أكدت حركة النهضة التونسية "عزمها التصدي ضمن أوسع ائتلاف سياسي وشعبي للانقلاب على الدستور، وإفشال الخيارات الشعبويّة وكشف الوعود الزائفة والوهمية التّي تسوّقها سلطة الانقلاب، كإنشاء القطارات السريعة والمدن الصحيّة، في حين أن هذه السلطة عاجزة عن التحكم في الأسعار التي حطّمت كل الأرقام القياسيّة أو توفير موارد ميزانية الدولة المستنزفة أو الاستجابة للاحتياجات الأساسية للبلاد، أو حتى القدرة على تنظيم الأسواق لضمان توفر المواد الأساسية".
وأصدرت الحركة بياناً في الذكرى الـ41 لتأسيسها، قالت فيه إن "هذه الذكرى تأتي في وضع لم تشهد بلادنا شبيهاً له من قبل، إذ تمّ في 25 يوليو/تموز الماضي الانقلاب على الدستور، والاستحواذ بقوة الأمر الواقع على كل الصلاحيات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وإدخال البلاد في أتون أزمة سياسيّة متشعبة همّشت القضايا الرئيسة لعموم الشعب وعزلت البلاد عن محيطها الدولي والإقليمي وفتحت أبواب الخيارات الشعبويّة والمرتجلة".
واستنكرت الحركة بشدة "سياسة العزل والتشويه والترهيب التي دأب عليها الانقلاب ضد السلطة القضائية وإصراره على ضرب مكاسب القطاع التي تحققت بفضل الثورة ونضال رجال ونساء العدالة"، وحيت الحركة "نضال القضاة وكل الشرفاء والأحرار للتصدي لهذه الديكتاتورية الزاحفة ورفضهم الأبي أن يستخدمهم نظام الانقلاب في تجريم خصومه السياسيين وإقصائهم".
وأكدت استعدادها للانخراط غير المشروط مع القوى المؤمنة بالحرية والديمقراطية والسيادة الوطنية، من أجل توحيد الموقف وتعزيز الجهود المشتركة والرفع من نسق النضالات، قصد إنهاء الانقلاب والحد من تداعياته الخطيرة على البلاد، بعدما صار عائقاً رئيساً أمام حوار وطني جامع وشامل، لإخراج البلاد من أزمتها المركبة، فقد غدا من خلال خطاباته التحريضية والتقسيمية للشعب خطراً على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، على الضد بالكامل من المهمة الرئيسة حسب الدستور باعتباره رمزاً للوحدة الوطنية".
وتوجهت الحركة بالتحية لكل "المواقف الرافضة للمشاركة في الحوار الصوري الفاقد للشرعية والمصداقية، والرامي إلى محاولة إضفاء شرعية على الانقلاب. وتجدد عزمها مع القوى المؤمنة بالحرية والديمقراطية والنضال والعمل على توحيد الموقف وتعزيز الجهود المشتركة، والرفع من وتيرة النضال وتنويعه"، كما ثمّنت "مواقف الشخصيات والمنظمات والأحزاب وفعاليات المجتمع المدني التي تتصدى للانقلاب وسياساته وتتمسك بقيم النظام الجمهوري والعيش المشترك وبناء تونس الديمقراطية القادرة على تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية".
وجدد البيان "الوفاء والعرفان لشهداء تونس الأبرار الذين ارتقوا على درب المسيرة الطويلة من أجل الاستقلال والسيادة الوطنية وتحقيق الحريات والكرامة والعدالة الاجتماعيّة، وتعاهدهم على مواصلة المشوار من أجل دعم المؤسسات الدستورية وتحقيق العدالة الاجتماعيّة والرفاهية والاستقرار".
وهنأت النهضة "كافة مناضليها وأنصارها والمتعاطفين معها في هذه الذكرى العزيزة، وتشدّ على أياديهم لما بذلوه من تضحيات جسيمة طيلة هذه المسيرة الطويلة، ولما أبدوه من التفاف حول حركتهم والذود عنها أمام المؤامرات التي استهدفتها على مرّ السنين، ولم يفلَّ في عضدهم التجييش المتعمد وحرق المقرات والدعايات المغرضة القديمة والجديدة ضدهم".