أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق، عزمها على تدويل ملف الهجمات الصاروخية المتكررة التي تطاول الإقليم، وذلك في أول رد فعل من نوعه، مؤكدة اتخاذ إجراءات عسكرية وتعزيز المنطقة بقوات إضافية لضبط الأمن ومنع تلك الهجمات.
وخلال الأسابيع الأخيرة تعرضت منشآت نفطية في الإقليم لهجمات صاروخية متكررة، باتت تشكل خطراً على عمل الشركات الأجنبية المستثمرة في الإقليم، التي قد تنسحب من جراء عدم توفير أجواء آمنة لعملها.
وعبّر رئيس حكومة الإقليم، مسرور البارزاني، عن قلقه من "تكرار الهجمات في الأشهر الأخيرة على الشعب والبنية التحتية العامة"، مؤكداً في بيان صدر في وقت متأخر من ليل أمس، أن "الجبناء الذين ينفذون تلك الهجمات لجأوا إلى الاعتداءات الإجرامية، لأنهم فقدوا تعاطف الرأي العام في باقي أنحاء البلاد، وبدلاً من التركيز على المستقبل والتكامل الاقتصادي مع بقية العالم لخلق فرص عمل للشباب؛ تطلق تلك الجماعات الخارجة عن القانون صواريخ على قرانا وعلى المدنيين عامة".
أصدر رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، بياناً بشأن الهجمات الصاروخية المتكررة على البنية التحتية لإقليم كوردستان.https://t.co/ArpIwlCFZQ
— Kurdistan Regional Government (@Kurdistan) June 26, 2022
وأكد البارزاني أنه بحث هاتفياً "مع الشركاء السياسيين الرئيسيين في إقليم كردستان وبغداد، إلى جانب أصدقائنا في الخارج، الملف"، مبيناً "خلال مكالمتي مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، شددت على الحاجة إلى تشكيل قوة مشتركة من البشمركة والقوات العراقية لملء أي فراغ قائم في المناطق المتنازع عليها، التي تستخدمها الجماعات الخارجة عن القانون لزعزعة استقرار البلاد بأسرها بشكل متهور. وشرحت له أن الهجمات تهدد الاستقرار والمناخ الاستثماري للبلاد، ودعوته إلى اتخاذ إجراءات علنية وعملية لكبح جماح تلك المجاميع".
وأشار إلى "بحث الملف أيضاً مع منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط وشمالي أفريقيا بريت ماكغورك، إذ يجب أن يظل أصدقاؤنا الأميركيون وكل مستثمر ملتزمين، وعدم الاستسلام إلى الخوف"، مشدداً على أنّ "في الأيام القليلة المقبلة، سأحث أصدقاءنا وشركاءنا الدوليين، ومجلس الأمن الدولي على تجديد الجهود مع أربيل وبغداد وإيجاد سبل لنا على حد سواء للحماية من المزيد من الهجمات الإرهابية".
وأضاف: "وجهت وزيري شؤون البشمركة والداخلية لاتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية البنية التحتية العامة الحيوية ومنشآت النفط والغاز"، مؤكداً "اتفقنا على تعزيز المنطقة بقوات إضافية، وستتم مراجعة المزيد من الإجراءات في الأيام المقبلة".
ولفت إلى أن "حكومة الإقليم ستدافع عن الاستثمارات وتحميها في قطاع النفط والغاز وجميع البنية التحتية العامة، وأوضحت أن أي هجوم على كردستان في أي مكان هو اعتداء على كل كردستان وشعبها"، داعياً الشعب إلى "البقاء حازماً، إذ إن الهجمات جزء من جهد منسق لردعنا عن خططنا الاستراتيجية والبرنامج الإصلاحي، وهي بالتأكيد لن تزعزع صمودنا".
ومنذ إبريل/نيسان الماضي، بدأت الهجمات تتكرر في الإقليم، إذ تعرضت مصفاة كوركوسك، وهي أكبر مصفاة للنفط في المنطقة، وتقع شمال غرب أربيل، لهجوم صاروخي، تبعته هجمات أخرى، كان آخرها الأسبوع الفائت، إذ تعرض حقل كورمور الغازي في قضاء جمجمال التابع لمحافظة السليمانية، في المحور القريب من محافظة كركوك، الذي تستثمر فيه شركة دانة غاز الإماراتية، لهجمات ثلاث تتابعت على مدار أربعة أيام.
وفي وقت سابق من يوم أمس الأحد، أدانت وزارة الخارجية الأميركية، الهجمات على حقل غاز كورمور، معتبرة أنها تهدف إلى تقويض الاستقرار الاقتصادي وتحدي السيادة العراقية، وزرع الانقسام والترهيب، داعية إلى التحقيق في هذه الهجمات ومحاكمة المسؤولين عنها.
ولم تربط حكومة الإقليم ملف التدويل ببغداد، إذ سبق أن طالبتها الأولى بتدويل الهجوم الصاروخي الإيراني على أربيل منتصف مارس/آذار الماضي، الذي تبعه تأكيد من الحرس الثوري الإيراني الذي تبنى رسمياً القصف، أنه "استهدف مركزاً استراتيجياً للصهاينة في أربيل"، إلا أن ضغوطاً تعرضت لها حكومة بغداد حالت دون أي تحرك للتدويل.
The repeated rocket and mortar attacks directed at the oil and gas infrastructure in the Iraqi Kurdistan Region are designed to undermine economic stability, sow division, and intimidate. They must be investigated and those responsible prosecuted. https://t.co/SzU0vUl4TQ
— Ned Price (@StateDeptSpox) June 26, 2022
وكان القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، هوشيار زيباري، قد اعتبر في وقت سابق، أن تلك الهجمات تؤكد حقيقة أن القوى المليشياوية في بغداد تريد تركيع إقليم كردستان وإخضاعه لسلطانها.