حسن نصر الله: إسرائيل غارقة في الفشل ولم تنجز سوى القتل والتدمير

14 يناير 2024
نصر الله: إسرائيل فشلت في تحقيق الأهداف المعلنة وشبه المعلنة والضمنية (Getty)
+ الخط -

قال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله إن إسرائيل "غارقة في الفشل، ولم تنجز سوى القتل، والتدمير، وتقديم صورة التوحش، ولم تصل حتى إلى صورة النصر" بعد 100 يوم من الحرب على غزة.

وأشار نصر الله إلى أن "إسرائيل فشلت في تحقيق الأهداف المعلنة وشبه المعلنة والضمنية. ومن بين المعلنة، القضاء على حركة حماس، وحكومة حماس، واستعادة الأسرى الإسرائيليين، أما من بين الأهداف شبه المعلنة والضمنية، فهي تهجير أهل غزة واحتلال غزة وتدميرها"، لافتاً إلى أن "إسرائيل في هذه الحرب هي أكثر تشدداً وتكتماً وسيطرة على الأخبار والمعلومات من أي حربٍ مضت".

ومضى الأمين العام لـ"حزب الله" قائلاً: "مرّت 100 يوم من الحرب، وغزة تقاوم وتصمد وشعبها في حالة صمود أسطوري لا مثيل له في التاريخ. 100 يوم من القصف الوحشي الذي لا يوفّر أحدا وأهل غزة ثابتون وصامدون وراسخون أقوياء، لا ينكسرون، ولا يتنازلون ولا يضعفون ولا ينسحبون ولا يستسلمون، أما مقاومتها بكل فصائلها، بعناوينها وانتماءاتها المختلفة، فهي تقاتل بشجاعة وبطولة وإبداع قلّ نظيره".

كذلك، أشار حسن نصر الله إلى أنّ "خسائر العدو أضعاف ما يُسرّب بوسائل الإعلام، والكارثة الكبرى ستكون حين تنتهي الحرب وينكشف حجم الخسائر التي لحقت بالكيان والتي ألحقتها به المقاومة في غزة بالدرجة الأولى".

ونبه إلى أن أي أمل لاستعادة الأسرى لدى فصائل المقاومة انتهى والرأي العام الإسرائيلي المساند للحرب سيبدأ لينحدر نزولاً، لافتاً إلى أن "الوصول إلى إعلان وقف إطلاق نار والذهاب للتفاوض هذا سيعني في نهاية المطاف النصر الموعود الذي تحدثنا عنه طويلاً ونتطلع إليه كثيراً"، لافتاً إلى أن حكومة الاحتلال لن تجد أمامها سبيلاً آخر سوى القبول بشروط المقاومة في غزة، وهذا سيعني النصر الموعود.

أي أمل لاستعادة الأسرى لدى فصائل المقاومة انتهى والرأي العام الإسرائيلي المساند للحرب سيبدأ لينحدر نزولاً

وشدد حسن نصر الله على أنه "خلال 100 يوم، عمل الأميركيون، ومعهم العديد من الدول الغربية، على إسكات بقية الجبهات وإخضاعها وإطفائها وإحباطها بكل الوسائل الممكنة، إذ شُنَّت بدايةً حرب نفسية على جبهات الإسناد والحديث عن الجدوى، وتسخيفها والنقاش في جدواها ومحاولة ممارسة ضغوط داخلية من أجل القول إنها جبهات لا تأتي سوى بالضرر على بلداننا وشعوبنا ولم يصغ إليها، فانتهى ذلك وسقط".

ولفت إلى أنّ "الدليل على جدواها الانتقال إلى مرحلة ثانية وهي التهديد والتهويل على العراق واليمن ولبنان وسورية وإيران، وكان التهديد كبيراً جداً خلال 100 يوم من قبل الأميركيين".

حسن نصر الله: مستمرون في الحرب

بخصوص هذه الجبهة، قال الأمين العام لـ"حزب الله" إن "المقاومة استهدفت قاعدة ميرون بـ62 صاروخاً، كرد أولي على اغتيال الشهيد القيادي في حركة حماس صالح العاروري ورفاقه، 40 صاروخ كاتيوشا، و22 صاروخ كورنيت خاص من المدى الجديد، وأؤكد أن 18 صاروخ كورنيت اصابت الأهداف في قاعدة ميرون، ومعلوماتنا تؤكد سقوط إصابات بشرية فيها، لكن العدو لم يعلن عن ذلك، وحاول تسخيف العملية بعدم الاعتراف بها، والتكتم عليها، لكن مقاطع الفيديو التي نشرتها المقاومة دفعته إلى الاعتراف بها".

وشدد نصر الله على "أننا مستمرّون، وجبهتنا تلحق الخسائر المادية والبشرية بالعدو، إلى جانب ضغط النازحين الذين ارتفع صوتهم كثيراً في الأسابيع الماضية".

وأكد في الاحتفال التكريمي بذكرى مرور أسبوع على اغتيال القيادي في "حزب الله" وسام طويل الملقب بـ"الحاج جواد"، أن "أعداداً كبيرة من شبابنا في الخطوط الأمامية للمواجهات منذ 100 يوم ولا نعلم إلى أي مدى زمنيّ ممكن أن تستمرّ".

ولفت حسن نصر الله إلى أن وسام طويل كان أحد القادة الميدانيين الأساسيين في جبهة الجنوب اللبناني، مشيراً إلى أنّ "قادتنا الشهداء ومجاهدينا الشهداء ومجاهدينا الذين يواصلون الطريق، إذا أردنا أن نختصر وصفهم في مثل هذه الأيام بكلماتٍ قصيرة، فهم صنّاع نصر وعشاق شهادة".

وفي 8 يناير/ كانون الثاني الجاري، اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي القيادي البارز في "حزب الله" اللبناني وسام طويل باستهداف سيارته في بلدة خربة سلم جنوبي لبنان، وذلك في استهدافٍ هو الثاني مطلع العام الجديد، يطاول قياديين في محور المقاومة، أبرزهم، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، ويرفع مستوى المواجهة على جبهة لبنان الجنوبية.

وتأتي إطلالة حسن نصر الله وهي الثالثة له منذ بدء عام 2024 في وقتٍ كثف فيه "حزب الله" اليوم من عملياته العسكرية ضد المواقع الإسرائيلية وتجمّعات جيش الاحتلال، إذ نفذ 8 استهدافات من الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت بيروت وحتى الثالثة من بعد الظهر، ضمنها التصدّي لمُحلّقة تابعة للاحتلال فوق قرية مروحين جنوباً بـ"الأسلحة المناسبة"، ما أدى إلى سقوطها.

كذلك، تطرّق نصر الله في خطابه اليوم إلى حركة الموفدين التي تأتي إلى لبنان، مشيراً إلى أن "الحديث والتهديد لم يقولا بأن الأميركيين سيضربون لبنان، فالجديد، بكلامهم أنه إذا لم توقفوا الحرب، فإن إسرائيل ستشنّ حرباً على لبنان، علماً أنّ هذا ما قيل لنا منذ 100 يوم، ولم يحدث، ولم ولن يجدي نفعاً".

وأضاف: "يقولون للبنانيين إن العدو الإسرائيلي سينتقل في قطاع غزة إلى المرحلة الثالثة، ما يعني إخراج عددٍ من ألويته، وأنّ هذه الألوية سيرسلها إلى شمال فلسطين المحتلة، أي جبهة لبنان، هم يهددوننا بالألوية التعبة، المرعوبة، المصدومة نفسياً، التي سقط عدداً كبيراً من ضباطها وجنودها في غزة، المهزومة في شمال غزة. فيا هلا بهذا التهديد، وهذه الألوية لن تخيفنا".

واعتبر أن "من يجب أن يخشى الحرب مع لبنان، ويخافها، هو إسرائيل، وحكومة العدو وشعبه ومستوطنو العدو"، مؤكداً أننا منذ 99 يوماً جاهزون للحرب ولا نخافها ولا نخشاها ولن نتردد فيها وسنُقبل عليها وسنقاتل فيها بلا أسقف وبلا ضوابط وبلا حدود".

وفي السياق نفسه، رأى أن "الأميركي الذي يحاول أن يقدم نفسه خائفاً أو حريصاً على لبنان، عليه أن يخاف على قاعدته العسكرية في إسرائيل"، مشيراً إلى أن "الأميركي يضغط على لبنان لتعطيل الجبهة من أجل إسرائيل ولو لم تكن الجبهة مؤثرة وفاعلة، فلما هدّد وضغط وقدّم أطروحات لا تناسب سيادة وعزة وكرامة لبنان".

وكرّر نصر الله التأكيد على أن "جبهة لبنان كانت من أجل دعم غزة ومساندتها والوقوف إلى جانبها وهدفها وقف العدوان على غزة، فليقف العدوان على غزة، وبعد ذلك، في ما يتعلق بلبنان لكلّ حادث حديث"، مشدداً على أن كل التطورات في المنطقة مرهونة بوقف العدوان على غزة، وبعد ذلك لكل حادث حديث.

ولم تساهم حركة الموفدين الدوليين، التي تكثفت هذا الأسبوع، وكان أبرزها جولة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين على المسؤولين اللبنانيين، في إحداث أي خرق على مستوى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو أقله تهدئة الجبهة الجنوبية، وذلك في وقتٍ تبنى فيه لبنان موقف "حزب الله" بشكل رسميّ، والذي يربط به مصير الحرب على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، بالعدوان على غزة.

إلى ذلك، علق نصر الله على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر والضربات الأميركية البريطانية، قائلاً إنّ ما يجري "وجّه ضربة كبيرة لاقتصاد العدو وصورته في العالم، وما فعله الأميركي سيضرّ حركة الملاحة كلّها، وكل هذا فعله من أجل حماية إسرائيل".

من جهة ثانية، لفت نصر الله إلى أن "الإدارة الأميركية والغرب سيتدخلان لدى محكمة العدل الدولية كي لا تصدر أحكاماً عادلة في حق الاحتلال".

المساهمون