قال سياسيون وأعضاء فصائل سياسية في منظمة التحرير الفلسطينية إن حكومة التكنوقراط أو الخبراء التي يسعى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لتشكيلها ووضعها بالفعل على أجندة اجتماع الفصائل المنعقد اليوم الخميس في موسكو ستشكل نقطة خلافية بين الفصائل تُضاف إلى خلافات كثيرة متراكمة لم يصر إلى حلّها خلال الاجتماعات الكثيرة السابقة منذ الانقسام الفلسطيني عام 2007.
وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن عباس تمسك بوضع بند حكومة التكنوقراط على برنامج الاجتماع، فيما تمسكت فصائل أخرى في "منظمة التحرير" بأجندتها التي نصت على حكومة "وحدة وطنية" بمرجعية سياسية واضحة، وهي منظمة التحرير الفلسطينية، وتلك الفصائل هي: "الجبهة الديمقراطية" وحزبا "الشعب" و"الاتحاد الوطني الفلسطيني" (فدا).
وبدأت الفصائل الفلسطينية أول اجتماعاتها اليوم الخميس، في العاصمة الروسية موسكو، بحضور حركتي فتح وحماس، وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، التي تستمر حتى الثاني من مارس/ آذار، وسط غياب أي اهتمام شعبي لاجتماع الفصائل الفلسطينية الذي تكرر عشرات المرات في العديد من العواصم العربية والغربية في السنوات الماضية دون نتيجة.
الجاغوب: يجب أن نكون داعمين لحكومة التكنوقراط
وقال القيادي في حركة "فتح" منير الجاغوب لـ"العربي الجديد": "تشارك فتح في اجتماع الفصائل في موسكو عبر عضو اللجنة التنفيذية ومسؤول ملف إنهاء الانقسام عزام الأحمد، وسفير دولة فلسطين في سورية ومفوض الأقاليم الخارجية للحركة سمير الرفاعي".
وتابع الجاغوب: "تحمل فتح ورقة خمس نقاط، هي: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتوحيد النظام الإداري والقانوني والسياسي في الضّفة الغربية وقطاع غزة لقطع الخط على خطط رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بعد الحرب، وأن يكون هناك سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد".
وحول حكومة التكنوقراط قال الجاغوب: "يجب أن نكون داعمين لحكومة التكنوقراط ومؤيدين لها حتى تقوم بدورها، وأن نتفق على دعمها دون المشاركة فيها كفصائل فلسطينية، وأن نترك هذه الحكومة تعمل دون معوّقات أو منغصات".
وحول مرجعية هذه الحكومة قال الجاغوب: "ستكون مرجعيتها منظمة التحرير"، مؤكداً أن "اجتماع موسكو أول حديث رسمي مباشر بين وفدي فتح وحماس للحديث عن حكومة التكنوقراط".
وأضاف الجاغوب: "لو وصلنا إلى تفاهمات مبدئية، سيكون ذلك أمراً مشجعاً حول إنهاء الانقسام، وتشكيل حكومة التكنوقراط".
رباح: لا نعرف برنامج حكومة التكنوقراط
بدوره، قال القيادي في "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" رمزي رباح لـ"العربي الجديد": "إذا كان هناك ثلاث نقاط متوقعة من لقاء الفصائل في موسكو، فإنها ستنحصر أولاً؛ بوضع أسس بدء الحوار أي القواسم المشتركة في الموقف السياسي على أساس البرنامج الوطني لمنظمة التحرير، وثانياً؛ الشراكة في إطار المنظمة وبرنامجها (برنامج العودة، وتقرير المصير، والدولة المستقلة) وليس اتفاق أوسلو".
أما النقطة الثالثة، وفق رباح، فتتمثل بكيفية مواجهة "المخاطر التي تُحاك الآن، يعني على سبيل المثال نحن بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية تجسّد الاتفاق الوطني ومرجعيتها منظمة التحرير وبرنامجها الوطني بشكل واضح، وليس حكومة تكنوقراط لا نعرف ما هو برنامجها وتشكيلها وما هي مهمتها، وما هي مرجعيتها، وماذا تريد أن تفعل".
وأكد رباح أن "هناك خطورة أن تكون حكومة التكنوقراط بمثابة مرحلة انتقالية، لأن الإدارة الأميركية تتحدث عن حكومة تكنوقراط لمرحلة انتقالية واتفاق انتقالي شبيه في أوسلو، وبعد ذلك تريد أن تتحدث عن حل الدولتين، وهذه جميعها وعود في الهواء وسبق أن قادتنا المرحلة الانتقالية إلى مفاوضات لمدة 30 سنة دون أن نحصل على شيء، لذلك يجب أن نقف أمام هذه المخاطر".
ووفق رباح "لا يوجد على أجندة الجبهة الديمقراطية حكومة تكنوقراط، بل حكومة وحدة وطنية".
ويشارك عن "الجبهة الديمقراطية" في اجتماع موسكو نائب الأمين العام للجبهة فهد سليمان، وعضو مكتبها السياسي معتصم حمادة.
وقال رباح إن "الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب نسقا موقفهما وسيطرحان في اجتماع موسكو حكومة وحدة وطنية مرجعيتها منظمة التحرير بغضّ النظر إن كان جميع وزرائها كفاءات أو مختلطة بين الكفاءات والسياسيين، لا مشكلة في الأمرين، الفكرة أن تخضع لبرنامج منظمة التحرير الوطني في إنهاء الاحتلال، وأن تلتزم التوجهات الوطنية الفلسطينية وليس الإملاءات الخارجية".
وقال رباح: "للأسف علمنا أنه تم الاتفاق على حكومة تكنوقراط عربياً وأميركياً، وأن فتح وحماس متفقتان على هذه الحكومة، لكن من المؤكد أن كل حركة على حدة تفكر بهذه الحكومة، لكن على طريقتها".
أبو جيش: أجندتنا حكومة الوحدة الوطنية
وقال عضو المكتب السياسي لحزب "الشعب"، نصر أبو جيش خلال حديث مع "العربي الجديد" إن "الأجندة المطروحة لدى الحزب في العاصمة الروسية، هو مقترح حكومة وحدة وطنية تضم جميع فصائل العمل الوطني والإسلامي، تنضوي تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطيني، بقيادة الرئيس محمود عباس، ومرجعيّتها الاتفاقيات التي وقعتها المنظمة وتفضي إلى دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967".
وأوضح أبو جيش أن "رؤية حزب الشعب تقاطعت مع مقترح الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والاتحاد الوطني الفلسطيني (فدا)، بهدف الخروج برؤية وطنية موحدة، وتشكيل حكومة مهمتها إعادة الإعمار في قطاع غزة، وتهيئة الأجواء بعدها لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية".
ويضم وفد حزب "الشعب"، أمينه العام بسام الصالحي، وعضو المكتب السياسي من قطاع غزة، وجيه أبو ظريفة.