حزب "البديل من أجل ألمانيا" يدافع عن خطة ترحيل المهاجرين

حزب "البديل من أجل ألمانيا" يدافع عن خطة ترحيل المهاجرين

24 يناير 2024
تظاهرة ذد حزب "البديل من أجل ألمانيا" في برلين، الأحد الماضي (هامي روشان/ فرانس برس)
+ الخط -

بالتزامن مع خروج أكثر من مليون شخص في مدن ألمانية، منذ يوم الجمعة الماضي، للتظاهر ضد حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، عقب الكشف عن اجتماع شارك فيه أعضاء من الحزب مع متطرفين لبحث خطط طرد ملايين المهاجرين من البلاد، أكد الحزب المعروف بعدائه للمهاجرين، والذي تضعه الاستخبارات الألمانية قيد المراقبة بسبب تعاطف بعض أعضائه مع الحركة النازية السرية، مشاركة أعضاء فيه بالاجتماع.

لكن زعيمته أليس فيدال ذهبت أبعد من ذلك، إذ دافعت في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أول من أمس الاثنين، عن أفكار حزبها تجاه الهجرة. كما وضعت تجربة المحافظين في بريطانيا نموذجاً يُحتذى به، بخروجه من "الاتحاد الأوروبي"، في محاولة لرسم صورة عما يمكن أن تكون عليه الحكومة التي قد يقودها حزبها مستقبلاً. 

ورداً على سؤال حول أهم أولويات حزبها، قالت فايدال إن من بينها "فرض ضوابط فعالة على الحدود" و"ترحيل المجرمين الأجانب على الفور". وكانت هذه الأفكار محور ما يشبه الانتفاضة في الشارع الألماني في الأيام القليلة الماضية.

صعود اليمين المتطرف في أوروبا

يأتي ذلك قبل ستة أشهر من انتخابات البرلمان الأوروبي، وسط صعود لليمين المتطرف في بلدان عدة بالاتحاد الأوروبي قد يقلب المعادلات السائدة في البرلمان، حيث الأغلبية ليسار الوسط والوسط.

كما يتقدّم حزب "البديل من أجل ألمانيا" في استطلاعات الرأي على أحزاب ائتلاف حكومة المستشار أولاف شولتز، المؤلفة من "الحزب الديمقراطي الحر" الليبرالي و"حزب الخضر"، و"الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، وهو ما قد ينعكس أيضاً على الانتخابات الفيدرالية الألمانية المقررة في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2025.

وكشف موقع "كوريكتيف" الاستقصائي الألماني في 10 يناير/ كانون الثاني الحالي، عن اجتماع عقده متطرفون في بوتسدام، قرب برلين، شارك فيه أعضاء من حزب "من أجل ألمانيا"، حيث نوقشت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، خطة للطرد الجماعي لأجانب أو لأشخاص من أصول أجنبية.

وأكد الحزب الذي يعتمد نهجاً معادياً للهجرة مشاركة أعضاء له في الاجتماع، فيما ألقت فيدال، في مقابلتها، اللوم على "كوريكتيف"، واصفة أساليبها بـ"الـفاضحة". واعتبرت أن الكشف عن الاجتماع كان "مجرد محاولة لتجريم فكرة إعادة الأشخاص بشكل قانوني الذين ليس لديهم إذن للبقاء هنا، أو يخضعون لأمر ترحيل".

وأضافت أن مفهوم "إعادة الهجرة" بالنسبة لها يعني طرد الأشخاص الذين "حصلوا على الجنسية بشكل غير قانوني تحت ذرائع كاذبة"، أو الأفراد "ذوي الجنسية المزدوجة المشتبه في تورطهم في الإرهاب، أو المجرمين المدانين".

تظاهرات ضد حزب "البديل من أجل ألمانيا"

وخرجت نحو مائة تظاهرة، بين الجمعة والأحد الماضيَين، في كل أنحاء البلاد، بما فيها العاصمة برلين، ضمت أكثر من 1.4 مليون شخص، بحسب منظمة "فرايدي فور فيوتشور" وتحالف المواطنين "كامباكت"، وهما من منظمي الحركة الاحتجاجية. وأضافا في بيان أن "يوم الأحد وحده، حصلت تحركات احتجاجية في أربعين مدينة، في إشارة واضحة ضد البديل من أجل ألمانيا والانحرافات اليمينية في المجتمع الألماني".

وقد صدرت دعوات من مسؤولين سياسيين ودينيين ومدربي كرة قدم إلى رصّ الصفوف للوقوف بوجه حزب "البديل من أجل ألمانيا" والتصدي له، فيما شدّد عدد من الزعماء السياسيين، بمن فيهم المستشار الألماني أولاف شولتز، على أن أي خطة لترحيل أشخاص من أصول أجنبية تعد مساساً بالديمقراطية،. ودعا شولتز إلى "الوقوف وقفة من أجل التماسك والتسامح في ألمانيا بلدنا الديمقراطي".

شتاينماير: المتظاهرون يدافعون عن جمهوريتنا ودستورنا ضد أعدائهما

من جهته، قال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الأحد الماضي، إن المتظاهرين "يلهموننا الشجاعة"، مضيفاً في رسالة مصورة "إنهم يدافعون عن جمهوريتنا ودستورنا ضد أعدائهما".

وبعد ثلاث سنوات من خروج بريطانيا رسمياً من "الاتحاد الأوروبي" في نهاية عام 2020، في ما يُعرف بـ"بريكست"، فإن إجراء استفتاء مماثل يراود اليمين المتطرف في ألمانيا. 

"بريكست" نموذج بالنسبة إلى حزب "البديل من أجل ألمانيا"

وقالت فيدال خلال المقابلة إن حزبها سيضغط، إذا ما وصل إلى السلطة، لإجراء استفتاء على عضوية "الاتحاد الأوروبي" على غرار استفتاء خروج بريطانيا، والذي وصفته بـ"المحق تماماً" وبأنه "نموذج" لبلادها في اتخاذ "قرار سيادي من هذا القبيل".

وأضافت أن حكومة حزب "البديل"، متى ما وصلت للسلطة، ستسعى إلى إصلاح "الاتحاد الأوروبي" وإزالة ما وصفته بـ"العجز الديمقراطي"، بما في ذلك الحد من سلطات المفوضية الأوروبية باعتبارها "سلطة تنفيذية غير منتخبة".

فيدال: يمكن أن نجري استفتاء على ـ ديكست ـ (Dexit)

ولفتت إلى أنه في حال لم يكن الإصلاح ممكناً "وإذا فشلنا في إعادة بناء سيادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فعلينا أن نترك الشعب يقرر مثلما فعلت بريطانيا". وتابعت: "ويمكن أن نجري استفتاء على ـ ديكست ـ (Dexit)"، في إشارة إلى الحرف الأول من اسم ألمانيا "دويتشلاند".

بالمقابل، اعترفت فيدال بأن حزبها لن يصل إلى السلطة في برلين "قبل عام 2029". لكنها أصرت على أن الدور المستقبلي للحزب في الحكومة "أمر لا مفر منه".

وفي وقت تقاطع فيه أحزاب ألمانية عدة هذا الحزب وترفض التحالف معه، فقد توقعت الزعيمة اليمينية ذات الخلفية الاقتصادية أن يكون "الحزب الديمقراطي المسيحي" من يمين الوسط، والذي يتزعمه شولتز، وقبله المستشارة أنجيلا ميركل، أول من يتخلى عن مقاطعته. وقالت إنه لن يتمكن "من الحفاظ على جدار الحماية الخاص به على المدى الطويل".

ولفتت إلى أن الانتخابات التي جرت في ولاية هيسن بوسط ألمانيا، في الانتخابات المحلية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، "تمكننا من تشكيل أغلبية يمينية"، إذ تكبد ائتلاف شولتز حينها خسائر مقابل تقدّم ملحوظ لليمين المتطرف.

يُذكر أن استطلاعاً جديداً للرأي أجراه معهد "إنسا" لقياس مؤشرات الرأي لصالح صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية، في عددها الصادر الأحد الماضي، أظهر أن حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" المعارض ظل أقوى تكتل حزبي بألمانيا، حيث بلغ تأييد الألمان له نسبة 30 بالمائة، وجاء بعده حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المعارض بنسبة 22 بالمائة.

(العربي الجديد، فرانس برس، رويترز) 

المساهمون