- البنتاغون يؤكد عدم نشر قوات في غزة ويترك تفاصيل حول بناء الميناء وضمان سلامته غامضة، مما يثير قلق الكونغرس ومنتقدي الخطة، بينما يناقش الخبراء إمكانية التصدي للتهديدات بسفينة حربية مجهزة.
- المشروع يشمل بناء رصيف بحري مؤقت لشحن المساعدات من قبرص مع تفتيش إسرائيلي لمنع دخول مواد عسكرية، ويحظى بدعم إسرائيلي كامل ولكن يثير مخاوف بشأن تأثيره على سيادة الفلسطينيين وسيطرة إسرائيل على منافذ غزة.
نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن خبراء عسكريين قولهم إن خطة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإنشاء ميناء عائم قبالة ساحل غزة، باعتباره جزءاً من مبادرة دولية لإيصال المساعدات إلى الفلسطينيين، ستعرض الأميركيين العاملين في الميناء للخطر.
وتضمن التقرير الذي نشرته الصحيفة اليوم الأحد، مقابلات مع ثمانية مسؤولين حاليين وسابقين في الأمن القومي الأميركي على دراية بالتخطيط المستمر لإقامة ميناء في غزة والتنسيق المطلوب لإجراء مهام إنسانية عالية المستوى.
وبحسب الصحيفة ذاتها، يتخوف الخبراء من أن قرب الأميركيين المستمر من القتال والغضب من الولايات المتحدة بسبب دعمها لإسرائيل سيعرض العملية الإنسانية للخطر.
وفي حين يؤكد البنتاغون أنه لن ينشر أي قوات أميركية في غزة، إلا أنه لم يكشف سوى القليل عن المدة التي سيشيد فيها الميناء وكيف سيتم ضمان سلامة المشاركين في بنائه، مما أثار قلق بعضهم في الكونغرس وغيرهم من منتقدي خطة الرئيس.
ورفض المسؤولون العسكريون الإجابة عن أسئلة صحيفة واشنطن بوست حول المكان الذي سيقع فيه الرصيف وما هي الإجراءات الأمنية التي سيتم اتخاذها.
وأشارت الصحيفة إلى أن وجود أميركيين على مقربة من أماكن القتال والغضب الشديد من الولايات المتحدة لدعمها لإسرائيل سيجعل الرصيف "هدفاً مغرياً لحماس أو غيرها من الجماعات".
وأوضح الخبراء أن إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار والغواصين أو الزوارق السريعة التي تنقل المتفجرات، كلها ستشكل خطراً.
وتساءل خبراء، في حديثهم مع "واشنطن بوست" عمّا إذا كان الجيش الأميركي هو الكيان المناسب للمشاركة في مهمة تقديم المساعدات لغزة، في حين وصف آخرون الخطر بأنه "متواضع وأن المهمة "معقولة وقابلة للتحقيق"، مشيرين إلى أنه في حال تعرض القوات الأميركية لهجوم، فمن المرجح أن يكون الهجوم عن طريق الجو.
وشددوا على أن ضرورة التمركز القريب لسفينة حربية تابعة للبحرية مجهزة بنظام الدفاع الصاروخي الباليستي "إيجيس"، والذي ينبغي أن يكون كافياً لحماية الأفراد على الميناء العائم أو بالقرب منه، بحسب قولهم.
وأشار أحد الخبراء إلى أن "عدداً من الخصوم يمكن أن يستهدفوا الرصيف، بما في ذلك حماس وتنظيم داعش، لافتين إلى أن التحدي الأكثر أهمية قد يتمثل في تحديد كيفية توزيع المساعدات بمجرد وصولها إلى الشاطئ"، وحذر خبير آخر من عدم القدرة على التنبؤ بما سيحدث على الشاطئ، مشيرين إلى أنه يمكن أن يؤدي يأس الناس إلى الفوضى وزيادة الحشود، وسيشكل موقعاً جديداً للاحتكاك بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، أعلن مطلع مارس/آذار، أن الجيش سيبني ميناء مؤقتاً على ساحل قطاع غزة على البحر المتوسط لإيصال المساعدات الإنسانية عن طريق البحر.
وسيتولى الجيش الأميركي بناء الرصيف البحري قبالة سواحل غزة. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤول قوله إن الرصيف سيتصل باليابسة عبر جسر مؤقت.
ومن المقرر شحن المساعدات إلى الرصيف البحري من قبرص حيث سيقوم مسؤولون إسرائيليون بتفتيشها أولاً، كما يحدث حالياً على الحدود البرية، لمنع دخول أي مواد يمكن استخدامها لأغراض عسكرية.
وتقول إسرائيل إنها "تدعم تماماً إقامة رصيف مؤقت"، ووعدت بـ"تعاون كامل بين الطرفين"، فيما يحذر مراقبون من أن هناك جانباً آخر للميناء العائم يرتبط بتشجيع هجرة الفلسطينيين طوعاً إلى أوروبا، وإلغاء أي دور لمعبر رفح البري على الحدود مع مصر، ما يعني تحكم إسرائيل في كل منافذ غزة وإنهاء أي سيادة للفلسطينيين على المعابر.