أعلنت الشرطة الصومالية عن فرض حظر للتجول يستمر 33 ساعة في العاصمة مقديشو، من شأنه أن يُبقي جميع السكان تقريباً في المنازل خلال اقتراع في البرلمان يسعى الرئيس الحالي محمد عبد الله فرماجو للفوز فيه بفترة ثانية.
وأعلن المتحدث باسم الشرطة، عبد الفتاح آدم، في مؤتمر صحافي اليوم السبت، حظراً شاملاً لتجول الأشخاص والمركبات من الساعة التاسعة مساء اليوم (18:00 بتوقيت غرينتش) حتى الساعة السادسة صباح يوم الاثنين.
وقال إن "الوضع الأمني في البلاد يستدعي اتخاذ تدابير أمنية وقائية، ومنها فرض حظر التجوال على العاصمة، وسيتم إغلاق جميع الشوارع الرئيسة في العاصمة ولن يسمح للمارة استخدام الشوارع".
وأوضح المتحدث ذاته "نطلب من سكان العاصمة الالتزام بالأوامر، وإذا كانت هناك حالة طبية مستعجلة فإن جهاز الشرطة مستعد لتوفير سيارات الإسعاف للسكان، ويمكن الاتصال بقسم الطوارئ لجهاز الشرطة خلال فترة حظر التجول".
ويُستثنى من حظر التجول نواب البرلمان ورجال الأمن والموظفون الآخرون المعنيون بالتصويت.
وسيُجرى الانتخاب غير المباشر، الذي يختار خلاله النواب الرئيس، في حظيرة طائرات في مطار خلف جدران واقية من الانفجارات، تحسباً لهجمات يمكن أن يشنها المتشددون وتدخلات فصائل داخل الأجهزة الأمنية.
بدورها، فرضت القوات الأفريقية الانتقالية (أتمس) التي تتولى أمن مقر الانتخابات الرئاسية في قاعدة حلني بالقرب من مطار مقديشو حظر تجول، اليوم، بمحيط مقر انعقاد الانتخابات.
ويتنافس الرئيس الحالي مع 37 مرشحاً آخرين، من بينهم رئيسان سابقان، هما شريف شيخ أحمد وحسن شيخ محمود.
ويختار نواب البرلمان، البالغ عددهم 329، في جلسة مشتركة رئيسا جديدا للبلاد.
وكان عدد المرشحين المنافسين لمحمد عبد الله محمد فرماجو 39 قبل أن يعلن مرشحان بين يومي الخميس والجمعة انسحابهما من المنافسة.
ومن المقرر أن يبدأ الاقتراع في وقت مبكر غداً الأحد، ومن المتوقع أن يستمر إلى الليل وسط وضع أمني مضطرب، إذ تخشى الشرطة أن تشنّ "حركة الشباب" المتشددة هجمات مسلحة لتعطيل العملية الانتخابية، وفق ما أوردته وكالة "رويترز".
وتأتي هذه الانتخابات بعد تأجيل استمر لمدة عامين نتيجة الخلاف على آلية تنظيم الانتخابات النيابية والتشريعية بين الحكومة الصومالية ورؤساء الولايات الفيدرالية، إلى جانب خلافات أخرى حول مقاعد نيابية في إقليم جدو (جنوب الصومال).
وتكمن أهمية هذه الانتخابات الرئاسية في أنها قد تكون مقدمة لتجاوز البلاد المأزق السياسي الذي عاشت فيه في الفترة الأخيرة، وهو ما كان يهدد الاستقرار السياسي والأمن النسبي الذي أنجزته الحكومات السابقة، فضلاً عن احتواء المعضلات الأمنية التي تشهدها مقديشو ومناطق أخرى في البلاد، نتيجة التفجيرات التي ينفذها انتحاريون يرتدون أحزمة ناسفة، آخرها الهجوم الذي أدى إلى مقتل أربعة أشخاص بالقرب من مطار مقديشو الأربعاء الماضي.