وصف الخبير المختص في شؤون الاستيطان خليل تفكجي، اليوم الأحد، القرار الأخير للحكومة الاسرائيلية ببناء نحو 5 آلاف وحدة استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية بأنه استمرار للسياسة الإسرائيلية القاضية بعدم السماح بإقامة دولة فلسطينية، ورسالة للفلسطينيين بأن الاستيطان مستمر.
وأوضح أن قرار الحكومة الإسرائيلية رسالة للدول العربية التي تطبع مع تل أبيب ومفادها أن الاحتلال ماضٍ في نهب الأراضي الفلسطينية واستيطانها ولا نية له بوقف سياسة الضم رغم ما يشاع عن تجميد عملية الضم التي كان أعلن عنها في وقت سابق.
وقال تفكجي، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، "إن البرنامج الإسرائيلي المتعلق بالاستيطان لن يعلق، وإن توسيع المستوطنات وزيادة عدد المستوطنين هدف تلتقي عليه وتتفق عليه جميع الأحزاب الإسرائيلية".
وأشار إلى أن ما أعلن عنه من المصادقة على بناء نحو 5 آلاف وحدة استيطانية داخل ما يسمى بالقدس الكبرى وفي المستوطنات المعزولة قرب الخط الأخضر يعني إنهاء هذا الخط ومحوه للأبد، وربط الوحدات الاستيطانية الجديدة بالكتل الاستيطانية المقامة في الضفة الغربية وتلك القائمة في حدود القدس الكبرى، حيث تُشكل الأخيرة ما مساحته 12% من مساحة الضفة الغربية.
كما اعتبر تفكجي "أن بناء هذا العدد الكبير من الوحدات الاستيطانية سيُساهم ديمغرافياً في مخطط توطين مليون مستوطن يهودي في الضفة الغربية والقدس، علماً بأن عدد هؤلاء الآن يصل إلى نحو 740 ألف مستوطن، فيما تتواصل عملية الضم بصمت وصورة تدريجية دون الإعلان عن ذلك رسمياً".
وفي هذا الإطار، أكد تفكجي أن ما يحدث من تكثيف للاستيطان وسط كل التحولات التي تشهدها المنطقة، ومنها جائحة التطبيع العربية، تعكس الرؤية الإسرائيلية في مكافحة قيام دولة فلسطينية، حتى إن السفير الأميركي في تل أبيب ديفيد فريدمان كان صرح بذلك علناً.
وكان فريدمان قال "إن عملية الضم أُجلت فقط، وأنه لن يتم نقل أي مستوطن إسرائيلي من مستوطنات الضفة"، ما يعني أن الولايات المتحدة الاميركية وراء كل عمليات الاستيطان الجارية أو التي ستنفذ مستقبلاً.
وفيما إذا كان لهذا القرار بتكثيف الاستيطان تأثير على علاقات الاحتلال مع دول التطبيع، قال تفكجي: "إن هذا بحد ذاته يشكل رسالة هامة لهذه الدول مفادها لا تتدخلوا، ولا تتململوا في وقف الاستيطان أو إقامة الدولة الفلسطينية، أو المبادرة العربية للسلام، لأن هذه المبادرة ماتت ولم تُعد قائمة".
من جانب آخر، حذر منسق لجان مقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا، في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، من زيادة في عمليات الاعتداءات والانتهاكات في المناطق القريبة من جدار الضم والتوسع العنصري، مشيراً إلى ارتفاع نسبة عمليات الهدم للمنشآت السكنية والزراعية إلى 25% خلال الشهر الماضي، إلى جانب الارتفاع العالي في محاولات إقامة أكثر من 16 بؤرة استيطانية في الضفة خلال الشهور الثلاثة الماضية فقط.
وأوضح الخواجا أن قطعان المستوطنين وجمعيات الاستيطان بدأت بتنظيم نفسها كمليشيات في محافظات الضفة الغربية، وأن هذا مؤشر خطير على ما سيجري في الأيام القادمة، خاصة في موسم قطاف ثمار الزيتون الذي يعاني خلاله المزارعون كما كل عام من الوصول إلى أراضيهم سواء في المناطق القريبة من الجدار أو داخل الجدار وخاصة في ظل التطورات السياسية الحالية.
وقال منسق لجان مقاومة الجدار صلاح الخواجا: "إن الخطة لحماية المزارعين في موسم قطف الزيتون هذا العام ستتم بثلاثة اتجاهات أولها تعزيز الصمود من خلال المشاركة التطوعية واستنهاض الطاقات في كل قرية ومدينة، وثانياً في إطار حملة يجري تنظيمها من قبل عدد من النشطاء وهيئات ومنظمات مجتمع مدني للاستعداد من أجل التدخل المباشر لمواجهة أي اعتداء من الاحتلال ومستوطنيه".
وأوضح الخواجا أنه سيتم الإعلان عن هذه الحملة بتفاصيلها يوم الأربعاء القادم، مشيراً إلى أن الاتجاه الثالث سيتم من خلاله الاعتماد على لجان الحراسة في المناطق التي تتعرض لهجمات من قبل المستوطنين، وذلك بالتنسيق ما بين هيئة مقاومة الجدار ولجان المقاومة الشعبية والنشطاء والمؤسسات الفاعلة.