دعا المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، اليوم الإثنين، السلطات الإيرانية إلى متابعة قضية تسمم الطالبات "بجدية"، مؤكداً أن هذه "جريمة كبيرة لا تغتفر".
ولفت خامنئي، في تصريحات أوردها الموقع الإعلامي لمكتبه، إلى أنه "إذا ثبت تسميم الطالبات، فيجب إنزال العقوبات بحق مرتكبي هذه الجريمة"، مؤكداً أنه لن يتم التسامح معهم.
واليوم الإثنين أيضا، انتشرت أنباء عن حوادث تسمم جديدة في بعض المدارس الإيرانية، إذ أوردت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، نقلا عن السلطات المحلية في مدينتي نيشابور وقوجان شرقي إيران، أن 35 طالبة في ثلاث مدارس بالمدينتين دخلن المصحات والمستشفيات بعد ظهور أعراض التسمم عليهن.
وأثار تكرار حوادث التسمم في مدارس البنات الإيرانية، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، الرأي العام الإيراني، بعد تصاعد هذه الحالات خلال الأسبوعين الأخيرين، وسط حالة غموض بشأن أسباب هذا التسمم، والجهة المحتملة التي تقف خلفه، بعد حديث برلمانيين وتلميحات مسؤولين إلى وجود قصد وتعمّد في عملية التسميم.
ويتهم نشطاء على شبكات التواصل ووسائل إعلام إيرانية جماعات دينية متطرفة بالوقوف وراء هذه الحوادث لمنع دراسة الطالبات، فيما تربطها المعارضة الإيرانية بالاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها إيران بعد وفاة الشابة مهسا أميني، بعد أيام من احتجازها لدى شرطة الأخلاق، بتهمة عدم الالتزام بقواعد الحجاب، متهمة السلطات بالانتقام من الطالبات اللواتي شاركن في الاحتجاجات.
وفيما اتخذ تسمم الطالبات الإيرانيات أبعاداً وانتقادات دولية، وجّه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الجمعة، أصابع الاتهام إلى "أعداء" إيران، متهماً إياهم بـ"السعي لبث الإحباط في الشارع الإيراني بغية إثارة الفوضى".
وشكلت الحكومة الإيرانية لجنة مؤلفة من وزارات التعليم والأمن والصحة لمتابعة ملف التسمم، وحتى الآن لم تعلن اللجنة عن نتيجة تحقيقاتها.
وتشير التقارير الصحافية إلى أن مدارس في نحو 20 محافظة من أصل 31 شهدت حالات تسمم خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، وأن أكثر من ألف طالبة تعرضن للتسمم، لكن لا أرقام رسمية بعد عن أعداد المصابات بالتسمم، فيما نفت السلطات الإيرانية وفاة أي طالب بالتسمم حتى الآن، رافضة الأنباء عن وفاة حالتين.
ولم يقتصر التسمم على المدارس، إذ انتشرت خلال اليومين الأخيرين أنباء عن انتقال "العدوى" إلى بعض الجامعات.
على صعيد متصل، انتشرت صباح الإثنين أنباء عن وجود غاز سام في محطة "إرم سبز" لقطار الأنفاق في طهران، لكن التلفزيون الإيراني نقل عن المدير التنفيذي لشركة "المترو" بطهران، مسعود درستي، نفيه صحة هذه الأنباء. وأضاف درستي أن الغبار المتصاعد في محطة "إرم سبز" سببه "العمليات العمرانية".