أعلنت السلطات العراقية في بغداد العثور على نجل الناشط العراقي البارز، أيوب الخزرجي، عقب ضجة إعلامية واسعة النطاق قادها ناشطون ومدونون على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إعلان اختطافه أمس الثلاثاء وتلقي والده تهديدات.
وكشفت وسائل إعلام عراقية عن اختطاف نجل الخزرجي، وهو طفل لا يتجاوز عمره 10 سنوات، في حيّ الغدير شرقيّ العاصمة بغداد، حيث أقدم مجهولون على ترك رسالة لعائلة المختطف، طالبوا فيها بعودة الخزرجي إلى بغداد وترك أربيل التي لجأ إليها بعد سلسلة تهديدات بتصفيته من قبل مليشيا مسلحة مقابل إطلاق سراح نجله.
وقبل العثور عليه، ناشد الخزرجي، عبر تغريدة في حسابه بموقع "تويتر"، الجهات المعنية إطلاق سراح نجله، قائلاً: "ابني الوحيد يا ناس"، وأرفق وسم "الحرية لمحمد أيوب". إلا أنه عاد ونشر اليوم الأربعاء: "تمَّ إيجاد ولدي تائهاً في إحدى مناطق بغداد، والآن والدي سوف يستلمه، ولكن الغريب محاولة تمرير الأمر على أنه ليس حادثة اختطاف، محاولة منهم لتضييق الخناق وجعل الدعوة للحوار مع القتلة هي الحل".
ثم عاد وقال: "ابني مخطوف كان وأطلقوا سراحه بشوارع والدوريات لكو تايهه (وجدوه تائهاً) وما يعرف وين.. وهذه رسالة التهديد والوعيد والمطالبة بعودتي لبغداد"، وأرفق صورة لمحادثة مع مجهول يُهدده عبر رسائل الهاتف المحمول.
مناشدة للقضاء العراقي والمختصين pic.twitter.com/FQNCWcPfug
— ايوب الخزرجي (@ayoobalkhazraji) March 10, 2021
لكن وزارة الداخلية العراقية أصدرت بياناً عن الحادثة، وأرفقت معه مقطعاً مصوراً يظهر فيه اللواء سعد معن من الوزارة، ومسؤول في شرطة الأحداث في بغداد، إضافة إلى الطفل محمد أيوب، وجده. ونفت الوزارة تعرض الطفل للاختطاف، واصفة إياها بـ"المزاعم والأكاذيب".
وأشار البيان إلى أن "الطفل كان قد توجه إلى الإمام الكاظم، دون إشعار ذويه، ما لفت أنظار إحدى مفارز القوات الأمنية التي بادرت إلى التحفظ عليه لصغر سنه وتسليمه لشرطة الأحداث التي بادرت بتسليمه فوراً لجده الذي لم يكن يعلم بخروجه للزيارة، ما أثار خوف ذوي الطفل عليه".
توضيح هام بخصوص ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي حول اختطاف طفل pic.twitter.com/7OSuqE5BV4
— سعد معن - Saad Maan (@saadmaanoficial) March 10, 2021
وتواصل "العربي الجديد"، مع عمّار النعيمي، وهو ناشط ورفيق للخزرجي، مؤكداً أنها "حالة اختطاف متكاملة بهدف ابتزاز الناشط وإجباره على العودة إلى بغداد بعد أن تركها وغادر لأربيل بسبب التهديدات".
وأضاف أن "الحادثة جرت بالجهة المقابلة لحيّ الغدير في بغداد، التي تخضع لنفوذ جماعة مسلحة تنتمي إلى قوى اللادولة"، وفقاً لتعبيره.
وتابع النعيمي، قائلاً إن "الضجة الإعلامية التي قام بها الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أجبرت هذه المليشيات على ترك الطفل في شوارع حيّ البتاويين ببغداد"، موضحاً أن "قوات من الشرطة المحلية عثرت على الطفل بمساعدة بعض المواطنين، وتم إيداعه في مركز شرطة السعدون".
بالمقابل، قال السياسي العراقي المستقل وائل الحازم، إن "رواية الحكومة غير مقنعة بشأن الطفل وملابسات العثور عليه، ولا يمكن التسليم بها"، موضحاً في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، أن "الحكومة العراقية واقعة حالياً تحت ضغط المليشيات".
وتعليقاً على ذلك، قال الناشط في التظاهرات العراقية فاروق الصالحي: "نحن في زمن لا يثبت الإنسان بها براءته إلا عندما يقتل حمداً لله على سلامة ابنك أيوب الخزرجي".
نحن في زمن لايثبت الانسان بها برائته
— ﮼الفاروق،الصالحي (@Eng_alfaruq) March 10, 2021
الا عندما يقتل
حمدا لله على سلامة ابنك #ايوب_الخزرجي
#الحرية_لأبن_ايوب pic.twitter.com/xqi8NGbpd4