استمع إلى الملخص
- تصريحات قيادية وتصعيد سياسي: أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن مشكلات المنطقة تعود لتدخل الغرب، وتوعد الرئيس الإيراني برد مدمر على أي خطأ إسرائيلي، مع تأكيدات من وزارة الدفاع بردود أقوى.
- تحركات دبلوماسية وتأكيدات عسكرية: توجه الرئيس الإيراني إلى قطر لتعزيز العلاقات ومناقشة التحديات الإقليمية، وأكد وزير الدفاع نجاح عملية "الوعد الصادق 2" بنسبة تفوق 90%، مع التزام إيران باستقرار المنطقة.
استعدادات إيرانية عسكرية ومدنية وسط حديث عن نجاح هجوم الثلاثاء
استبعدت مصادر إيرانية توجه الأوضاع نحو حرب
عراقجي: ردنا في حال رد الكيان الصهيوني سيكون أكثر صعوبة وقوة
رافق تنفيذ إيران هجماتها الصاروخية المكثفة، مساء أمس الثلاثاء، وعيد وتهديد في البيانات والتصريحات العسكرية والسياسية بـ"رد أقوى ومدمر" على أي رد إسرائيلي، واستمرّ هذا السلوك الإيراني اليوم الأربعاء أيضاً، وسط استعدادات جارية لهذا الرد، عسكرية ومدنية، والحديث عن نجاح هجمات مساء الثلاثاء في تحقيق أهدافها.
وذكرت مصادر إيرانية مطلعة فضّلت عدم نشر هويتها لـ"العربي الجديد"، أن القوات المسلحة الإيرانية أعدت خطة لتنفيذ "عدة جولات متلاحقة" من الهجمات الأخرى "الأكثر كثافة وشدة" في حال ردِّ الاحتلال، مشيرة إلى اتخاذ "إجراءات وتدابير صارمة" في مقرات حساسة، تحسباً لأي رد و"لن يتأخر الرد الواسع" على أي اعتداء إسرائيلي.
وفيما استبعدت هذه المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، توجه الأوضاع نحو حرب، أكدت أن البلاد عبر عدة قنوات "وجهت تحذيرات كافية لأطراف دولية وإقليمية بأن أي تدخل لصالح الكيان الصهيوني سيشعل المنطقة". وأضافت أن هذه التحذيرات شملت بالإضافة إلى الولايات المتحدة "دولة جارة للأراضي المحتلة ودولاً خليجية وغير خليجية جارة لإيران"، من دون الكشف عن أسمائها، وحذرتها من "السماح بعبور المقاتلات الإسرائيلية من أجوائها في أي رد محتمل". إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم منظمة الطيران المدني الإيرانية جعفر يازرلو أن المنظمة ألغت جميع الرحلات داخل البلاد حتى الساعة الخامسة من فجر الخميس للحفاظ على أمنها بسبب ظروف المنطقة.
من جهته، أكد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي اليوم الأربعاء في لقاء مع نخب إيرانية، قائلاً: "نحن اليوم في عزاء لاستشهاد السيد حسن نصر الله"، مضيفاً أن رحيله حادث جلل لا يُستهان به. ولفت إلى أنه سيتحدث قريباً عن تطورات غزّة ولبنان، مؤكداً أنّ أساس مشكلات المنطقة يعود إلى حضور الولايات المتحدة ودول أوروبية، مشيراً إلى أنهم "يتظاهرون في الحديث عن السلم والهدوء ويكذبون". وأضاف خامنئي أن هذه الدول إذا خرجت من المنطقة "ستنتهي المواجهات والحروب بشكل كامل دون أي شك"، مؤكداً أن دول المنطقة يمكنها إدارة منطقتها بنفسها بسلام وأمن.
من جهته، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الأربعاء، خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي، أن بلاده لن تتساهل في عزتها وكرامتها مع أحد، متوعداً بأنه "إذا ارتكب الصهاينة أي خطأ، ردنا سيكون أكثر قوة وتدميراً"، ومشيراً إلى أن "القوات المسلحة أثبتت أن القبة الحديدة أهون من الزجاج".
كذلك خرجت تصريحات رسمية سياسية وعسكرية في إيران، اليوم الأربعاء، تؤكد استعداد إيران للرد على إسرائيل، حيث قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، في جلسة علنية بالبرلمان، إن بلاده جهزت نفسها "لجنون محتمل للكيان الصهيوني"، مضيفاً أنه "خُطِّط لبرنامج غير متوقع، وردنا المقبل سيكون في مستوى مختلف". وأردف: "الكيان الصهيوني سيتجه نحو الانهيار إذا اعتدى على إيران".
وخاطب الولايات المتحدة بدعوتها إلى لجم "كلبها المسعور لكي لا يضر بنفسه وبصاحبه"، مضيفاً أن "العدو أراد التعويض عن هزائمه الاستراتيجية بهجمات تكتيكية"، مؤكداً "أننا في جميع الظروف نطيع أي قرار حكيم وشجاع سيصدر عن قائد الثورة الإسلامية" علي خامنئي. من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الإيرانية في بيان أنه "إذا ارتكب الكيان الصهيوني وحُماته أي خطأ في الحسابات، ستكون ردودنا القادمة بضربات أقوى وأكثر إيلاماً".
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأربعاء، على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية، أن "ردنا في حال ردّ الكيان الصهيوني سيكون أكثر صعوبة وقوة"، مشيراً في تصريحات لوسائل الإعلام إلى أنه "قد حققنا جميع أهدافنا في عملية الليلة الماضية، ولم نستهدف أي هدف مدني". وأوضح أنه "أبلغنا وزراء خارجية والجانب الأميركي عبر السفارة السويسرية بألا يتدخلوا"، مؤكداً أن "سياستنا دعم حزب الله والمقاومة، هو خطاب وقضية ولا يرتبط بالأشخاص". وقال عراقجي إن "95 من صواريخنا وصلت إلى أهدافها وفشلوا في رصدها".
غير أن عراقجي، في تصريحاته صباح اليوم الأربعاء، توقع أن "تشهد المنطقة بالتدرج خلال الأيام المقبلة نوعاً من الاستقرار"، نافياً أن تكون بلاده قد أبلغت أميركا بالهجوم قبل تنفيذه، وأكد أنه "لم تكن هناك أي رسائل متبادلة قبل الهجوم وبعده. وجهنا تحذيراً عبر سويسرا لنقله إلى الأميركيين". إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إن العملية كانت "ناجحة"، رافضة تصريحات إسرائيلية وأميركية قللت من أهمية الهجوم، وأوضحت أن الحكومة اليوم في اجتماعها ناقشت العملية وتلقت تقريراً مفصلاً عنها، داعية الإيرانيين إلى الحفاظ على الهدوء، وأكدت أن إيران "دائماً تريد السلام، لكن من يتجاوز حده فسنقف في وجهه ونرد".
كذلك، قال وزير الدفاع الإيراني عزيز نصيرزادة، اليوم الأربعاء، إن عملية "الوعد الصادق 2" "كانت ناجحة بنسبة تفوق 90%"، مضيفاً أن العملية كانت تتوافق تماماً مع القوانين الدولية، ولفت إلى أن الصواريخ التي أطلقت كانت تتمتع بتقنية عالية الدقة لتخطي الرادارات والدفاع الجوي للعدو، وفق وكالة إرنا الرسمية.
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أن طهران "ملتزمة استقرار المنطقة، لكنها تتصرف بحزم ضد المعتدين"، مضيفاً أن "على الكيان الصهيوني وداعميه أن يعلموا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستطبق ما تقوله، وشدد على أنها "لن تبقي أي مغامرة وتصرف غير محسوب ضد سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلامة أراضيها وأمنها من دون رد".
بزشكيان إلى قطر
إلى ذلك، توجّه بزشكيان، ظهر اليوم الأربعاء، في خطوة ملفتة للنظر، إلى دولة قطر تلبية لدعوة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للمشاركة في منتدى حوار التعاون الآسيوي. وقال بزشكيان، في تصريحات من مطار مهرأباد في طهران قبيل التوجه إلى الدوحة، إن "الكيان الصهيوني إذا لم ينهِ جرائمه، فردنا سيكون أقوى"، مضيفاً أن زيارته تهدف إلى تحقيق هدفين؛ الأول إجراء مباحثات مع قادة قطر، وتعزيز العلاقات معها، وإبرام اتفاقيات، وثم بحث التعاون والحوار في منتدى الحوار الآسيوي، مشيراً إلى أنه سيجرى مباحثات مع قادة دول آسيوية بشأن أزمة المنطقة، وجرائم الاحتلال الإسرائيلي، وعدم التزامه بالقوانين الدولية، واستهداف المدنيين الأبرياء.
وأعلن أنه سيسعى خلال مباحثاته في قطر، الوصول مع قادة آسيويين إلى لغة مشتركة في مواجهة التحديات والتهديدات. وأضاف أن "القوات المسلحة الإيرانية أثبتت أن القبة الحديدية أهون من الزجاج".