حماس: ألمانيا تقدم غطاءً لإسرائيل لارتكاب مزيد من جرائم الإبادة في غزة

17 أكتوبر 2024
آثار الدمار عقب غارات على دير البلح وسط قطاع غزة، 4 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اتهمت حماس ألمانيا بدعم إسرائيل في ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، بعد تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية التي دعمت تدمير الإرهابيين، واعتبرت حماس ذلك خرقاً لاتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948.

- دعت حماس محكمة العدل الدولية لاستخدام تصريحات الوزيرة كدليل على مشاركة ألمانيا في الحرب، وطالبت بوقف صادرات الأسلحة الألمانية لإسرائيل، خاصة مع زيادة مبيعات الأسلحة مؤخراً.

- واجهت تصريحات بيربوك انتقادات واسعة، حيث استنكرت المقررة الأممية دعم ألمانيا لإسرائيل، وانتقد زعيم حزب "البديل من أجل ألمانيا" تقديم شحنات أسلحة إضافية لإسرائيل.

اتهمت حركة "حماس"، مساء الأربعاء، ألمانيا بتقديم غطاء لإسرائيل لمواصلة جرائم الإبادة الجماعية بقطاع غزة، بعد تصريحات مثيرة للجدل لوزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك. وكانت وزيرة الخارجية الألمانية قد قالت في كلمة في جلسة عقدت في الجمعية الاتحادية الألمانية، في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بمناسبة الذكرى الأولى لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إن "الدفاع عن النفس يعني بالطبع تدمير الإرهابيين، وليس مهاجمتهم فقط"، زاعمة أن حماس تختبئ في التجمعات المدنية والمدارس. وأضافت: "لهذا السبب أوضحت للأمم المتحدة أن المناطق المدنية قد تفقد أيضاً وضعها المحميّ، بسبب إساءة استخدامها من قبل الإرهابيين". 

وتعقيباً على ذلك، قالت "حماس" عبر بيان، إن "هذا التصريح الوقح (من بيربوك) يُعد خرقاً فاضحاً وانتهاكاً صريحاً لاتفاقية 1948 لمنع الإبادة الجماعية، واعترافاً واضحاً وصريحاً بالمشاركة في دعم الاحتلال في عدوانه المتواصل". وحذرت "حماس"، في بيانها اليوم، من أن تصريح بيربوك يُقدم "غطاءً لجيش الاحتلال الصهيونازي لارتكاب مزيد من جرائم الإبادة الجماعية ضد أبناء شعبنا من المدنيين العزل من الأطفال والنساء والمسنين والمرضى".

وعبّرت عن بالغ استهجانها لهذا التصريح الذي يكشف عن "عقلية صهيونازية متجردة من كل القيم والمبادئ الإنسانية، ويفضح حقيقة الموقف الألماني الداعم والمشارك في جرائم التجويع والتعطيش والإبادة الجماعية ضد شعبنا في غزة". وحمّلت الحركة الفلسطينية الحكومة الألمانية "المسؤولية الكاملة عن العواقب الخطيرة لهذا التصريح، وتداعياته السياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية".

ودعت "حماس" محكمة العدل الدولية إلى "اتخاذ تصريح الوزيرة الألمانية دليلاً إضافياً على مشاركة حكومتها في حرب الإبادة الجماعية" الإسرائيلية بغزة. وطالبت في هذا الصدد محكمة العدل بـ"التراجع عن رفضها الدعوى التي رفعتها نيكاراغوا ضد ألمانيا، بتهمة انتهاك اتفاقية 1948 لمنع الإبادة الجماعية بتزويدها الاحتلال الصهيوني بأسلحة تستخدمها في عدوانها المتواصل على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، والبدء الفوري في اتخاذ إجراءات طارئة لإجبار ألمانيا على وقف صادرات أسلحتها إلى الكيان الصهيوني".

ورغم حرب الإبادة على غزة المتواصلة منذ أكثر من عام، زادت ألمانيا، وهي ثاني مصدر للأسلحة لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، مبيعاتها من الأسلحة والمعدات العسكرية لتل أبيب في الأسابيع الأخيرة. وفي هذا الصدد، أكد المستشار الألماني أولاف شولتز، أمام برلمان بلاده الأربعاء، أنهم سيواصلون "تقديم الدعم بالأسلحة والذخيرة لإسرائيل"؛ بدعوى أنهم يريدون "جعل إسرائيل دولة يمكنها دائماً الدفاع عن نفسها".

ولاقى تصريح بيربوك أمام الجمعية الاتحادية الألمانية انتقادات واسعة النطاق، إذ استنكرت المقررة الأممية المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، دفاع بيربوك عن قصف إسرائيل أماكن نزوح المدنيين الفلسطينيين في غزة، محذرة من التداعيات القانونية لدعم دولة ترتكب جرائم دولية. وقالت ألبانيز عبر منصة "إكس" الثلاثاء، إنه يجب على الوزيرة الألمانية أن "تشرح كيف أضفت الشرعية على المجازر" الإسرائيلية في غزة. وتابعت: "إذا قررت ألمانيا الوقوف إلى جانب دولة ترتكب جرائم دولية، فهذا خيار سياسي، لكن له أيضاً عواقب قانونية، وحيثما فشلت السياسة بشكل مثير للاشمئزاز، فلتسُد العدالة".

وانتقد زعيم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني، تينو شروبالا، بشدة إعلان المستشار الألماني أولاف شولتز تقديم شحنات أسلحة إضافية إلى إسرائيل. وفي كلمة له في البرلمان، اتهم شروبالا الحكومة الألمانية، قائلاً: "من خلال شحنات الأسلحة التي تقدمونها إلى إسرائيل، تقبلون بتجريد جميع المدنيين الذين قتلوا على الجانبين من إنسانيتهم. أنتم لا تساهمون في التهدئة، بل إنكم تسكبون مزيداً من الزيت على النار".

وأضاف أن الحكومة الألمانية تعتقد أنها "يمكنها حل النزاعات في الشرق الأوسط عبر شحنات الأسلحة". ورأى شروبالا أنه "لا يجب أن يكون هناك تسليم أسلحة ألمانية لأي طرف من أطراف النزاع"، غير أنه أكد مع ذلك حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وأشار شروبالا إلى أن ألمانيا تورد الأسلحة وتفترض أن أحد الأطراف سينتصر في الشرق الأوسط في نهاية المطاف، واعتبر أن هذا التقييم "قصير النظر"، لافتاً إلى أن "أكثر من عشرة آلاف طفل قُتِلوا في الصراع بالفعل".

المساهمون