استمع إلى الملخص
- تهدف الزيارة إلى الحفاظ على قنوات الاتصال المفتوحة بين بكين وواشنطن لتجنب سوء الفهم في العلاقات المعقدة، خاصة مع التوترات الناجمة عن سياسات إدارة بايدن.
- ستعبر بكين عن مخاوفها بشأن تدخل الولايات المتحدة في شؤونها الداخلية، بما في ذلك تايوان وحقوق الإنسان وبحر الصين الجنوبي.
من المقرر أن يزور مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الصين في الفترة من 27 إلى 29 أغسطس/آب الحالي. وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان صدر أمس السبت، إن زيارة سوليفان جاءت بدعوة من وزير الخارجية الصيني وانغ يي، حيث سيعقد الجانبان جولة جديدة من الاتصالات الاستراتيجية بين البلدين. وتأتي الزيارة قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأكدت وسائل إعلام رسمية صينية، اليوم الأحد، أن الحفاظ على قنوات الاتصال المفتوحة على مستوى عال بين بكين وواشنطن، أمر بالغ الأهمية لتجنب سوء الفهم في العلاقات الصينية الأميركية المعقدة الحالية. كما ستوفر الزيارة إلى الصين، وهي الأولى التي يقوم بها سوليفان، فرصة لمناقشة القضايا العاجلة المثيرة للقلق وإدارة الخلافات.
وقالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية، إنه خلال المناقشات الأخيرة حول مكافحة المخدرات والاستقرار المالي مطلع العام الجاري، كان الجو العام بين البلدين هادئاً، مع التركيز على معالجة قضايا محددة وعملية. ومع ذلك، لا تزال التوترات مرتفعة بسبب الإجراءات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في مجالات مثل السياسات الاقتصادية والتجارية، بالإضافة إلى الأمن القومي.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، لو شيانغ، قوله: إن الإجراءات التي اتخذتها إدارة بايدن ضد الصين، كان لها تأثير ضار على العلاقة بين البلدين، ومن ثم قد تجد بكين الآن صعوبة كبيرة في الاعتماد على مستشار الأمن القومي جيك سوليفان لتخفيف العلاقات. ومع ذلك، ستظل الصين منفتحة على المناقشة ما دام ذلك مواتياً لتطوير الوضع في اتجاه مستقر.
وذكرت الصحيفة، أن زيارة جيك سوليفان ستوفر فرصة كبيرة لمناقشة القضايا الملحة ومعالجة الاختلافات بسرعة ودقة وفعالية. ولفتت إلى أن بكين ستعبر عن مخاوف جوهرية للولايات المتحدة خلال زيارة سوليفان، خصوصاً ما يتعلق باستمرار تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية للصين، بما في ذلك القضايا المتعلقة بتايوان وحقوق الإنسان وبحر الصين الجنوبي.
وكانت الولايات المتحدة قد كثفت من حراكها الدبلوماسي والعسكري في منطقة المحيطين الهادئ والهندي خلال الأشهر الأخيرة، ما أسفر عن التوقيع على عدد من الاتفاقيات مع حلفاء واشنطن في مجال الأمن والدفاع. الأمر الذي أثار حفيظة الصين. ورداً على ذلك، قالت بكين إن الحراك الأميركي يخلق التوترات من خلال تضخيم التهديد الصيني في بحر الصين الجنوبي، ووصفت ذلك بأنه طريقة أميركية نموذجية لإثارة القلق الأمني، لجعل بعض الدول الإقليمية تعتمد أكثر على الكتلة التي تقودها الولايات المتحدة.
أيضاً، أثار تدخل واشنطن الأخير في قضية النزاع بين الصين والفيليبين في بحر الصين الجنوبي، غضباً صينياً، إذ تعتبر بكين ذلك تدخلاً في شؤون الإقليم. وحول ذلك كان المختص في الشأن الآسيوي في معهد فودان للدراسات والأبحاث، جينغ وي، قد تحدث لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، بأن بكين تتابع بقلق هذه التدخلات، وتشعر بأن الولايات المتحدة تستغل النزاعات الحدودية بين الصين وجيرانها لضرب إسفين في العلاقات وجر دول الجوار إلى حلفها بما ينسجم مع توسيع مظلتها الأمنية في منطقة المحيطين الهادئ والهندي.