"حماس" تقترح لجنة لـ "تقصّي الحقائق" مع مصر

30 يناير 2014
+ الخط -
غزة - ضياء خليل

أرخى الانقلاب العسكري في مصر بظلاله على العلاقة بين مصر، بعد عزل الرئيس محمد مرسي،  و"حماس" التي تقود الحكومة المقالة في غزة، وساعدت الحملة الإعلامية المصريّة ضد غزة و"حماس"، فضلاً عن الاتهامات الرسمية أخيراً، في تصعيد اللهجة بين الطرفين، وغياب الاتصالات بينهما إلى حد كبير.

ومنذ أطاح الجيش بالرئيس المنتخب محمد مرسي، صارت "حماس" وغزة ضمن "الأعداء" في قاموس الإعلام المصري الخاص تحديداً. غير أن الاتهام الرسمي سرعان ما لحق بالدعاية الإعلامية على لسان وزير الداخلية محمد إبراهيم الذي صرّح في حينه ما مفاده أن الحركة الإسلاميّة موّلت لوجستياً عملية تفجير مقر الأمن في محافظة الدقهلية.

سبقت ذلك قائمة طويلة من الحملات ضد "حماس"، لكن اتهام مرسي بالتخابر معها شكّل عاملاً في تأزيم العلاقة، غير أنّ التدقيق في هذه المسألة لم يقُد إلى أي دليل يثبت علاقة الحركة الإسلامية بالأحداث المصرية.

وفي السياق، تنفي "حماس" ما يُساق مصرياً ضدها بشكل كامل، وترى أنها تأتي في إطار "تضليل الرأي العام المصري، وحرف بوصلة عدائه من إسرائيل إلى غزة والحركة". واللافت أنّ "حماس" أطلقت دعوة تطالب بلجنة "تقصي حقائق" مستقلة لدراسة الاتهامات الموجهة إليها تتألف من دول عدة برعاية جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي للتحقيق في الاتهامات المصرية ضدها. وجاء ذلك في بيان لعضو المكتب السياسي للحركة، عزت الرشق. وأكد في البيان نفسه أنه ليس لدى تنظيمه ما يخفيه أو يخشاه، جازماً بعدم تدخل "حماس" في الشأن المصري الداخلي "لا قبل الثورة ولا خلالها ولا بعدها".

في هذه الأثناء، أكد المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، لـ"الجديد"، أن لا علاقة لحركته بأي من الأحداث الداخلية في مصر، مشيراً إلى أن جميع الاتهامات لا تعدو كونها فبركات يجري تحضيرها في غرف سوداء لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية و"حماس". وتابع أنّ "مروّجي الاتهامات لم يقدموا دليلاً واحداً عليها"، متسائلاً "فكيف يستوي أن يوجه اتهام لشهيد وأسير باقتحام السجون المصرية إبان ثورة يناير، والأول استشهد في العام 2008 والثاني معتقل منذ العام 1996 ولا يزال يقضي حكماً بالسجن 48 مؤبداً؟".

ورأى أبو زهري أنّ الزج بأسماء لقيادات من "حماس" وذراعها العكسري "كتائب عز الدين القسّام"، واتهامهم بالتآمر على مصر، هي "محاولات لتشويه سمعة المقاومة وقادتها خدمةً لإسرائيل"، مجدداً التنويه بأنّ حركته "لم توجه سلاحها إلى شقيق عربي وترفض استخدام اسمها لمحاربة أحد".