حزب الحركة القومية التركي يدشن أولى دعاياته للانتخابات المقبلة

15 سبتمبر 2022
من المنتظر أن تُجرى الانتخابات البرلمانية والرئاسية في العام المقبل (Getty)
+ الخط -

دشن حزب الحركة القومية التركي، حليف حزب العدالة والتنمية الحاكم، اليوم الخميس، أولى الدعايات المرتبطة بالانتخابات البرلمانية والرئاسية التي ستُجرى في تركيا عام 2023.

ونشر حزب الحركة القومية، عبر حسابه الرسمي في "فيسبوك"، أول الإعلانات بعنوان "الشباب التركي مباشرة للغد المشرق في 2023"، وكان واضحاً استهداف فئة الشباب، وذلك في محاولة لجذب ملايين من الناخبين الذين أتمّوا سن الـ18، ويحق لهم الانتخاب للمرة الأولى.

وتضمنت الدعاية أغنية تخاطب كلماتها الحسّ القومي للشعب، حيث يعتبر حزب الحركة القومية من الأحزاب اليمينية، ويدعم الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقبلة. بالإضافة إلى ذلك، تضمنت الدعاية مشهدا لمجموعة من الشباب الذين يرمزون لكافة مشارب المجتمع وهم يحملون الأعلام التركية ويتجولون في الأزقة.

ومن المنتظر أن تُجرى الانتخابات البرلمانية والرئاسية العام المقبل في يوم واحد، حيث ينشط التحالف الحاكم للاستمرار في الحكم، فيما تسعى المعارضة لرصّ صفوفها من أجل الإطاحة بحزب العدالة والتنمية المستمر منذ 20 عاماً، والرئيس رجب طيب أردوغان، ولكنها لم تعلن عن مرشحها حتى الآن.

أردوغان يسترجع جزءا من أصواته

وفي سياق الانتخابات، أظهر استطلاع رأي جديد نشرته صحيفة "حرييت"، اليوم الخميس، استرجاع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جزءاً من شعبيته التي افتقدها أخيراً، ووصول نسبة الأصوات التي حصل عليها إلى قرابة 48٪.

الاستطلاع أجرته شركة "آريدا سورفي"، وشملت الفترة 23-27 أغسطس/آب الماضي، بعينة شملت ألفي شخص في عدد من الولايات، وأظهرت حصول أردوغان على 47.9٪ من الأصوات أمام منافسيه، فيما تراجع أقرب المنافسين له منصور ياواش (عمدة أنقرة عن المعارضة) ليحصل على 22.2٪ من الأصوات.

وحصل زعيم المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كلجدار أوغلو، على 15.2٪، فيما حصل زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي السابق، صلاح الدين دميرطاش، على 8.5٪، وزعيمة الحزب الجيد، ميرال أكشنر، على 2.9٪، وتراجع عمدة إسطنبول عن المعارضة، أكرم إمام أوغلو، للمرتبة السادسة بحصوله على 2.3٪ من الأصوات.

وفي ما يتعلق بنسب أصوات الأحزاب، فقد واصل حزب العدالة والتنمية الحاكم تصدره بحصوله على 36.6٪ من الأصوات، يليه حزب الشعب الجمهوري بحصوله على 24.4٪، فيما حل ثالثاً حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بنسبة 11.1٪، وحل الحزب الجيد رابعاً بحصوله على 11٪، وحصل حزب الحركة القومية على 10.4٪.

بالإضافة إلى ما سبق، فقد رأى 51.9٪ من المستطلعة آراؤهم أن المعارضة لن تتمكن من التوافق على مرشح مشترك ينافس أردوغان، فيما رأى 48.1٪ أن المعارضة ستتمكن من التوافق على مرشح مشترك، فيما حصل التحالف الجمهوري الحاكم على 51.5٪ من الأصوات، وحصل تحالف الشعب المعارض على 48.5٪ من الأصوات.

زعيم المعارضة يشكك في مشاريع سكن شعبي أطلقها أردوغان

وفي سياق متصل، شكك زعيم المعارضة، كلجدار أوغلو، اليوم الخميس، في نوايا الرئيس أردوغان في مشاريع سكن شعبي أطلقها قبل يومين، وتشمل إنشاء وبيع منازل بأسعار معقولة وأقساط مريحة للمواطنين تبلغ مئات الآلاف.

وقال كلجدار أوغلو، عبر حسابه الرسمي في "فيسبوك": "الأجندة حالياً هي المنازل، ومرات عديدة تم وضعها أمام الشعب، وكل عام نفس الحكاية، يسعى أردوغان لجمع الأموال قبل الانتخابات، وبما أني أدعم الدولة الاجتماعية فإني أرحب بالمنازل الشعبية".

وأضاف: "إذا أردت أن نصدقك ضع المتعهدين المنفذين تحت ضمان الخزانة العامة، بعيداً عن عصابة المتعهدين (شركات يتهمها كلجدار أوغلو بدعم أردوغان وتسهيل الأخير لأعمالها)، وضمان منازل الفقراء، وإذا لم يكن هناك ضمان فإن هذه المشاريع لن تستكمل".

وشدد على أنه "في حال وصولنا إلى الحكم، فإننا سنقف خلف الضمانات المطلوبة في حال منحها، وإن امتنع أردوغان عن منح الضمانات، فإنه يمثل عقلية المصرفي الذي يجمع الأموال من الفقراء لتمويل فترة الانتخابات".

ومنذ أكثر من عام، تشهد تركيا أجواء انتخابات في الحراك السياسي بين الأحزاب المختلفة، حيث تطالب المعارضة بأن تُجرى انتخابات مبكرة للاستفادة من الأوضاع الاقتصادية الصعبة في البلاد، لكن الحكومة ترغب بإجرائها في موعدها في منتصف العام المقبل.

وأقدمت الحكومة أخيراً على مجموعة من التدابير الاقتصادية لكسب الرأي العام الشعبي، من خلال تصفير الديون لبعض شرائح الشعب، منها الطلاب، وإطلاق مشاريع عديدة لدعم أصحاب الدخل المحدود، فيما تشكك المعارضة في ذلك، وتتحجج بأن الحكومة أقدمت على هذه الإجراءات من أجل استعادة الشعبية فقط.

المساهمون