استمع إلى الملخص
- **إصرار إيران على الرد**: إيران أكدت أن ردها على اغتيال إسماعيل هنية حتمي، وأن أي رد إسرائيلي سيجلب رداً إيرانياً أقوى، رافضة عروضاً غربية تشمل تنمية العلاقات واستئناف المفاوضات النووية.
- **موقف إيران من الضغوط الأوروبية**: المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أكد رفض طهران للبيان الثلاثي الأوروبي، مشيراً إلى أن الدول الأوروبية لم تتخذ خطوات عملية لوقف الجرائم الإسرائيلية في غزة.
أكدت إيران للأطراف التي تواصلت معها أن ردها حتمي ولن يلغى
رفضت إيران عروضاً أوروبية وأميركية لاستئناف المفاوضات النووية
حذرت طهران من أن أي رد إسرائيلي سيجلب رداً إيرانياً أقوى
أكدت مصادر إيرانية مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن طهران رفضت تحذيرات وعروضاً حول مفاوضات غزة واستئناف المفاوضات النووية لثنيها عن مهاجمة إسرائيل، مشيرة إلى أن أطرافاً أوروبية ووسطاء (بينها وبين الولايات المتحدة) طالبوا إيران بتجنب مهاجمة إسرائيل، لمنح المزيد من الوقت لإنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وأوضحت المصادر أن طهران أبلغت الأطراف بأن المفاوضات في حاجة إلى ضغوط عملية على الاحتلال لوقف الحرب، و"ليس شراء المزيد من الوقت لمواصلتها". وبحسب المصادر ذاتها، لم يكن القرار الأميركي باستئناف المفاوضات، الخميس، ضمن تفاهم مع طهران، والهدف من الخطوة "غير الصادقة" هو ممارسة الضغط لتجنب الردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
ولفتت إلى أن إيران أكدت للأطراف التي تواصلت معها أن ردها "حتمي ولن يلغى"، مشيرة إلى أن الأطراف الأوروبية والغربية باتت على قناعة بحتمية الرد، وأصبحت تطالب بالحد من نطاقه وشدته. وإذ تحدثت عن أن الأطراف الأوروبية والأميركية استخدمت سياسة العصا والجزر في اتصالاتها مع طهران لثنيها عن مهاجمة إسرائيل، أشارت إلى أن هذه الأطراف قدّمت عروضاً تشمل تنمية العلاقات الإيرانية الأوروبية، واستئناف المفاوضات الرامية إلى رفع العقوبات "بشكل أكثر جدية" من قبل. وأكدت المصادر أن الجانب الإيراني رفض التحذيرات والعروض "غير الجادة" معاً حول مفاوضات وقف إطلاق النار، واستئناف المفاوضات النووية، وغيرها. وفي ظل المخاوف من توسّع رقعة الصراع في المنطقة وتحوّله إلى حرب شاملة، قالت المصادر إن طهران أكدت للأطراف التي تواصلت معها أنها تريد فقط تأديب الكيان الصهيوني على تجاوزه الخطوط الحمراء، ولا تسعى إلى حرب، لكنها أبلغت أميركا وأوروبا أن أي رد إسرائيلي على الهجوم سيجلب رداً إيرانياً أقوى. وبحسب المصادر، أبلغت إيران الأطراف الأخرى بأن أي تدخل أميركي أو غربي في أي هجوم إسرائيلي سيؤدي إلى إشعال حرب شاملة في المنطقة، لافتة إلى أن تكثيف الاتصالات الأوروبية المباشرة خلال الأيام الأخيرة جاءت بعد فشل الأطراف الوسيطة بين الإدارتين الإيرانية والأميركية في إقناع إيران بعدم مهاجمة إٍسرائيل.
وفي سياق الاتصالات الأوروبية المكثفة مع إيران لإقناعها بعدم الرد على اغتيال هنية، أجرى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، فيما أكدت الخارجية الإيرانية في بيان اليوم الثلاثاء، رفض الضغوط الأوروبية بتجنب الردّ، مصوبة على ضرورة العمل على وقف الحرب على غزة.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الثلاثاء، رفض طهران البيان الثلاثي للترويكا الأوروبية، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الصادر أمس الاثنين، الذي حذر إيران من مهاجمة إسرائيل. وقال كنعاني في بيان، إن الدول الأوروبية الثلاث تصدر بيانها في وقت يرتكب الاحتلال الإسرائيلي أنواع الجرائم الدولية بدعم الدول الغربية، منها حرب الإبادة والجرائم الحربية ضد الشعب الفلسطيني العزل، مؤكداً أن عدم معاقبة الاحتلال زاده جرأة ووقاحة في ارتكاب أبشع الجرائم. وأضاف أن الدول الغربية، بما فيها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، "لم تتخذ أي خطوة عملية ومؤثرة" لوقف الجرائم الإسرائيلية في غزة، مشيراً إلى أن بيان الدول الأوروبية الثلاث "يطالب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بكل وقاحة، بعدم اتخاذ إجراء تأديبي ورادع ضد الكيان الصهيوني المعتدي على سيادتها وسلامة أراضيها، وذلك من دون تسجيل أي اعتراض على الجرائم الدولية للكيان الصهيوني".
وشدد المتحدث الإيراني على أن مطالبة أوروبا إيران بعدم الرد "لا يعتمد منطقاً سياسياً ويتعارض مع قواعد القانون الدولي"، قائلاً إنه يمثل "دعماً علنياً وعملياً لمصدر الجرائم الدولية والإرهاب في المنطقة، ومكافأة الآمرين والمتورطين في حرب الإبادة وجرائم الحرب، وجريمة ضد الإنسانية والإرهاب، وحثهم على مواصلة ذلك".
إلى ذلك، ذكّر بزشكيان في مباحثاته مع ستارمر، بالصمت الأوروبي والغربي والدولي تجاه الجرائم غير المسبوقة التي يرتكبها الاحتلال في غزة بدعم دول غربية، مشيراً إلى أن هذا الصمت والدعم "غير مسؤول، ويتعارض مع القواعد الدولية، ويحفز الكيان الصهيوني على استمرار جرائمه، وتهديد السلام والأمن الإقليميين والعالميين". وأكد بزشكيان أن "الحرب في أي نقطة في العالم ليست في مصلحة أي دولة"، مشدداً على أن "الرد التأديبي على المعتدي من حق الدول القانوني، وهو حل لوقف الجريمة والعدوان"، مرحباً بالعمل على تطوير العلاقات الثنائية مع بريطانيا، وبدء المفاوضات النووية، مشيراً إلى أن "قيام الطرفين بتنفيذ جميع تعهداتهما شرط لنجاح هذه المفاوضات". من جهته، أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مباحثاته مع بزشكيان، ضرورة إنهاء الحرب على غزة، والبدء سريعاً بإرسال المساعدات إلى سكانها، داعياً طهران إلى المساعدة في تحقيق ذلك. وأعلن ستارمر استعداد بلاده لتوسيع العلاقات مع إيران في عهد بزشكيان، معرباً عن أمله في بدء سفيري البلدين مهمتهما سريعاً.