربات تابعة للحوثيين كانت تحمل تعزيزات بشرية في الجبهة ذاتها الواقعة ضمن نطاق مديرية صرواح غربي مأرب.  
وأشار البيان إلى أنّ المعارك الممتدة على مختلف جبهات القتال على أطراف مأرب لليوم الثاني على التوالي، أسفرت أيضاً عن اغتنام دوريتين بما عليهما من عتاد، فضلاً عن كميات أسلحة متوسطة وخفيفة. ولم يكشف البيان الرسمي عن حجم الخسائر البشرية في صفوفه، لكن مصدراً عسكرياً في القوات الحكومية أكد، لـ"العربي الجديد"، أن المعارك التي دارت في الكسارة أسفرت عن مقتل 7 عسكريين على الأقل، فيما سقط 5 آخرون، على رأسهم الشيخ مشلي الجميلي، في معارك رحبة، جنوبي مأرب. 
في المقابل، عادت جماعة الحوثيين لإذاعة بيانات تشييع قادة عسكريين في صنعاء بالتزامن مع عودة التصعيد العسكري في مأرب، إذ كشفت وكالة "سبأ" بنسختها التابعة للجماعة عن تشييع 9 ضباط في موكب جنائزي موحد، وذلك في معدل هو الأعلى منذ أسابيع.

المساهمون