- القيادة الجديدة للحزب تأتي ضمن سلسلة من التعيينات والمراسيم الصادرة عن بشار الأسد لإعادة تنظيم الحزب وتعزيز قبضته على السلطة في سوريا، استعدادًا لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
- مراقبون وبعثيون سابقون يشككون في فعالية هذه التغييرات، معتبرين أنها قد لا تكفي لإحداث تجديد حقيقي داخل الحزب أو تغيير الوضع السياسي والاجتماعي في سوريا، التي تعاني من تداعيات الحرب والأزمات.
اختار حزب البعث في سورية، اليوم الأربعاء، إبراهيم الحديد، أميناً عاماً مساعداً، وذلك في إطار تغييرات طاولت قيادة الحزب، بعد الانتخابات الداخلية التي جرت السبت الماضي، وجرى خلالها إعادة انتخاب رئيس النظام بشار الأسد لمنصب الأمين العام.
وأوردت جريدة البعث، الناطقة باسم الحزب، خبر تعيين الحديد في هذا المنصب، دون تفاصيل إضافية. وجرى بموجب التعيينات الجديدة اختيار قيادة مركزية للحزب، كان الحديد أحد أعضائها الجدد، إضافة إلى آخرين. والحديد من مواليد محافظة حمص 1956، حاز على شهادة الطب من جامعة حلب عام 1980، ثم انتقل إلى بريطانيا للتخصص في الجراحة البولية عام 1986، وعُين بعد عودته في مناصب عدة، في نطاق عمل وزارة الصحة، بدءاً من إدارة مستشفيي الكندي، وحلب الجامعي، ثم عمادة كلية الطب في جامعة حلب، قبل أن ينتقل للعمل الحزبي، ويعين عام 2018، أمين فرع حزب البعث في حلب.
وكان هلال الهلال هو الأمين العام المساعد السابق، فيما يعتبر عبد الله الأحمر أشهر من تولى هذا المنصب في الفترة الممتدة من وصول رئيس النظام السوري السابق حافظ الأسد إلى السلطة مطلع سبعينيات القرن الماضي، حتى عام 2017.
ووفق النظام الداخلي في حزب البعث، ينوب الأمين العام المساعد للحزب عن الأمين العام في حالات عدة، منها المرض والتفويض من الأمين العام، فضلاً عن قيامه بمهام يومية وروتينية نيابة عن الأمين العام. وكان رئيس النظام السوري قد أصدر أمس الثلاثاء مرسومين، أنهى بموجبهما تعيين محافظي دير الزور فاضل نجار، وريف دمشق صفوان سليمان أبو سعده، وحماة، محمود زنبوعة، ورئيس جامعة الفرات طه حمادي الخليفة، في مناصبهم، تمهيداً لاستلام مناصبهم الجديدة في القيادة المركزية لحزب البعث.
وجاءت هذه الخطوة بعدما شارك بشار الأسد في اجتماع موسّع للجنة المركزية للحزب، نتج عنه انتخاب أعضاء لجنة مركزية جديدة للحزب، إضافة إلى انتخاب الأسد أميناً عاماً. ومن بين أعضاء اللجنة المركزية الجديدة بحكم مناصبهم، رئيس الحكومة، حسين عرنوس، ووزير الدفاع علي محمود عباس، ورئيس "مجلس الشعب" حمودة الصباغ، إضافة إلى اختيار أعضاء اللجنة المركزية للحزب على مستوى المحافظات، كما جرى انتخاب لجنة الرقابة والتفتيش الجديدة للحزب، وتكوّنت من خمسة أشخاص، بينهم سيّدة واحدة.
"حزب البعث تحوّل إلى جسم مترهل"
وأعرب محمود حويج، وهو من البعثيين القدامى ويقيم حالياً في أوروبا، عن اعتقاده بأن هذه التعيينات "التي تأتي في إطار انتخابات، لن تساهم في ضخ روح جديدة في حزب البعث المتهالك".
ورأى حويج في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن سورية "دولة تحكمها منذ عقود العائلة وأجهزة الأمن، وجرى خلال الفترة الماضية، تجفيف الحياة السياسية فيها، وإفراغ العمل الحزبي من كل مضمون، بما في ذلك حزب البعث الذي تحول إلى جسم مترهل، ومجرد معبر شكلي، لتولي المناصب الحكومية"، معتبراً أن الحزب مع هذا الواقع "غير قادر على القيام بأية أدوار حقيقية في القيادة أو التخطيط أو الرقابة، حيث الكلمة الأولى والأخيرة في البلاد، ما زالت لضباط الأمن والجيش، يضاف إليهم ما أفرزته الحرب الداخلية منذ عام 2011، وهم قادة المليشيات، وبالتالي لا مكان في هذه الأجواء المسمومة لأي عمل حزبي حقيقي".
واستولى حزب البعث على السلطة في سورية عام 1963، قبل أن يقود حافظ الأسد ما سمي بحركة تصحيحية داخله عام 1970 حتى وفاته عام 2000، ليتسلّم السلطة من بعده نجله بشار الذي لا يزال على رأس الحكم، ويتولى إضافة إلى رئاسة الجمهورية، وقيادة الحزب، القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة.