قال نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حميدتي" إن تهديدات شركائهم المدنيين في السلطة الانتقالية بالعودة للشارع، والتلويح بالمجتمع الدولي، لن تخيفهم كعسكرين.
جاء ذلك في كلمة له، اليوم السبت، في مناسبة اجتماعية بمنطقة شرق النيل، ونشرتها الصفحة الرسمية لحميدتي على "فيسبوك"، شن فيها جام غضبه على المكون المدني، وتعهد بعدم الجلوس معهم مرة أخرى في أي اجتماع، إلا بعد وفاق جديد بين المكونين، مؤكداً أن الكيل قد طفح بهم، من تصرفات المدنيين في السلطة الانتقالية.
ومنذ الثلاثاء الماضي، تدور معركة كلامية بين العسكر والمدنيين، شارك فيها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه دقلو من جهة العسكر، ومن جانب المكون المدني رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وعدد من الوزراء وقيادات تحالف الحرية والتغيير الحاكم، ما أثار قلقاً كبيراً حول مصير المرحلة الانتقالية في البلاد.
ونفى حميدتي في كلمته الاتهامات التي أطلقها المكون المدني للمكون العسكري بالتخطيط لانقلاب عسكري، مبيناً أن المحاولات الانقلابية تستهدفهم بالقتل كعسكريين قبل غيرهم، كما نفى مسؤوليتهم عن السهولة الأمنية، لتسهيل الانقلابات، ووصف تلك الاتهامات بـ"النفاق"، وأوضح حميدتي أنهم باستطاعتهم إخراج السودانيين للشارع للحصول على دعم، بمثل ما يلوح المدنيين بالعودة للشارع لتقوية موقفهم.
وطالب حميدتي المجتمع الدولي بتحديد موقفه بوضوح تام، وهل هو يدعم أحزاباً بعينها، أم يدعم الشعب السوداني، مبيناً أنهم سيكون لهم حديث بعد ذلك.
وكانت عدد من الدول والمنظمات الدولية قد دانت المحاولة الانقلابية الأخيرة، على رأسها الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي، التي ذكرت أنها تساند المدنيين لإنجاح التحول الديمقراطي في البلاد، بينما وجه الرئيس الأميركي جو بايدن الدعوة لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك للمجيء للبيت الأبيض تأكيداً لإظهار دعمه له.
وذكر حميدتي أن كل الهجوم على المكون العسكري لأنه طالب بالوفاق وهو ما رفضه المكون المدني بحجة انتماء كل الأحزاب السياسية لفلول النظام السابق، وكشف عن تقديمه استقالته من مجلس السيادة 3 مرات، لكنها لم تُقبل، وأنه على استعداد لتقديمها مرة أخرى، لكنه أكد أنه لن يتنازل عن قيادته لقوات الدعم السريع، ولا جهة تستطيع إرغامه على ذلك، كما توعد بعدم السكوت مرة أخرى على ما يحدث من أخطاء وإخفاقات.
وشهدت الخرطوم خروج العشرات في تظاهرة محدودة رفضاً لما سموه الردة لحكم العسكر، كما أصدرت عدد من التيارات السياسية بيانات تصطف فيها إلى جانب المكون المدني.