شهدت الجزائر في الأيام الأخيرة توافد عدد من وزراء الخارجية والمسؤولين الأفارقة، لبحث قضايا ثنائية وإقليمية، والتحضير لاستحقاقات مشتركة، في ظل جملة من التحديات السياسية والأمنية التي تشهدها منطقة الساحل الأفريقي وتداعياتها على كامل أمن القارة.
وفي أحدث هذه الزيارات، أنهى وزير الشؤون الخارجية والفرنكوفونية والكونغوليين بالخارج جون كلود قاكوسو الخميس زيارة للجزائر، التقى خلالها الرئيس عبد المجيد تبون، وسلمه رسالة من الرئيس الكونغولي دونيس ساسو نغيسو، يدعوه فيها للمشاركة في قمة رؤساء الدول الأعضاء في اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي حول ليبيا المزمع تنظيمها في برازافيل.
وأكد الوزير الكونغولي، الذي تترأس بلاده هذه اللجنة، أن "اللجنة ستجتمع في برازافيل يوم الخامس من فبراير/شباط المقبل، ويسبق اجتماعها بقليل موعد اجتماع ندوة المصالحة التي قررها الليبيون بشكل مستقل، والتي ستعقد في 28 إبريل/نيسان المقبل".
وأضاف أن "الملف الليبي معقد، والجزائريون أدرى بذلك. الجزائر قوة محورية في المنطقة تربطها إحدى أطول الحدود مع هذا البلد"، مشيراً إلى أن "الاتحاد الأفريقي لطالما عمل في سبيل المصالحة الوطنية في ليبيا ولمّ شمل كل الأطراف حول طاولة حوار واحدة بغية تحقيق التوافق".
وسبقت زيارة الوزير الكونغولي زيارة مماثلة قام بها الثلاثاء الماضي وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، نقل خلالها رئيس الدبلوماسية الموريتانية عن الرئيس تبون، تأكيده "حرص الجزائر على الدفع بعلاقات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين".
لكن توقيت الزيارة في خضمّ أزمة دبلوماسية حادة بين الجزائر ومالي، وتطورات الوضع الأمني في مالي بعد قرار السلطة الانتقالية، يرجّح إمكانية أن تكون الزيارة فرصة للجانب الموريتاني لتوضيح موقفه ومخاوفه من مجموع هذه التطورات وتداعياتها على مسألة السلم والأمن في منطقة الساحل، باعتبار نواكشوط معنية ويمكنها القيام بأي دور ممكن لدى السلطة الانتقالية في بماكو، بحكم العلاقات الجيدة التي تربط البلدين، وبالتالي تلافي أي تطور في المواقف والميدان لا يخدم أمن المنطقة.
وقبل أسبوعين، قام وزير الخارجية النيجري بكاري سنغاري بزيارة للجزائر، أسهمت في تهدئة سوء التفاهم السياسي الذي نشب بين البلدين في بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي بشأن دور الجزائر في وساطة الأزمة في النيجر.
وقال المحلل السياسي، الصغير محمد، لـ"العربي الجديد"، إن "توالي هذه الزيارات الأفريقية للجزائر، مؤشر على وجود حيوية في العلاقات بين دول المنطقة، والتشاور مسألة مهمة لاحتواء الأزمات أو لوضع وصياغة الحلول المشتركة".