قبل يومين من إجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية، ألقى المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، اليوم الأربعاء، كلمة حول هذه الانتخابات، لحث المواطنين الإيرانيين على المشاركة فيها، محذراً من مخططات "الأعداء" لإبعاد الشعب الإيراني عن النظام من خلال الحث على مقاطعة الانتخابات.
وأكد خامنئي في كلمته المتلفزة، تابعها "العربي الجديد"، أن "مصير البلاد مرتبط حتماً في هذا الظرف الزمني بما سيفعله المواطنون يوم الجمعة"، أي يوم الانتخابات، مخاطباً الإيرانيين بالقول إن "أصواتكم تحدّد مصير البلاد". واتهم خامنئي "أعداء" بلاده بالسعي لـ"تخريب الانتخابات" الإيرانية، مشيراً إلى أنها توجه "اتهامات كثيرة" لهذه الانتخابات بـ"هدف إبعاد الشعب عن النظام".
وحذر المرشد الإيراني من تراجع نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية، قائلاً إن ذلك "سيزيد من ضغوط الأعداء"، ومضيفاً أنه "إذا ما اختير رئيس الجمهورية بأصوات عالية، فيمكنه إنجاز أعماله بقوة".
ورداً على الاتهامات للانتخابات الإيرانية، قال خامنئي إن "انتخاباتنا نزيهة"، معتبراً وجود رؤساء إيرانيين من مختلف التوجهات السياسية "دليلاً على ذلك"، مع تأكيده أن "لا معنى للجمهورية الإسلامية من دون مشاركة الجماهير" في الانتخابات.
وأشار خامنئي إلى انتقادات الإيرانيين حول الوضع الاقتصادي، وقال إنه يدرك شكاوى الشعب، "لكن عدم المشاركة في الانتخابات غير مقبولة لدي وحل المشاكل يكمن في التصويت". ورداً على اتهامات بأن الانتخابات الإيرانية ليست تنافسية بعد استبعاد معظم المرشحين، قال المرشد الإيراني إن "المناظرات الانتخابية أظهرت أن الانتخابات تنافسية" .
وتأتي دعوة خامنئي الشعب الإيراني إلى المشاركة في الانتخابات وتحذيره من مقاطعتها، في ضوء وجود توقعات بانخفاضها هذه المرة بسبب عزوف محتمل من قبل شرائح إيرانية غاضبة من الوضع الراهن، وخاصة من الناحية الاقتصادية، فضلاً عن دعوات لمقاطعتها على مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات المعارضة في الخارج ومن قبل نشطاء.
وتجري إيران يوم الجمعة المقبل الانتخابات الرئاسية الـ13، التي يتنافس فيها 5 مرشحين، بعد انسحاب المرشح الإصلاحي محسن مهر علي زادة والمرشح المحافظ عليرضا زاكاني وسط أنباء عن انسحاب المرشح المحافظ سعيد جليلي وتوقعات بانسحاب المرشح المحافظ أمير حسين قاضي زادة هاشمي، وأوفر المرشحين حظاً للفوز بنتائج هذه الانتخابات هو إبراهيم رئيسي، المرشح الرئيس للتيار المحافظ.
وتدخل البلاد غداً الخميس فترة الصمت الانتخابي، لتنتهي الحملات الانتخابية، استعداداً لتنظيم الانتخابات الجمعة.
من جهته، أعلن المرشح الرئاسي المحافظ سعيد جليلي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، انسحابه من السباق الرئاسي لصالح المرشح رئيسي، داعياً في بيان وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، أنصاره إلى التصويت له.
الحرس يدعو إلى المشاركة
دعا "الحرس الثوري" الإيراني، في بيان، نشرته وكالة "سباه نيوز" التابعة له، الشعب الإيراني إلى "المشاركة بكثافة" في الانتخابات، قائلاً إنها "حدث واختبار تاريخي كبير".
وأضاف أن "المشاركة القصوى في هذه الانتخابات تضمن أمن واقتدار البلاد.... وتحبط مؤامرات الأعداء المشؤومة وتؤدي إلى انفراجة المشاكل الاقتصادية والمعيشية"، مؤكداً أن "الشعب الإيراني على الرغم من المؤامرات والمخططات المتلاحقة للأعداء لن يرتكب أخطاء استراتيجية في حساباته متأثراً بالحرب النفسية والإعلامية".
خاتمي يشكر
بدوره، شكر الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، في رسالة، المرشح الإصلاحي محسن مهر علي زادة، على انسحابه من السباق الرئاسي، قائلاً إن هذا الانسحاب "يمنع تشتت أصوات أناس وتقسيمها"، وأضاف أن ذلك يأتي "في الظروف الراهنة الحساسة التي تتعرض جمهورية النظام لتهديد جاد".
وأوضح أن "هؤلاء الأفراد يريدون التصويت في الانتخابات ويرفضون الاستسلام لمشهد تسعى فيه أقلية إلى فرض إرادته على المجتمع بأي قيمة."
ولم يشر خاتمي في رسالته إلى دعم المرشح همتي في الانتخابات، لكنه يقصد ذلك في ظل إشادته بانسحاب مهر علي زادة ودعوته للمشاركة في الانتخابات وحديثه عن منع تشتيت الآراء.
إلى ذلك، دعا خاتمي في لقاء مع أعضاء قائمة مجلس بلدية طهران لانتخابات مجالس البلديات التي ستجرى الجمعة مع الانتخابات الرئاسية، إلى مشاركة الشعب في هذه الانتخابات والانتخابات الرئاسية. وأضاف أن "تياراً يريد توصيل شخص إلى الرئاسة بأي ثمن ولو من خلال إقصاء الناس"، متسائلاً "أين الجمهورية والإسلامية من هذا؟".