حركة النهضة: الأزمة السياسية في تونس تزداد تعقيداً والاحتقان الاجتماعي ينذر بالانفجار
قالت حركة النهضة التونسية، إن البلاد "تعيش على وقع أزمة سياسية تزداد كل يوم تعقيداً وواقع اقتصادي متدهور واحتقان اجتماعي ينذر بالانفجار، ومعاناة معيشية يومية بسبب فقدان وندرة مواد أساسية و غلاء الأسعار وسوء إدارة دواليب الدولة".
وفي بيان لمكتبها التنفيذي وقعه رئيسها راشد الغنوشي، مساء الجمعة، نوهت الحركة بـ"نضالات كل الأحرار العازمين على إسقاط الانقلاب واستعادة المسار الديموقراطي المغدور، بمناسبة مسيرة الانقاذ غداً في شارع الثورة، وفي ذكرى عيد الجلاء الوطني المهيب".
ودانت الحركة ما وصفته بـ"سياسة التعتيم المتعمّد لسلطة الانقلاب تجاه الرأي العام عن حقيقة الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية المتدهورة، وتحذّر من مخاطر المواصلة في هذا التمشي الخطير الذي تعكسه كذلك عديد المؤشرات السلبية على غرار نسبة النمو التي من المتوقع أن لا تتجاوز 2.2%، ونسبة التضخم التي بلغت 9.1%، ومخزون العملة الأجنبية الذي انخفض إلى 107 يوم توريد، والعجز التجاري القياسي بـ19,24 مليار دينار، واضطرار آلاف المؤسسات الاقتصادية للغلق بسبب انسداد أفق الاستثمار".
وأشار البيان إلى" غموض فحوى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وفقدان النظام لثقة المنتظم الدولي نتيجة تهميش الأولويات في إصلاح الأوضاع ومحاولة تركيز حكم فردي مطلق يقوض الحريات والديمقراطية".
وحمّلت النهضة السلطة "مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية والمعيشية، وتواصل معاناة المواطن الذي بات يعيش على وقع أزمة الوقود التي أصابت البلاد بالشلل والنقص الفادح في المواد الغذائية الأساسية، وتهرئة مقدرته الشرائية بشكل عمّق الإحساس العام بغياب الدولة وبفقدان الأمل من إصلاح الأوضاع، مما زاد من نسب الهجرة بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، مع ما ينتج عن هذه الأخيرة من كوارث اجتماعية كبيرة آخرها مأساة جرجيس والمهدية".
وجدّدت النهضة دعمها لـ"استقلالية القضاء عن كل الظغوط مهما كان مصدرها، وتحيّي صموده في وجهها ورفضه أن يكون أداة في يد السلطة التنفيذية لتحقيق مآربها في تصفية خصومها السياسيين بقضايا ملفقة، واستهداف الأحزاب والشخصيات المعارضة والمنظمات الوطنية".
واستنكرت "النهضة" حملات "تشويه المجالس البلدية، ومحاولات استهداف الحكم المحلي الذي مثّل أحد أهم مكتسبات الثورة، خاصة بعد تعليق الدستور وإلغائه واستبداله بنموذج متخلف، تهيمن فيه السلطة الفردية للانقلاب على كل السلطات التنفيذية، وتلحق فيه السلطة المحلية بالسلطة المركزية".
كما استنكرت بشدة" تعطل الدراسة في عدة مؤسسات وبقاء قرابة أربعمائة ألف تلميذ دون مدرسين بسبب تهميش الإطارات التربوية وإهانتهم بأشكال من التشغيل الهش".
وهنأت النهضة "الشعب الفلسطيني المناضل وفصائله على نجاح محادثاتها في الجزائر، وتعبر عن عميق تقديرها لجهود فخامة الرئيس الجزائري السيد عبد المجيد تبون في تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام".