حكومة النظام السوري تستدعي محافظ السويداء إثر الاحتجاجات الأخيرة: كبش فداء؟

07 ديسمبر 2022
لا يزال مصير محافظ السويداء مجهولاً (رويترز)
+ الخط -

استدعت حكومة النظام السوري محافظ السويداء بسام باسيك إلى مقرها في دمشق، وسط تساؤلات عن مصيره إثر الاحتجاجات الأخيرة في المحافظة، في حين طرد أهالي في بلدة الثعلة دورية للشرطة العسكرية الروسية انتشرت في البلدة بشكل مفاجئ أمس الثلاثاء، رفقة عناصر من أمن النظام.

وقالت مصادر مطلعة من دمشق، لـ"العربي الجديد"، إن حكومة النظام السوري استدعت محافظ السويداء بسام باسيك إلى مقرها في دمشق بعد هروبه مع عائلته من مدينة السويداء إثر احتجاجات تخللها اقتحام مبنى المحافظة وإحراق مجموعة من محتوياته، بينها وثائق.

وأوضحت المصادر، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، أن مصير المحافظ ما يزال مجهولاً، وأنه من المتوقع أن يكون المحافظ "كبش فداء" من قبل رئيس الحكومة، وقد تجرى إقالته وتحميله المسؤولية، خاصة أن هناك أنباء تتحدث عن ضلوع مسؤولين في الحكومة، على رأسهم رئيسها حسين عرنوس، بملفات فساد متعلقة بالخدمات في محافظة السويداء.

وفي السياق، ذكرت مصادر محلية من السويداء أن المحافظ باسيك تم تعيينه في السويداء بعد نجاحه في التعاطي مع ملفات الخدمات، وخاصة المياه في محافظة حمص، مشيرة إلى أن المحافظ بدأ فعلياً بحلّ أزمة المياه في المحافظة، إلا أنه اصطدم بملفات فساد لمتنفذين كبار في النظام السوري، الأمر الذي يرجح أن يكون إخلاء مبنى المحافظة وإحراقه كان متعمداً من قبل هؤلاء المتنفذين، الذين استغلوا الحراك الشعبي من أجل إحراق الملفات التي قد تدينهم.

وكانت مدينة السويداء قد شهدت الأحد الماضي احتجاجات تطورت إلى اشتباك مع أمن النظام واقتحام مبنى المحافظة وإحراق وتدمير جزء من محتوياته، ومقتل شخصين وجرح 18 آخرين من المحتجين وقوات النظام.

وجاءت الاحتجاجات على خلفية الأزمات التي تعيشها مناطق سيطرة النظام السوري عموماً من أزمات اقتصادية ومعيشية متردية على كافة المستويات. وشهدت السويداء سابقاً مظاهرات مماثلة، لكن الواقع لم يتغير ويزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

طرد دورية روسية

إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن دورية للشرطة العسكرية الروسية دخلت رفقة عناصر من قوات النظام السوري مساء أمس إلى بلدة الثعلة غربي السويداء قادمة من ريف درعا المجاور، حيث انتشر جنودها في البلدة بمحيط مبنى بلدية الثعلة، وجرت مشادات كلامية مع مجموعة من أهالي البلدة طالبت الجنود الروس بالخروج منها.

وأوضحت المصادر أن الدورية الروسية تجمعت وانسحبت من البلدة رفقة دورية من فرع المخابرات الجوية التابع للنظام بهدف تلافي تطور الأمور، حيث كانت المجموعة المحتجة تصف الجنود الروسي بـ"المحتلين".

ونقلت شبكة "السويداء 24" أن سبب احتجاج الأهالي على الدورية الروسية هو تعاملها بـ"فوقية" و"هنجعية" ودخولها للبلدة مدججة بالسلاح، وهو ما اعتبره الأهالي إهانة لهم، ونقلت عن رئيس بلدية الثعلة قوله إن الدورية الروسية كانت "وفداً جاء فقط للاستفسار عن الأحداث الأخيرة التي شهدتها السويداء".

وكانت روسيا قد أرسلت سابقاً عدة وفود إلى السويداء على خلفية اندلاع احتجاجات تطور بعضها إلى مواجهات مسلحة مع قوات أمن النظام، وأدت إلى سقوط خسائر بشرية من الطرفين.

وذكرت "السويداء 24" أنه لا توجد مقرات رسمية للقوات الروسية في السويداء، وتتردد على السويداء بهدف "توزيع مساعدات إغاثية في بعض الأحيان، كان آخرها الشهر الماضي في قريتي قم، وجرين، غربي السويداء".

وأشارت إلى أن أهالي في بلدة المزرعة ومدينة شهبا وقرية الجنينة طردوا في أوقات سابقة دوريات روسية، حيث يرى كثير من الأهالي وجود الروس في سورية احتلالا.

ويذكر أن الشرطة العسكرية الروسية تجري دوريات على الحدود السورية الأردنية جنوبي درعا، حيث تشهد الحدود نشاطاً في تهريب المخدرات من سورية إلى الأردن.