أعلن حزبا "السعادة" و"المستقبل"، اليوم الخميس، تأسيسهما كتلة نيابية في البرلمان التركي تحمل اسم "السعادة"، على أن يرأسها أحد نواب حزب "المستقبل"، ويكون للرئيس نائبان من الحزبين، ما يوفر لهما إمكانية المشاركة الفاعلة في العمل البرلماني، بعد مفاوضات دامت أكثر من شهر بين الحزبين.
وخلال مؤتمر صحافي في أنقرة، قال زعيم حزب "المستقبل"، رئيس الوزراء السابق المنشق عن حزب العدالة والتنمية، أحمد داود أوغلو: "تحاول الحكومة مواصلة فرض الأمر الواقع، فيما أحزاب المعارضة تقوم بتقييماتها الذاتية، ومن هنا فإنّ الانتخابات أعطت رسالة بعدم فاعلية التفرقة، وبالتالي اتفقنا على العمل المشترك والتضحية والقيام بخطوة مهمة بتأسيس حزبي المستقبل والسعادة كتلة نيابية مشتركة والعمل المشترك".
وأكمل: "سيحافظ كل نائب برلماني على هويته الحزبية، وستؤسَّيس الكتلة باسم حزب السعادة، ومن الطبيعي أن تكون هناك فروقات بالرؤى، ولكن الأجواء في تركيا تجبرنا على التلاقي، وسنتمكن عبر الكتلة الجديدة من مراقبة الحكومة بشكل أقرب وتقديم الحلول والمعالجات الخاصة".
من ناحيته، قال زعيم حزب "السعادة" تمل قرة موللا أوغلو، خلال المؤتمر: "لدينا في البرلمان عدد كافٍ من النواب لتشكيل كتلة نيابية، ورأينا أن هناك حاجة للتلاقي، ولا يمكن نقل أفكار جميع النواب في البرلمان من دون تأسيس كتلة نيابية".
وأضاف: "قررنا تأسيس الكتلة باسم الحزب لأننا في تركيا نتمتع بأوسع تشكيلات، وستكون كتلتنا النيابية أكثر كتلة جادة في العمل من بقية الكتلة، ومن المخطط إجراء الاجتماع الأول للكتلة النيابية الأسبوع المقبل قبل أن يدخل البرلمان في فترة عطلة الصيف".
وكانت المفاوضات سابقاً لتشكيل الكتلة تضم حزب "دواء" الذي يرأسه علي باباجان، إلا أنّ الحزب أعلن انسحابه منها قبل أيام، لعدم تلبية تطلعاته.
ومن المنتظر أن يعقد، الأسبوع المقبل، أول اجتماع للكتلة النيابية في البرلمان بعد تقديم طلب لرئاسة البرلمان بخصوص ذلك.
ومع هذا التأسيس يرتفع عدد الكتل النيابية في البرلمان إلى 6 بعد تمكن خمسة أحزاب خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في مايو/ أيار الماضي من تجاوز العتبة البرلمانية، وهي 7% من الأصوات (ما يعادل 20 نائباً برلمانياً)، وهو ما يمتلكه حزبا "السعادة" و"المستقبل" بعد تحالفهما.
والأحزاب التي تمكّنت من تشكيل كتل برلمانية هي: "العدالة والتنمية"، و"الحركة القومية" من التحالف الجمهوري الحاكم، و"الشعب الجمهوري" و"الحزب الجيد" من تحالف الشعب المعارض، و"اليسار الأخضر الكردي".
وستتيح عملية الاندماج وتشكيل كتلة برلمانية الحصول على دعم مالي من خزينة الدولة، فضلاً عن إمكانية إلقاء كلمات في البرلمان كل أسبوع، والتمثيل في اللجان البرلمانية المختلفة.