دعت قائمة "القدس موعدنا" الانتخابية التابعة لحركة "حماس"، اليوم الثلاثاء، الاتحاد الأوروبي والدول الضامنة لسير العملية الانتخابية، وخاصة مصر وتركيا وروسيا وقطر، إلى "التدخل السريع والجاد للجم الاحتلال ووقف اعتداءاته، والعمل على حماية المسار الديمقراطي الفلسطيني، والضغط على الاحتلال للإفراج عن مرشحي القائمة"، فيما أكدت رفضها تأجيل الانتخابات الفلسطينية العامة.
يأتي ذلك إثر اعتقال قوات خاصة تتبع الاحتلال الإسرائيلي ممثل القائمة في الضفة ناجح عاصي من منزله الليلة الماضية، وبعد أسبوع من اعتقال المرشح في القائمة حسن الورديان من بيت لحم، وسلسلة استدعاءات وتحقيق مع عدد من مرشحي القائمة في الضفة الغربية والقدس، واقتحام منزل الأسير المرشح شاكرة عمارة في أريحا شرقي الضفة الغربية أمس الإثنين، وتهديد ذويه.
واعتبرت قائمة "القدس موعدنا"، في بيان تلاه الناطق باسمها علاء حميدان؛ خلال مؤتمر صحافي في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية؛ أن اعتقال مرشحي القائمة "إن لم يكن في سياق محاولات تعطيل الانتخابات لإبقاء حالة الانقسام؛ فهو في سياق استهداف قائمة "القدس موعدنا" تحديدًا، ومحاولة للتأثير فيها وفي استعدادها وأدائها قبل وأثناء العملية الانتخابية للتأثير في النتائج".
ودعا حميدان المؤسسات الرسمية والوطنية والقانونية والحقوقية والأهلية والفصائل والقوى والقوائم الانتخابية الحزبية والمستقلة، إلى "وقفة وطنية وحدوية قوية لاستنكار ورفض ومواجهة سياسات الاحتلال التي تستهدف مرشحي القائمة".
وقال علاء حميدان: "إن الاستهدافات لم تقتصر فقط على المرشحين، وإنما مست الكثير من أنصار ومؤيدي القائمة، حيث تم استدعاء المئات على مدى الفترة السابقة"، مؤكدًا أن فكرة الانسحاب من الانتخابات بسبب ذلك غير واردة.
وأكدت القائمة، في بيانها، أن "الاحتلال يهدف إلى إبقاء الضفة الغربية في حالة شلل وركود، وهو قلق من إجراء الانتخابات باعتبارها مدخلاً لإنهاء الانقسام وعقد المصالحة، وتجديد الدماء الفلسطينية".
وفي إجابة عن سؤال لـ"العربي الجديد"، قال جمال الطويل، المرشح عن القائمة، إن "تشكيل القائمة حصل في ظروف بالغة التعقيد، لكنها تشكلت بعناصر قوة عديدة، وإنها لقيت رغم ذلك رضًى واسعًا من قواعد حماس".
وحول رأي حركة "حماس" وقائمتها في إمكانية تأجيل الانتخابات عدة أشهر في ظل إجراءات الاحتلال التي من الممكن أن تحول دون إجرائها في القدس، قال الطويل، ردًا على "العربي الجديد": "إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغ رئيس لجنة الانتخابات بأنها ستجري في مواعيدها".
ووصف الطويل التصريحات حول إمكانية التأجيل بأنها "بالونات اختبار ومحاولات لإعطاء (الحزب الحاكم) مبررات إن أراد التهرب من الانتخابات.. الكل الفلسطيني مصرّ على الانتخابات، والحديث عن التأجيل إنما هو للتثبيط".
وأضاف: "أياً كان من يدعو لتأجيل الانتخابات أو إلغائها إنما ينتحر سياسيًا، لأن الشعب الفلسطيني أظهر أنه مع إجرائها من خلال نسبة التسجيل العالية في السجل الانتخابي، ورغم كل المعيقات والتحديات مصرون على إجرائها، لأنها المدخل الإجباري الوحيد لإعادة الوحدة وإنهاء الانقسام".
وأكد الطويل أن "الشعب الفلسطيني مدعوٌّ لصناعة تلك الانتخابات كجزء من الاشتباك مع الاحتلال في القدس"، وقال: "القوائم الـ36 لا بد أن تزحف إلى القدس من أجل تثبيت حقنا".
وطرح الطويل خيارات أخرى، مثل إجراء عملية الاقتراع في ممثليات الدول الصديقة كتركيا وروسيا والاتحاد الأوروبي، أو وضع الصناديق في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
وحول اجتماع الفصائل في رام الله أمس، قال الطويل للصحافيين إنه لم تتم دعوة قائمته، و"لكنها تلبي أية دعوة لرأب الصدع وتثبيت الجبهة وعلى قاعدة مواجهة الاحتلال".
وروت زوجة المرشح ناجح عاصي عملية اعتقاله ليلة أمس، مؤكدة أنها وزوجها كانا في الخارج، وفور عودتهما لاحظا أن المكان مراقب بمركبات معتمة للقوات الخاصة الإسرائيلية، ليتم اقتحام المنزل بعد دقائق من دخولهما إليه، وسط صراخ من جنود الاحتلال الذين قاموا فورًا بتقييد يدي زوجها والصراخ عليها، وإخراج أبنائها من الغرف وتفتيشها.