حث مسؤول في حركة "طالبان" النساء على الانضمام إلى حكومة الحركة المسلّحة، وذلك بعد يومين على سيطرة الحركة على العاصمة الأفغانية كابول، ومغادرة الرئيس أشرف غني البلاد.
وقال عضو اللجنة الثقافية بالإمارة الإسلامية إنعام الله سمنغاني، من مقرّ التلفزيون الأفغاني الحكومي، الذي تسيطر عليه الحركة الآن، إن "الإمارة الإسلامية لا تريد أن تكون النساء ضحايا"، مستخدماً مصطلح الحركة لأفغانستان. وأضاف: "هيكل الحكومة ليس واضحا تماماً، ولكن بناء على الخبرة، يجب أن تكون هناك قيادة إسلامية كاملة، وينبغي على جميع الأطراف الانضمام إلى الحكومة".
ولم تخف الحركة إطلاقاً رغبتها في إرساء نظام إسلامي جديد، شبيه بذلك الذي فرضته إبّان حكمها البلاد بين 1996 و2001، وسط مخاوف بين الناشطين الحقوقيين والصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي، والنساء منهم تحديداً، من عمليات انتقامية تشنها الحركة عليهم، بعدما تصاعدت الاعتداءات وعمليات الاغتيال بحقهم خلال الأشهر الماضية.
وعندما حكمت "طالبان"، فرضت رؤيتها المتطرفة للشريعة الإسلامية، فمنعت النساء من العمل ومن الخروج بدون محرم، كما منعت تعليم البنات.
وفي وقت سابق، وصل القيادي البارز في حركة "طالبان"، أمير خان متقي، إلى العاصمة الأفغانية كابول، للتفاوض مع القيادة السياسية هناك، كعبد الله عبد الله، الذي ترأس ذات يوم "مجلس المصالحة الوطنية"، والرئيس السابق حامد كرزاي، حسبما ذكر مسؤول مطلع على المفاوضات تحدث لوكالة "أسوشييتد برس" شرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث لوسائل الإعلام.
وكان متقي وزيراً للتعليم العالي عندما حكمت "طالبان" أفغانستان قبل عام 2001، وبدأ في إجراء اتصالات مع القادة السياسيين الأفغان حتى قبل أن ينسحب الرئيس أشرف غني سراً من القصر الرئاسي نهاية الأسبوع.
وقال المسؤول إن المحادثات الجارية في العاصمة تهدف إلى ضم قادة آخرين من غير "طالبان" إلى الحكومة، والتي قال المتحدث باسم "طالبان" سهيل شاهين إنها ستكون "حكومة أفغانية شاملة". وليس هناك معلومات عن جوهر المحادثات، لكن شاهين قال في وقت سابق لـ"أسوشييتد برس": "سيتم الإعلان عن حكومة بعد انتهاء المفاوضات مع قادة ليسوا من طالبان".
ويقول أفغان مطلعون على المحادثات إن بعض الجولات استمرت حتى ساعة متأخرة من الليل، وبدأت عقب رحيل غني مباشرة.
"العربي الجديد، أسوشييتد برس"