حراك السويداء يؤجل اعتصامه بعد حشد البعث أنصاره للتظاهر في ساحة الكرامة

20 فبراير 2023
"البعث" فرض على أنصاره التظاهر في السويداء للمطالبة برفع العقوبات (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

حشد حزب البعث في سورية، اليوم، أنصاره من الموظفين والطلاب وأعضاء النقابات العمالية والمهنية، في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء والتي سيطروا عليها منذ أمس، وذلك للمطالبة برفع العقوبات عن سورية، ومساندة متضرري الزلزال، مستعرضين إلى جانب ذلك قوتهم بحماية كبيرة من أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري.

في المقابل، أكد بيان صادر عن لجنة الحراك تأجيل اعتصامهم، ليوم غد الثلاثاء، من أجل تفويت الفرصة على السلطة الساعية للمواجهة والتخريب، كما ذكرت شبكة "الشام" الإخبارية.

وفي السياق، قال الناشط الإعلامي حمزة المعروفي، لـ"العربي الجديد"، إن "حزب البعث وزع أمس الأحد دعوات إجبارية على المنظمات الشعبية من عمال وفلاحين، وعلى النقابات المهنية التابعة له، واتحاد الطلبة والمدارس، وطلب منهم الحضور الإجباري لساحة "السير"، التي أطلق عليها نشطاء الحراك السلمي ساحة الكرامة".

وأضاف أن "النظام قطع كل الطرق المؤدية إلى المربع الأمني وسط مدينة السويداء بحواجز إسمنتية، منذ ليل أمس، وحشد أتباعه عن طريق جلبهم بباصات من القرى البعيدة للحضور".

وتساءل حول كيفية توفر المازوت لوسائل النقل التي تعمل بربع طاقتها؟ مضيفاً أن "حزب البعث يتحكم بما تبقى من الثروات، فيما هو ذاته أحد مصائب البلاد".

من جهته، قال المدرس المتقاعد، الشيخ سمير أبو طافش، مناصر سابق لحزب البعث، على فيسبوك، إن "مخاطبة الناس وكأنهم بلا عقول وأغبياء هو خطأ فادح يبعد الناس عنكم (حزب البعث) ويفقدكم القاعدة الجماهيرية ويبعدها عنكم، فدعوة الناس لوقفة تضامن مع منكوبي الزلزال يوم الاثنين من قبل مسؤولي حزب البعث العربي الاشتراكي في السويداء هو أمر ظاهره حق وباطنه باطل وعدوان".

وأضاف: "لو كنت مسؤولاً لنبهت من اتخذ قراراً كهذا في هذا الزمان والمكان لأنه يسيء للحزب أكثر مما ينفع. لأنكم ولأن الناس تدرك أنه في هذا الزمان والمكان يقف شريك لكم في الوطن يعبرون عن وجهة نظرهم، فكان الواجب اختيار زمان مختلف أو مكان غير هذا المكان وما أكثر الساحات في مدينة السويداء". 

وتابع أبو مهدي، الذي يتمتع بشعبية كبيرة، "كل السوريين متفقون على أهمية وضرورة رفع العقوبات الغربية ولا خلاف على ذلك، ولكن أليس الأولى أن نرفع ونكف يد الفاسدين منا عن المقدرات والامكانيات المتوفرة للشعب ومن ثم محاسبتهم، وبعد ذلك نلتفت للخارج".

الطالبة "سهى"، من طلبة ثانوية عصام حرب في السويداء، قالت متحفظة عن ذكر اسمها الكامل، لـ"العربي الجديد"، إنه "ودون أي علم مسبق دخلت المديرة والموجهات إلى شعب الصف الأول الثانوي واقتادونا جميعاً محملين بالأعلام واللافتات والصور إلى الساحة حيث الاحتفال".

وأضافت لقد "حذرتنا إحدى الموجهات من المغادرة أو الهرب من مكان الاحتفال قبل الانتهاء والعودة للمدرسة".

فيما استغرب أحد الحضور في حديثه لـ"العربي الجديد"؛ الوجود الأمني والعسكري الكثيف في مكان الاحتفال وعلى أسطح الأبنية، قائلاً كأن "الدولة" أرادت في هذا الوجود المسلح أن تقول إنها ما زالت موجودة أو أن ترعب الموالين لها بعدما عجزت عن قمع معارضيها.

مشارك طلب عدم ذكر اسمه قال، لـ"العربي الجديد"، إن "معظم الموجودين في هذا المكان مستفيد ومنتفع من بقاء النظام ويحصل على ميزات يجهلها عامة الناس فالجميع يحصل على المازوت والبنزين والمياه وسلل غذائية من الهلال الأحمر طيلة العام، بالإضافة لميزات أُخرى بحسب المنصب الحزبي والعلاقات والخدمات، ولا يعتقد أحد أنهم يخجلون؛ بل على العكس يتسابقون جميعاً للحصول على منصب أعلى ومعارف وعلاقات أكثر".

على الضفة الأخرى، وجد عدد من المحتجين طريقة أخرى عند دوار المشنقة في مدينة السويداء للتعبير عن غضبهم، وحملوا لافتات تطالب بالحرية للمعتقلين، وتطبيق القرار الأممي، والعدالة.

المساهمون