استمع إلى الملخص
- **الناشطون المدنيون، مثل أيمن نوفل وعدنان أبو عاصي، يعبرون عن فخرهم بالصمود رغم التحديات الأمنية والاجتماعية، مؤكدين على مطالبهم بالحرية والعدالة الاجتماعية.**
- **الناشط الإعلامي حمزة المعروفي يشير إلى التأثير العالمي للحراك السلمي، مشيداً بإصرار المحتجين واستمرارهم رغم الصعوبات، مما يعزز الأمل في التغيير المستقبلي.**
أتمَّ حراك السويداء الشعبي، اليوم الجمعة، عامه الأول، متجاوزاً كافة القراءات والعراقيل التي واجهها يوماً بعد يوم، وتاركاً خلفه مئات التحاليل والتكهنات التي لم تُحسم بعد حول هويته وشرعيته وآفاقه المستقبلية.
وفي الذكرى السنوية الأولى لانطلاق الاحتجاجات، تجمّع مئات المحتجين من أبناء السويداء في ساحة الكرامة، رافعين شعار "مستمرون"، ومؤكدين مطالبهم بالتغيير والانتقال السياسي السلمي وتطبيق القرارات الدولية. هذا التجمع كان تذكيراً للمجتمع السوري والدولي بصمودهم المستمر في الساحات لمدة عام كامل دون انقطاع.
الناشط المدني أيمن نوفل صرّح لـ"العربي الجديد": "عامٌ كامل قضيناه، أنا وزملائي، في كتابة الشعارات دون توقف ليوم واحد. واجهنا البرد والحر والضغط الأمني والاجتماعي، وعانينا من الأمراض والعوز والجوع، لكن لم نتراجع يوماً. سلاحنا كان القلم واللافتات، وصوتنا هو الأقوى في مواجهة نظام لا يفهم سوى لغة القتل والدمار والتهجير".
وأضاف نوفل: "نستذكر اليوم بلوحاتنا كل ذكريات العام الماضي، وكل الصور والرموز التي كانت سنداً ومرتكزاً للحراك. ولا ننسى التضحيات، بدءاً من شهداء ساحة الكرامة، وفي مقدمتهم الإعلامي محمود الحربي من درعا، الذي اغتاله النظام بعد زيارته للساحة بأيام، وصولاً إلى شهيدي العنف الأمني جواد الباروكي ومرهج الجرماني".
من جانبه، عبّر الناشط عدنان أبو عاصي عن شعوره بالفخر بعد عام من الصمود في وجه الأجهزة الأمنية ومخططاتها، وقال في حديث لـ"العربي الجديد": "يكفينا أننا كسرنا حاجز الخوف وطالبنا بحقوق كل السوريين دون أن نفكر في مطالب خاصة أو نذعن لأي اتفاق مع النظام".
واختتم حديثه قائلاً: "نحن انطلقنا من سوريتنا، وحملنا آلام كل سوري ومطالبه بالحرية والعدالة الاجتماعية ودولة القانون. استطعنا أن نفنّد ادعاءات النظام بحماية الأقليات، وأفشلنا مخططاته رغم الفارق الكبير في الإمكانات والدعم، ورغم التجاهل الكبير الذي لاقته انتفاضتنا، خاصة بعد حرب غزة".
بدوره، قال الناشط الإعلامي حمزة المعروفي لـ"العربي الجديد": "خلال تغطيتي للحراك السلمي على مدار العام، كنت ألمس نشوة المحتجين في كل لحظة. كل يوم كان يمثل تحدياً جديداً لممارسات النظام ومحاولاته، ورغم ذلك لم أر في عيونهم أي خوف، ولا في عيون المارة استغراباً أو نظرات عدائية تجاههم".
وأضاف المعروفي: "هذا الحراك لم يقتصر على التأثير المحلي فقط، بل أعتقد أنه يحمل بصمة عالمية. فقد تخطى الزمن القياسي الأطول على مستوى العالم في السلمية التامة، مقدماً وجهاً حضارياً من خلال النشاطات والفن الذي برز فيها".
وتابع: "ورغم أن الحراك لم يحقق نتائج مادية ملموسة، إلا أن مجرد استمراره لسنة كاملة رغم كل الصعوبات يُعدّ إنجازاً. من يرى إصرار المحتجين وقبولهم الشعبي لا يشك في أن التغيير قادم، حتى لو كان بتوازنات دولية، لكن سيكون لهذا الحراك بصمته الخاصة في مستقبل البلاد".