حاول الناطق باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إيلون ليفي، اليوم السبت، تبرير اعتقال العشرات في بيت لاهيا بقطاع غزة الذين انتشرت صورهم، أول من أمس الخميس، بعد تعريتهم من قبل جيش الاحتلال ومعاملتهم بصورة مهينة، بالقول إنهم جميعاً "مشتبهون بالإرهاب".
ويندرج كلام ليفي في إطار حملة الأخبار المزيفة التي يروج لها الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد تأكيد عدة جهات أنّ عدداً كبيراً من المعتقلين - على الأقل - هم من المدنيين والصحافيين، ومن بينهم الزميل ضياء الكحلوت مراسل ومدير مكتب "العربي الجديد" في قطاع غزة، والذي اعتُقل من داخل منزله.
وكان ضياء الكحلوت أكد في أكثر من حديث سابق مع زملائه في العمل رفضه ترك بيته، وقال إنه يفضّل البقاء في بيته على مغادرته إلى مصير مجهول، لا سيما أن "لا مكان آمن في غزة، وبالتالي لا شيء يبرر انتقاله وتشتيت عائلته"، وتمسك الكحلوت بالبقاء رغم القصف والمخاطر.
وكان ليفي يتحدث في لقاء مع شبكة "سي أن أن" الأميركية التي أفادت بأنّ "عدداً من الرجال المعتقلين على الأقل لا علاقة لهم بمنظمات إرهابية"، وأن معلوماتها تستند إلى حديثها مع مقرّبين من عائلات المعتقلين، وتصريحات وسائل إعلام يعمل بها عدد منهم.
وزعم ليفي تعليقاً على كلام الشبكة الإخبارية "جميع الأشخاص الظاهرين في الصور مشتبهون بالإرهاب"، مدعياً "عندما نجد أشخاصاً في جيل التجنيد، في مناطق ندعو نحن إلى إخلائها منذ أكثر من شهر، لأنها معاقل لحركة حماس، إلى جانب أننا شهدنا معارك مكثّفة في مناطق حضرية، فيجب أن نعتقل هؤلاء الأشخاص، واكتشاف الإرهابيين (أي من بينهم)"، وفقاً لتعبيره.
وليفي من مواليد بريطانيا، هو أحد الناطقين باسم حكومة الاحتلال لوسائل الإعلام الأجنبية، والذي جنّده مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو منذ بداية الحرب على غزة، من ضمن آخرين، للمساهمة في الترويج للدعاية الإسرائيلية، بعد اعتقاد إسرائيل بوجود إخفاق كبير على مستوى الدعاية في الساحة الدولية.
وكانت شقيقة الزميل ضياء الكحلوت قالت في وقت سابق إن القوات الإسرائيلية أجبرت ضياء على ترك طفلته من ذوي الإعاقة ندى ثم اعتقلته تحت تهديد السلاح، وجرّدته كحال جميع المعتقلين من الملابس واعتدت عليهم بالضرب المبرح.
وأفاد محمد الكحلوت بأن قوات الاحتلال عمدت إلى حرق عدة منازل في منطقة مشروع بيت لاهيا، وشنت حملات اعتقال عشوائية بحق من تبقى من السكان فيها بعد الاعتداء عليهم بالضرب، كما أكد اعتقال إخوته وجميع أبناء عمّه، وبينهم ضياء.
وإضافة إلى الزميل ضياء الكحلوت، أكد رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، رامي عبده، عبر منصة إكس أنه تعرّف على مدير إحدى المدارس التابعة لأونروا وموظف في الأمم المتحدة.