دعت حركة "حماس"، اليوم الخميس، السلطة الفلسطينية إلى عدم المشاركة في اجتماع شرم الشيخ الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، وعدّت المشاركة "استهتاراً بدماء شعبنا وتضحياته".
واستهجن الناطق باسم "حماس" حازم قاسم، في تصريح وزع على وسائل الاعلام، "إعلان السلطة الفلسطينية مجدداً عزمها على المشاركة في اجتماع أمني آخر بمشاركة الكيان الصهيوني، والمقرّر عقده في شرم الشيخ في الأيام المقبلة".
وقال قاسم إنّ ذلك "يُعدّ استهتاراً بدماء شعبنا الفلسطيني المستباح على يد جيش الاحتلال، ومستوطنيه الفاشيين، ومحاولةً صهيونية لضرب الحالة الثورية المستمرة والمتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة".
ودعا السلطة الفلسطينية إلى العدول عن قرارها في المشاركة في هذا الاجتماع "الذي لا يخدم إلا أجندة الاحتلال في تعزيز سطوته وسيطرته على أرضنا"، ودعاها كذلك لـ"وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، ولعدم المراهنة على سراب الوعود الأميركية، وللانحياز إلى الإجماع الوطني وإرادة شعبنا الفلسطيني في المقاومة حتى دحر الاحتلال الفاشي عن كامل ترابنا الوطني، وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس".
وكانت مصادر كشفت، لـ"العربي الجديد"، أمس الأربعاء، أنّ لقاءات جرت وستجري بين مسؤولين فلسطينيين، وآخرين إسرائيليين وأردنيين، في سياق تحضير السلطة الفلسطينية للمشاركة في قمة "شرم الشيخ" الأمنية الخماسية التي تضم مصر، والأردن، والسلطة الفلسطينية، وإسرائيل، والولايات المتحدة الأميركية، والمزمع عقدها الأحد المقبل.
وبحسب مصدر مطلع لـ"العربي الجديد"، فإنّ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، سيسافر إلى العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الخميس، لتنسيق المواقف مع المسؤولين الأردنيين بشأن المشاركة في المؤتمر الأمني في شرم الشيخ المصرية في 19 من الشهر الحالي.
"المقاومة الشاملة لتحرير فلسطين"
في سياق آخر، جدّدت الحركة في بيان بمناسبة "أسبوع الشهداء"، تمكسّها بـ"خيار المقاومة الشاملة سبيلاً للدفاع عن الشعب الفلسطيني، وانتزاع حقوقه الوطنية بتحرير الأرض والمقدسات، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".
ولفتت إلى أنّ "العدو واهم أنّه باستهداف قادة شعبنا وأبطاله ورموزه وشبابه الثائر، سيقضي على جذوة المقاومة وروح النضال التي تسري في أجيال شعبنا المتعاقبة، فارتقاء الشهداء لن يزيدهم إلا مزيداً من التمسّك بأرضهم وثوابتهم وهُويتهم ومقدساتهم".
وأشارت إلى أنّ "استمرار الاحتلال في احتجاز جثامين شهدائنا الذين ارتقوا خلال عمليات بطولية، وجثامين أسرانا الذين قتلوا تحت التعذيب في سجونه، يُعدّ جريمة نكراء تكشف جزءاً من إرهابه وساديته بحق أبناء شعبنا"، وطالبت المؤسسات الحقوقية والإنسانية في العالم بالضغط على الاحتلال للإفراج عنها، من أجل تشييعها ودفنها في ثرى الوطن في مواكب تليق بمكانتهم وكرامتهم.
وأشادت كذلك بما سمتها "مظاهر الاحتضان الدائم والاحتفاء بشهدائنا الأبرار، عبر الحشد والمشاركة الفاعلة في تشييع جثامينهم الطاهرة، وإدامة الاقتداء بسيرهم ومسيرتهم، واتخاذهم نماذج يُقتدى بها في المقاومة والتضحية والفداء، وتعزيز التضامن مع أسرهم وعوائلهم".
ودعت "جماهير شعبنا إلى مواصلة ملاحم الصمود والتصدّي لجرائم الاحتلال وانتهاكاته المتصاعدة"، وقالت: "نشدّ على أيادي شبابنا الثائر في عموم الضفة والقدس وأراضينا المحتلة، إلى الاشتباك مع العدو بكل الوسائل، دفاعاً عن أرضنا وقدسنا وأقصانا، وإفشالاً لكل مخططاته العدوانية".
وكذلك دعت الحركة "أمتنا العربية والإسلامية، بكل مؤسساتها وأطرها الرّسمية والشعبية، إلى التحرّك الجاد والفاعل، في برامج وفعاليات تضامنية مستدامة، سياسياً وإعلامياً وإنسانياً، تعزّز صمود شعبنا، وتدعم نضاله في مواجهة الاحتلال وحكومته العنصرية الفاشية".