خامنئي: واشنطن ربطت الاتفاق في فيينا بالتفاوض حول قضايا أخرى

28 يوليو 2021
خامنئي يوجه عدة اتهامات إلى الولايات المتحدة (Getty)
+ الخط -

أكد المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، اليوم الأربعاء، ربط الولايات المتحدة الاتفاق في مفاوضات فيينا غير المباشرة مع طهران بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، بموافقة الأخيرة على استمرار التفاوض بعد الاتفاق حول السياسات الإقليمية والبرنامج الصاروخي.

وعرّج خامنئي، خلال آخر اجتماعه مع رئيس الحكومة الإيرانية الحالية، حسن روحاني، وأعضائها، قبل انتهاء ولايتها يوم الثالث من أغسطس/ آب المقبل، على مفاوضات فيينا، قائلاً إنّ "الأميركيين بقوا متمسكين بموقفهم المتشدد، ولم يتقدموا خطوة".

وأوضح أنّ "الأميركيين يعِدون لسانياً أنهم سيرفعون العقوبات، لكنهم لم ولن يرفعوها"، مشيراً إلى أنّ الأميركيين "يضعون شرطاً ويقولون إنه يجب أن تضموا جملة في الاتفاق لإجراء التفاوض لاحقاً حول قضايا أخرى، وإلا فلن نوقع على الاتفاق".

وأكد "أنهم (الأميركيين) يقصدون من وراء إدراج هذه الجملة توفير ذريعة للتدخلات المقبلة حول أساس الاتفاق النووي وقضايا الصواريخ والمنطقة، لكن عندما ترفض إيران حينها التفاوض في هذه القضايا، يتهموننا بنقض الاتفاق ويطيحون الاتفاق".

واتهم خامنئي الأميركيين بأنّهم "يتعاملون بخبث تام"، مضيفاً أنّ "أميركا لا تأبه لنقض أقوالها وتعهداتها كما نقضوا الاتفاق النووي ولم يتحملوا أي ثمن".

وكشف خامنئي أيضاً عن رفض الولايات المتحدة تقديم ضمانات بعدم انسحابها مرة أخرى من الاتفاق النووي في حال حصول ذلك.

وكان "العربي الجديد" قد كشف، في 3 يوليو/ تموز الجاري، نقلاً عن مصادر إيرانية مطلعة، أنّ مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة "تواجه انسداداً"، عازية ذلك إلى ربط واشنطن الاتفاق في مفاوضات فيينا بموافقة إيران على استمرار المفاوضات لاحقاً حول السياسات الإقليمية والبرنامج الصاروخي.

وأكدت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، رفض الولايات المتحدة تقديم "أي ضمانات لعدم إعادة فرض العقوبات مستقبلاً"، وعدم الانسحاب من الاتفاق النووي مرة ثانية.

وأكدت المصادر حينها، أنّ "واشنطن تمارس تلاعباً ما في موضوع رفع العقوبات الاقتصادية أيضاً، وتربط بشكل أو بآخر مصيرها وبقية العقوبات، وإلغاءها كلياً ونهائياً، بالحصول على موافقة الجانب الإيراني على التفاوض لاحقاً بشأن السياسات الإقليمية والصاروخية والاتفاق على جميع الملفات العالقة، ما يعني أنها تتعامل وفق معادلة الكل مقابل الكل"، كاشفة أنّ "الجمهورية الإسلامية أبلغت الأطراف بأنها لن تسمح بأن تسلك مباحثات فيينا هذا المسار، وإذا أصرت عليه واشنطن، فإنها ستنسحب منها".

وخاضت إيران والولايات المتحدة ستّ جولات من مباحثات فيينا بشكل غير مباشر، بواسطة أطراف الاتفاق (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا)، والجولة السابعة تواجه حالة غموض ولم يُحدَّد موعدها بعد، غير أنّ طهران أكدت أخيراً أنّ على أطراف المفاوضات الانتظار حتى تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة برئاسة إبراهيم رئيسي.

وتهدف المفاوضات إلى إحياء الاتفاق النووي عبر عودة واشنطن إليه من خلال رفع العقوبات المفروضة على إيران، مقابل عودة الأخيرة إلى التزاماتها النووية.

معاتبة روحاني 
وفي آخر اجتماعها مع حكومة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أكد المرشد الإيراني الأعلى أنّ أداء حكومته "لم يكن موحداً في المجالات المختلفة، ففي بعضها كان وفق التوقعات، وفي مجالات أخرى، لم يكن الأداء كما هو مرجو".

ودعا خامنئي إلى استخلاص الدروس من تجارب حكومتي روحاني (منذ عام 2013)، مؤكداً أنّ "إحدى أهم هذه التجارب، أنّ الثقة بالغرب لا تجدي نفعاً، وعلى الأجيال القادمة أن تستفيد من هذه التجربة".

وأضاف أنه "في هذه الحكومة تبيّن أنّ الاتكال على الغرب لا ينفع، فهم لن يساعدونا، ويتربصون دائماً لتوجيه الضربات لنا متى ما تمكنوا من ذلك، وإن لم يفعلوا، فبسبب عدم قدرتهم على ذلك"، مؤكداً أنه "لا ينبغي على الإطلاق المراهنة على الغرب وتعاونه في الخطط الداخلية، لأنها ستفشل حتماً".

وخاطب المرشد الإيراني، روحاني وأعضاء حكومته، قائلاً: "أينما راهنتم في الأعمال على الغرب والتفاوض معه وأميركا، كنتم غير موفقين، وأينما تحركتم من دون الرهان على الغرب ولم تعلقوا آمالكم عليهم، كنتم ناجحين ومتقدمين".

المساهمون