خريطة انتفاضة طلاب جامعات واشنطن دعماً لفلسطين

07 مايو 2024
طلبة يلوّحون بعلم فلسطين خلال احتجاج في مخيم ساحة جورج واشنطن، 1 مايو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- طلاب من 8 جامعات في واشنطن نظموا مخيمات احتجاجية ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، مطالبين بسحب الاستثمارات من شركات تدعم إسرائيل، وتعرضوا للعنف من الشرطة خاصة في فيرجينيا حيث اعتقلت الشرطة 125 متظاهرًا.
- حاكم فيرجينيا اتهم الطلاب بمعاداة السامية، بينما دافع طلاب يهود وأعضاء هيئة التدريس وبعض المشرعين الديمقراطيين عن حق التظاهر السلمي، مؤكدين على أهمية التعبير عن الرفض للسياسات الداعمة لإسرائيل.
- في مقاطعة كولومبيا، استمر الطلاب في اعتصامهم بالقرب من البيت الأبيض، معبرين عن مطالبهم بطرق مبتكرة ومحافظين على سلمية الاحتجاجات رغم استفزازات مؤيدي إسرائيل، مما يعكس تنامي التضامن مع القضية الفلسطينية.

مع تواصل انتفاضة طلاب الجامعات الأميركية تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على غزة وتسارع الأحداث المتصلة بها، ينشر "العربي الجديد" خريطة انتفاضة طلاب جامعات واشنطن. وتوجد هذه الجامعات في منطقة الـ(DMV) التي تضم مقاطعة كولومبيا، حيث يوجد البيت الأبيض والكونغرس الأميركي، وولايتا فيرجينيا وماريلاند، ويطلق عليها العاصمة واشنطن دي سي، وكيفية تعامل السلطات الأميركية معها.

القبض على نحو 125 متظاهراً من جامعات فيرجينيا

شهدت ولاية فيرجينيا إقامة مخيمات من أجل غزة في 4 جامعات، وهي: جامعات ماري واشنطن، وفيرجينيا كومنولث، وفيرجينيا تيك، وفيرجينيا، ولكن تعاملت الشرطة بعنف مع المتظاهرين، وجرى فض التظاهرات والقبض على نحو 125 متظاهراً في الجامعات الأربع. ونظم الطلاب في هذه الجامعات مخيمات سلمية، وطالبوا مثل نظرائهم الطلبة المتظاهرين في الولايات المتحدة بسحب الاستثمارات من شركات تدعم إسرائيل عسكرياً ومالياً، إلا أن تحركاتهم قوبلت بالعنف، وقامت الشرطة برش غاز رذاذ الفلفل على الطلبة في فيرجينيا، عدا عن تهديدهم وتصويب السلاح نحو وجوههم في التظاهرات.

حاكم ولاية فيرجينيا الذي ينتمي للحزب الجمهوري، استخدم في تعليقه على التظاهرات اللغة نفسها التي يجري استخدامها من قبل المسؤولين الأميركيين في وصف انتفاضة طلاب الجامعات الأميركية، مردداً مزاعم حول تحريضهم على معاداة السامية، رغم وجود طلاب يهود مع المتظاهرين نفوا هذا التهمة. وقال غلين يونغكين حاكم الولاية إن إدارته قررت أن البعض من غير الطلاب يسببون مشاكل حقيقية، ويحرضون على العنف ومعاداة السامية.

وفيما تشهد الولاية مخاوف من حفلات التخرج، وسط ترقب مواقف الكليات والجامعات الأميركية خلال الأيام المقبلة حول ذلك، تعقد جامعة فيرجينيا كومنولث حفل تخرج في 11 مايو/ أيار الجاري. وكان قد جرى القبض على نحو 13 طالباً من الجامعة. وانتقد أعضاء تدريس في الجامعات الأميركية فض التظاهرات التي وصفوها بالسلمية، وأصدر 34 عضو هيئة تدريس بجامعة فيرجينيا بياناً أدانوا فيه استدعاء الشرطة بمعدات مكافحة الشغب لقمع احتجاج سلمي للطلاب.

كما انتقد عضو مجلس الشيوخ بالولاية، كريج ديدز، فض الاعتصام بالقوة، فيما أصدر 15 مشرعاً ديمقراطياً بالولاية بياناً أدانوا فيه انتهاك التعديل الأول للدستور، مؤكدين حق الطلاب في التظاهر سلمياً.

أما في مقاطعة كولومبيا، وعلى بعد دقائق من البيت الأبيض، يواصل طلاب 8 جامعات الاعتصام والتظاهر داخل حرم جامعة جورج واشنطن، لليوم الثاني عشر على التوالي، حيث أقام طلاب بجامعات جورج واشنطن، وجورج تاون، وجورج ميسون، والجامعة الأميركية، وهاورد، وماريلاند، وجالوديت، وجامعة ماريلاند مقاطعة بالتيمور، مخيمهم في فجر الخامس والعشرين من إبريل/ نيسان الماضي، مطالبين الإدارة بسحب الاستثمارات من شركات لها علاقات مع إسرائيل، والتراجع عن فصل الطلاب، وحق الطلاب في التظاهر سلمياً.

ويمتاز مخيم الاحتجاج هذا في العاصمة عن غيره من الاعتصامات الشبيهة، خاصة في ظل قربه من مركز صنع القرار، سواء في البيت الأبيض أو الكونغرس، ولما تشكّله هذه الجامعات التي تضم أبناء سياسيين ودبلوماسيين ذوي مكانة في المجتمع الأميركي، بالإضافة إلى حالة الترقب السائدة تجاهه، بعد فض معسكرات جامعات عريقة مثل كولومبيا وييل، فالأنظار كلها تتجه لواشنطن.

وأصدرت رئيسة جامعة جورج واشنطن إلين جرانبرج، بياناً وصفت فيه المخيم بأنه غير قانوني، وأنه من المحتمل أن يكون خطيراً، وأن كل المحاولات لإنهاء المخيم ومنع المتظاهرين من التصعيد باءت بالفشل. بالمقابل، أكد الطلاب أنهم لن يفضوا اعتصامهم السلمي حتى الاستجابة لمطالبهم. وأظهر البيان حالة الغضب لدى إدارة جامعة جورج واشنطن، من قيام الطلاب بإنزال علم الجامعة، ورفع العلم الفلسطيني على سارية العلم أمام قاعة ليزنر، حيث حاولت الشرطة منع الطلاب إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل في ظل الإصرار على رفعه.

كما غيّر الطلاب الهيئة الخارجية لتمثال جورج واشنطن في مدخل الساحة التي يتظاهرون بها، حيث يظهر الآن تمثال الرئيس الأول للولايات المتحدة، وهو يرتدي كوفية فلسطينية على رأسه، ويحمل العلم الفلسطيني، وعلى باقي التمثال ملصقات "فلسطين حرة"، وأخرى تطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وحق الطلاب في التظاهر، ويتندر الطلاب قائلين: "نحبك جورج في هيئتك الجديدة"، فيما تصف رئيسة الجامعة ما فعله الطلاب بأنه "تخريب للتمثال".

وطلبت رئيسة الجامعة حتى اليوم تدخل الشرطة نحو 4 مرات، إلا أن الطلبات قوبلت بالرفض من حاكمة مقاطعة كولومبيا موريل باوزر، ومن الشرطة، طالما لم يجر التعدي على الممتلكات واقتحام مباني الجامعة، كما زار عدد من أعضاء مجلس النواب الأميركي من الجمهوريين، مخيم الطلاب في واشنطن، ومكتب رئيسة الجامعة، ووجهوا انتقادات حادة لحاكمة الولاية.

استفزاز المتظاهرين في جامعات واشنطن

ويحاول العشرات من المؤيدين لإسرائيل الوجود في المعسكر، حيث حاولت الشرطة في المقاطعة الفصل بين الجانبين في إحدى التظاهرات، إلا أن المؤيدين لإسرائيل، أحضروا محامين معهم وأشاروا إلى أن القانون يقول إن الشارع مكان عام ويحق لهم التظاهر في أي مكان في الممتلكات العامة مما أدى لتراجع الشرطة. ويصف الطلاب المتظاهرون ما يفعله مؤيدو إسرائيل بأنها محاولات لاستفزازهم من أجل الاشتباك معهم، وإظهار أن المعتصمين غير سلميين، مما قد يؤدي لتدخل الشرطة لفضّ المخيم. وقام مؤيدون لإسرائيل بدخول معسكر الطلاب وتصوير الخيام والطلاب بداخلها ومحاولات مضايقة المعتصمين الذين طالبوهم بالمغادرة.

قناص شارك في عمليات خاصة بخانيونس يشارك في الاستفزاز

وحاول أحد القناصة الإسرائيليين الذين شاركوا في العمليات الإسرائيلية في خانيونس مؤخراً في غزة، استفزاز الطلاب والحضور بينهم في حضور الشرطة، إلا أن الطلاب رددوا هتافات: "أنت لست رجل، قتلت الأطفال في الأرض المحتلة، أنت مجرد جبان، والمحتل خارج المخيم الآن، القناص خارج المعسكر الآن"، مما دفعه إلى مغادرة مخيم الطلاب.

ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها هذا القناص الإسرائيلي استفزاز المتظاهرين، حيث تظاهر طلاب الشهر الماضي في كلية الحقوق جامعة جورج تاون ضد استضافته وآخرين من الجيش الإسرائيلي في ندوة بالجامعة، فجاء للمتظاهرين وطالبهم بحضور ندوته.

طلاب جامعة جونز هوبكنز يواصلون التظاهر والاعتصام

إلى ذلك، يواصل طلاب جامعة جونز هوبكنز بماريلاند وولاية فيرجينيا، التظاهر والمبيت في مخيم الطلاب بالجامعة لليوم السابع على التوالي، مطالبين الجامعة بضرورة سحب استثماراتها من شركات تدعم إسرائيل مادياً وعسكرياً، وهي "شركات لوكهيد مارتن، وجنرال داينمكس، وبلاك روك، وبالانتير، وإلبيت سيستمز، ونورثروب غرومان، وغوغل"، بالإضافة لمقاطعة البرامج الأكاديمية مع الجامعات الإسرائيلية.

تظاهرات يومية في جامعة ماريلاند للمطالبة بسحب الاستثمارات

وعلى جانب آخر، يتظاهر طلاب جامعة ماريلاند يومياً داخل حرم الجامعة منذ أكثر من 15 يوماً للمطالبة بسحب الاستثمارات من شركات لها علاقات مع إسرائيل، كما يوجد عدد من طلاب الجامعة في مخيم الجامعات الأميركية التي تشهد حراكاً طلابياً تضامنياً مع فلسطين.

المساهمون