- الحراك يأتي وسط توترات داخلية وإقليمية تشمل العلاقات مع تركيا وإيران، وجود قاعدة أمريكية في أربيل، والأزمة المالية مع بغداد، مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي في الإقليم.
- حزب الاتحاد الوطني الكردستاني قدم شكوى ضد مسرور البارزاني لدى المحكمة الاتحادية العليا في بغداد لمنع تأجيل الانتخابات، مما يعكس الانقسامات الداخلية والتحديات الكبيرة التي تواجه الإقليم في ظل الوضع الإقليمي المتوتر.
يشهد إقليم كردستان العراق منذ أيام حراكا سياسيا خارجيا للحزبين الرئيسين في الإقليم: "الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود البارزاني، و"الاتحاد الوطني الكردستاني"، الذي يتزعمه حاليا بافل طالباني نجل مؤسس الحزب الراحل جلال طالباني. وفي خطوة لافتة، زار رئيس الإقليم والقيادي في الحزب الديمقراطي نيجيرفان البارزاني طهران في الأسبوع الحالي، والتقى خلال زيارته التي استمرت يومين بعدد من القيادات السياسية والحكومية الرسمية في البلاد، أبرزهم المرشد الإيراني علي خامنئي، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، إلى جانب قيادات بارزة في الحرس الثوري الإيراني.
كما وصل زعيم حزب الاتحاد الوطني بافل طالباني، أمس الثلاثاء، إلى واشنطن، في زيارة لم يُعلن عنها مسبقا، وعقد سلسلة لقاءات، كان أبرزها لقاء مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربارا ليف، ومنسقة الخارجية الأميركية لشؤون الإرهاب إليزابيث رتشارد.
أسباب الحراك في إقليم كردستان
ويُنظر إلى حراك الحزبين الغريمين والمتنافسين داخل الإقليم الكردي الذي يتمتع بحكم شبه مستقل عن بغداد منذ الغزو الأميركي للبلاد وإقرار الدستور الجديد، باعتباره مرتبطا بملفات داخلية في الإقليم وأخرى تتعلق بالعلاقة مع بغداد والتوتر الحالي بالمنطقة. ويقول الخبير بالشأن السياسي الكردي في كركوك سلام الجاف لـ"العربي الجديد"، إن "الحراك الحالي له علاقة مباشرة بالأزمة السياسية الداخلية في إقليم كردستان بين أربيل والسليمانية المتعلقة بالانتخابات الداخلية بالإقليم، التي قرر الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني مقاطعتها، وإصرار خصمه الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني على المضي بها".
وأضاف أنه يرتبط أيضا بـ"ملفات الإقليم مع تركيا وإيران من جهة ووجود أكبر قاعدة أميركية في العراق داخل أربيل وعلاقة الأحزاب الكردية بقوات قسد في سورية، وملف حزب العمال الكردستاني، والأزمة المالية مع بغداد"، واصفا الملفات بأنها "كثيرة وشائكة، وما يزيدها صعوبة هو الانقسام الكردي الحالي بين الحزبين الرئيسين". ويشير الجاف إلى أن "الصراع السياسي الداخلي الكردي تم استغلاله من تركيا وإيران في دعم طرفي الصراع، وكذلك من قبل أطراف في بغداد"، وفقا لقوله.
واليوم الأربعاء، رفع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل الطالباني شكوى ضد مسرور البارزاني، رئيس حكومة الإقليم، عند المحكمة الاتحادية العليا ببغداد، ضد شكوى سابقة تقدم بها البارزاني لتأجيل انتخابات الإقليم المقررة الشهر المقبل، في محاولة من الحزب لمنع تأجيل الانتخابات التي أعلن حزب البارزاني مقاطعتها الشهر الماضي.
في غضون ذلك، اختلفت المواقف في الشارع الكردي من هذا الحراك بين مؤيد وآخر يرى أنه كان ينبغي التوافق داخل البيت الكردي قبل التوجه للخارج. وقال أحمد إسماعيل على منصة إكس: "بافل الطالباني اليوم في واشنطن واجتمع مع نائبة مساعد في وزارة الخارجية الأميركية ويتحدث من هناك عن إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها وكان عليه التوجه إلى هولير (أربيل)، ومناقشة كافة القضايا الخلافية بينهم للتوصل لرؤية واضحة خدمة لمستقبل الكرد وإقليم كردستان العراق أولا".