أكدت وزارة الدفاع الأفغانية أن الغارات الباكستانية الأخيرة على الأراضي الأفغانية، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 40 شخصاً، لن تبقى بدون رد، في حين ذكرت الخارجية الباكستانية أن الهجمات من الأراضي الأفغانية على القوات الباكستانية متواصلة على امتداد الحدود بين الدولتين، مطالبة حكومة "طالبان" بتأمين المناطق الحدودية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية عنايت الله خوارزمي، في بيان، إن "الشعب الأفغاني لن يصمت على أي اعتداء على أراضيه، الهجمات الأخيرة لباكستان على الأراضي الأفغانية لن تبقى دون رد".
كما أضاف البيان أن "باكستان بهجماتها الأخيرة على الأراضي الأفغانية انتهكت كل الأعراف الدولية والقبلية"، لافتاً إلى أن الحكومة تدعو "جميع جيران أفغانستان إلى حل المشاكل كلها عبر الحوار، وأن لا تجبر الأفغان على حمل السلاح، وإلا فإن اللوم سيكون عليها".
وخلص بيان الدفاع الأفغاني إلى القول: "على مر التاريخ أثبتنا مقاومة أي محتل أو معتدٍ وسنثبت ذلك في المستقبل أيضا، إذا دعت الحاجة".
إلى ذلك، شهدت المدن الأفغانية المختلفة مظاهرات كبيرة للتنديد بالغارات الجوية التي نفذتها طائرات باكستانية على مناطق في ولايتي خوست وكنر الأفغانيتين أول من أمس، وأدت إلى مقتل أكثر من 40 شخصاً.
كما أكدت مصادر قبلية، لـ"العربي الجديد"، وقوع مواجهات عنيفة بين قوات "طالبان" والقوات الحدودية الباكستانية، ليلة أمس، في عدة نقاط في ولاية خوست الجنوبية، مؤكدة أن تلك المواجهات استمرت عدة ساعات.
من جهتها، أدانت الخارجية الباكستانية استمرار الهجمات من الجانب الأفغاني على القوات الباكستانية، معتبرة أن هذا "العمل مؤسف"، وأن "باكستان ناقشت مراراً مع الجانب الأفغاني قضية الهجمات على القوات الباكستانية من الجانب الأفغاني".
كما طلبت الخارجية الباكستانية من حكومة "طالبان" تأمين الحدود وقطع الطريق على المسلحين الذين يستهدفون القوات الباكستانية.
وقال المتحدث باسم حركة "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، وهو نائب وزير الإعلام، في تسجيل صوتي أرسله إلى وسائل إعلام محلية مساء أمس، إن الطائرات الباكستانية شنت غارات على مناطق سكنية في كل من ولايتي خوست وكنر، وهو ما قد يهيّئ الفرصة للعداء بين باكستان وأفغانستان، معتبرا ذلك اعتداء على السيادة الأفغانية وأرض الأفغان.
كما أكد مجاهد أن الطائرات الباكستانية استهدفت مواقع سكنية للاجئين الباكستانيين الذين جاؤوا إلى أفغانستان فراراً من الحرب قبل سنوات، ما أسقط العديد من القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال.
وأضاف أن "طالبان تحاول من خلال القنوات الدبلوماسية وعبر الحوار حل القضية، ولكن على الجانب الباكستاني أن يدرك أن الحرب ليست في صالح أي جهة وأنها ستكون لها نتائج وخيمة إذا بدأت بين البلدين".
وكانت الطائرات الحربية الباكستانية قد شنت غارات على أربعة أحياء في ولاية خوست في الجنوب ومناطق في كنر ليلة أمس، وذلك بعد مقتل سبعة من جنود الجيش في شمال وزيرستان في هجوم نفذه مسلحون عبروا الحدود الباكستانية الأفغانية، بحسب مكتب العلاقات العامة في الجيش الباكستاني.