بعد يوم واحد من حملة عسكرية ضخمة، وبغطاء جوي للطيران الأميركي، نفذها الجيش العراقي في صحراء الأنبار غربيّ البلاد، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في بغداد، اليوم السبت، بدء حملة عسكرية جديدة تستهدف مناطق وبلدات محاذية للعاصمة، لتعقّب جيوب تنظيم "داعش" الإرهابي وخلاياه، الذي نشط أخيراً في تلك المناطق، ونفذ سلسلة من الاعتداءات الدامية التي راح ضحيتها أفراد أمن ومواطنون.
يأتي ذلك بعد ساعات من اجتماع لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي مع قادة الجيش ومسؤولي الأمن في مناطق عدة بالبلاد، لمناقشة تداعيات الهجمات الأخيرة للتنظيم واستهدافه لخطوط وأبراج نقل الكهرباء.
وقال بيان عسكري عراقي إنه بدعم من طيران التحالف الدولي، باشرت القوات العراقية عملية أمنية واسعة في مناطق شمالي العاصمة بغداد، بمشاركة القوات الخاصة وصنوف أمنية أخرى.
فيما نقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن الناطق العسكري الرسمي، تحسين الخفاجي، قوله إن العملية تنفذ بناءً على معلومات استخبارية مسبقة وتستهدف ملاحقة الخلايا الإرهابية الناشطة في تلك المنطقة (منطقة الطارمية 25 كم شماليّ بغداد) والقضاء على الإرهابيين فيها"، مبيّناً أنّ القوات العراقية "تقوم بإعداد خطط أمنية لمنع تسلل الإرهابيين في المناطق، والحفاظ على أبراج الطاقة من التخريب".
وبحسب سكان محليين وشهود عيان، فقد عزلت القوات العراقية عدداً من المناطق الريفية والبساتين في منطقة الطارمية والمشاهدة والتاجي، وبدأت عمليات تفتيش وبحث واسعة من خلال مئات الجنود المشاركين في العملية.
وأكدوا لـ"العربي الجديد"، أن طيراناً مروحياً كثيفاً يواصل تغطية العملية، وشهدت مناطق العمليات تلاشياً لحركة المواطنين في الشوارع والمحلات التجارية، تحسباً لعمليات اعتقال محتملة.
من جهته، اعتبر عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي مهدي تقي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، العمليات الأمنية والعسكرية المتكررة في العراق أنها "غير كافية للقضاء على خلايا تنظيم داعش"، مبيناً أن المهمة تتطلب "جهداً استخباراتياً مستمراً في تلك المناطق، ولا يختصر الأمن على العمليات فقط".
وأضاف تقي أن "ضبط أمن المناطق الرخوة يحتاج لتعاون أهالي وسكان هذه المناطق مع قوات الأمن، ويجب الاستعانة بهم في الملف الأمني، وخصوصاً المناطق الزراعية منها".
وشدد النائب العراقي على أن "الطيران المسيَّر، وكذلك طيران الجيش، يجب أن يستمرا في طلعاته الجوية بشكل مستمر فوق المناطق الزراعية، وخصوصاً أن هذه المناطق دائماً ما يستخدمها عناصر تنظيم داعش في شنّ هجماته على القوات الأمنية أو المدنيين".