حرق وتخريب صور زعامات إيرانية جنوبي ووسط العراق

08 مايو 2021
الكاظمي وجه قبل أيام بإزالة صور قادة إيرانيين استفزّت أهالي حي الأعظمية في بغداد (تويتر)
+ الخط -

شهدت عدة مدن عراقية، خلال اليومين الماضيين، عمليات حرق وتمزيق لصور قادة إيرانيين كانت فصائل عراقية مسلحة قد وزّعتها في الشوارع وبالقرب من المؤسسات الحكومية، وأخرى بالقرب من جوامع ومراقد دينية، ضمن فعاليات "يوم القدس العالمي".

ويعتبر ناشطون عراقيون تعليق تلك الصور استفزازاً للأهالي الذين يزداد خناق الفصائل المسلحة على حياتهم تدريجياً، ما يدفعهم إلى إزالتها في أجواء شعبية غاضبة، فيما يقدم شبّان آخرون على حرقها سراً.

وأقدم أهالي حي الأعظمية في العاصمة بغداد على إزالة لافتة ضمت صوراً لروح الله الخميني، والمرشد الإيراني الحالي علي خامنئي، وقائد "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني. 

وساندت قوة أمنية الأهالي في رفع الصور، التي كانت تتسبب باستفزاز دائم للمواطنين.

وقد تداولت وسائل إعلام عراقية خبراً أفاد بأنّ قرار رفع الصور جاء بأمر من رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، فيما هتف الأهالي: "الأعظمية.. حلوة وقوية"، احتفالاً بإزالة الصور.

واحتفت الجماعات المسلحة الحليفة لإيران في العراق، أمس الجمعة، بفعاليات "يوم القدس"، وجابت طرق وشوارع عدد من المدن بسيارات رباعية الدفع وأسلحة متنوعة، مع صور زعامات إيرانية مختلفة.

وأقدم شبّان مجهولون على حرق صورة كبيرة لزعيم "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني وسط مدينة البصرة، وأخرى في مدينة النجف، وقام ناشطون بتصويرها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولقيت تفاعل المئات من العراقيين.

قبل ذلك، أزال وأحرق عدد من الناشطين المدنيين في محافظة بابل صوراً لخامنئي وسليماني في شارع أربعين وسط المدينة، وفي بلدات مجاورة، أبرزها المسيب والهندية والقاسم، احتجاجاً على تعليقها في الشوارع وبالقرب من الأبنية الحكومية وداخل الأحياء السكنية، الأمر الذي دفع إلى انتشار أمني لمليشيا "عصائب أهل الحق" التي حاولت العثور على منفذي عمليات حرق الصور، لكنها فشلت.

وفي السياق، اعتبر الناشط السياسي من بغداد علي المياحي، في حديث لـ"العربي الجديد"، نشر الصور مجدداً وبشكل كبير "كأنه محاولة استفزاز من المليشيات، الأمر الذي خلق رد فعل عبر حرقها أو تشويهها من قبل المواطنين"، مبيناً أن "غالبية عمليات تشويه وحرق الصور في الجنوب ووسط العراق وبغداد تتم ليلاً من قبل مواطنين، غالباً هم شبان لا تتجاوز أعمارهم 25 عاماً".

وذكر المياحي أنّ "واحداً من أهداف (انتفاضة تشرين)، التي راح ضحيتها مئات العراقيين، هو إرجاع العراق للعراقيين، وعدم جعله ضمن أي محور من محاور الصراعات الدولية". 

أما الناشط من بابل محمد الجنابي، فقد بيَّن أنّ "هناك صراعاً واضحاً بين العراقيين والجماعات المسلحة والسياسية التي تعمل لصالح إيران، والطرف الأخير يعمل على دفع الطرف الأول إلى المواجهة معه بأي شكل من الأشكال، عبر سلسلة من السلوكيات المستفزة".

وأوضح الجنابي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ "قاسم سليماني وغيره من القادة الإيرانيين ليست لديهم أي قواعد شعبية في مدن وسط وجنوب العراق، ولكن المليشيات تواصل الاستفزاز، وبلغ الأمر أن تضع مثل هذه الصورة في المناطق الشمالية والغربية، وهي مناطق لها طبيعة مذهبية لا تتفق نهائياً مع إيران، وبالتالي لا ينتج عن أفعال المليشيات غير مزيدٍ من الاحتقان الشعبي".

يُذكر أن ظاهرة حرق الصور التابعة لرموز إيران بدأت مع اندلاع انتفاضة أكتوبر/ تشرين الأول 2019، حيث أقدم ناشطون في نوفمبر/ تشرين الثاني من نفس العام، في محافظة النجف، باستبدال اسم "شارع الإمام الخميني" بـ"شارع شهداء ثورة تشرين"، كما أقدموا على حرق القنصليتين الإيرانيتين في النجف وكربلاء.

وتعمد الفصائل المسلحة المعروفة محلياً بمصطلح "الولائية"، انطلاقاً من كونها لا تخفي ولاءها الكامل لإيران، إلى نشر صور ولافتات كبيرة للزعماء الإيرانيين، خصوصاً في بغداد ومحافظات وسط وجنوب البلاد، في مسعى لتكريس الهيمنة الإيرانية على البلاد. 

ويثير هذا التصرف حنق العراقيين، لا سيما أن هذه الفصائل تتهم بالسيطرة على عموم العملية السياسية في البلاد، إضافة إلى تنفيذ سلسلة من الجرائم، ومنها قتل المتظاهرين والناشطين وإرهاب الصحافيين.

المساهمون